-->

الرئيس محمد عبد العزيز يهنئ المعتقلين السياسيين الصحراويين المفرج عنهم (نص رسالة




بئر لحلو
( لاماب ـ المستقلة ـ )
هنأ السيد محمد عبد العزيز رئيس الدولة الأمن العام لجبهة البوليساريو المعتقلين السياسيين الصحراويين المفرج عنهم من سجون سلا، عكاشة المغربية والسجن لكحل بمدينة العيون المحتلة، معربا عن تقدير الشعب الصحراوي وتثمينه لتضحياتهم الجسام ومعاناتهم الكبيرة طيلة فترة اعتقالكم التعسفي.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة
" بئر لحلو 16 ابريل 2011

أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون اعلي سالم التامك وإبراهيم دحان وحمادي الناصري والدكجة لشكر ويحظيه التروزي والصالح لبيهي ورشيد الصغير وهدي أحمد محمود الكينان وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين الذين خرجوا من غياهب سجون الاحتلال المغربي،
أيها الأبطال :
اسمحوا لي في البداية، باسمي الشخصي وباسم مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وادي الذهب وكافة أفراد الشعب الصحراوي في مختلف نقاط تواجده، أن أتقدم اليكم بأحر التهاني بمناسبة انتزاعكم حرية لم تكتمل بعد من بين براثين احتلال يعاند مجرى التاريخ منذ أكثر من 35 سنة من خلال مصادرة حق شعبكم في الحرية الكاملة؛ في تقرير المصير والاستقلال الوطني.

أهنئكم على كل فصل من فصول ملحمة الصمود الخالدة التي سطرتموها في تاريخ المقاومة الصحراوية منذ أن تم اختطافكم بشكل جائر زوال يوم الخميس الثامن من أكتوبر سنة 2009، دونما جريرة سوى تمسككم بحقكم المشروع في النضال السلمي من أجل تقرير المصير وحرية التنقل والالتحام بشعبكم في كل مواقع الفعل الوطني. كما لا أود أن افوت هذه السانحة دون التقدم بتهنئة خاصة لجميع أفراد عائلاتكم الصغيرة بهذه المناسبة السعيدة، معربين لهم عن تقدير الشعب الصحراوي وتثمينه لتضحياتهم الجسام ومعاناتهم الكبيرة طيلة فترة اعتقالكم التعسفي.



أيها الأبطال:
مرة أخرى، وككل أبطال قضايا الشعوب العادلة، نجحتم في تحويل زنازن السجن الضيقة الى ساحات رحبة للنضال والمقاومة، وأحلتم، برسوخ ايمكانكم وقوة عزيمتكم ومتانة حججكم، محاكمات النظام المغربي لكم الى محاكمات علنية به لتعريته أمام نفسه وامام العالم، فبدا، ككل القوى الاستعمارية، حائرا، مترددا، فاقدا للحجة ومضطربا الى أقصى حدود النزق والطيش، من خلال ممارسة العنف الجسدي واللفظي ضدكم وضد رفاقكم وضد المراقبين والمتضامنين الدوليين في اكثر من مناسبة. هؤلاء المتضامنين، ممن يحتفلون معنا اليوم باطلاق سراحكم، لعبوا، رفقة المنظمات الحقوقية الدولية، البرلمانات الوطنية والجهوية، الدول الصديقة، منظمات المجتمع المدني وبعض الأصوات المغربية الشريفة والشجاعة، وعلى رأسها الجمعية المغربية لحقوق الانسان، دورا حاسما في ادخال الفرحة الى قلوب الصحراويين، بعد أن وجدت الحكومة المغربية نفسها أول أمس الخميس 14 أبريل 2011 مجبرة، على الرضوخ "مكرهة لا بطلة" للضغوط الدولية، ولأصوات التضامن والمؤازرة المنطلقة من كل بيت وخيمة صحراوية، والتسليم أخيرا، باستحالة مواصلة اعتقالكم التعسفي. وكما في العديد من حالات الافراج على مدار السنوات الماضية، خاصة منذ انطلاقة شرارة الانتفاضة السلمية الصحراوية ماي 2005، فإن إطلاق سراحكم الآن ليس هبة من أي كان، وانما تتويجا طبيعيا لجملة التضحيات الجسيمة ومعارك الصمود التي خضتم في المرافعة عن حقوقكم المشروعة وحق شعبكم غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، ونتيجة لتضافر جهود المتضامنين والحقوقيين الدوليين مع جماهير شعبكم المكافح في كل مواقع النضال الوطني.

أيها الأبطال المعتقلين السياسيين الصحراويين:
وأنتم تتحسسون اولى خطواتكم خارج السجون المغربية بعد قضائكم 18 شهرا داخل الزنازن بتهم جائرة اثبت الاحتلال نفسه بطلانها من خلال عجزه عن اصدار حكم قضائي بحقكم طيلة هذه الفترة، فان معاناة 121 معتقلا سياسيا صحراويا من ضمنهم الشابتين النكية الحواصي وحياة الركيبي، ممن اعتقلوا في فترات مختلفة ولا زالت سلطات الاحتلال تصر على ابقائهم خلف القضبان بالرغم من بطلان التهم الموجهة لهم، تبقى حاضرة في ذهن ووجدان الجميع.

ان اطلاق سراحكم الآن، حيث يستعد مجلس الأمن الدولي، من جديد، لمناقشة مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية نهاية أبريل الجاري، يشكل فرصة أخرى للتأكيد على المطالب المحورية للشعب الصحراوي والمتمثلة في؛ - الافراج الفوري عن كافة المدافعين عن حقوق الانسان ومعتقلي الرأي الصحراويين، - ضرورة أن تتحمل الحكومة المغربية مسؤولياتها كاملة في الكشف عن مصير 526 مفقودا صحراويا، 151 أسير حرب صحراوي اضافة الى 15 شابا صحراويا تم اختطافهم بتاريخ 25 ديسمبر 2005، - ايقاف حملات الترهيب والاعتقال والتعذيب الممارسة بشكل يومي ضد المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة وجنوب المغرب وفتح الاقليم أمام المراقبين والمنظمات الحقوقية والصحافة الدولية دون تمييز.

وقبل كل هذا وبعده، التأكيد على ضرورة أن تستغل الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي تحديدا، الفرصة التاريخية الماثلة الآن، من خلال اقرار توصيات المنظمات الحقوقية الدولية ومنح تفويض حماية ومراقبة حقوق الانسان في الاقليم لبعثة الأمم المتحدة في انتظار تنظيم استفتاء تقرير المصير.

ان الأحداث المأساوية التي شهدتها العديد من المدن الصحراوية المحتلة خلال نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي وما تلاها وسبقها من حملات قمع ممنهج لحقوق الانسان، يجب ان تقود مجلس الأمن الدولي الى استحضار المعطاة الاكبر في نزاع الصحراء الغربية والمتعلقة بالعلاقة العضوية القائمة بين انتهاكات حقوق الانسان ومصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. ان فرض احترام حقوق الانسان في الصحراء الغربية سيسرع لا محالة من مسار تقرير مصير الشعب الصحراوي، كما أن الاستشارة الديمقراطية للشعب الصحراوي عبر استفتاء تقرير المصير، ستشكل، بالتأكيد، البلسم الشافي لكل جراح الماضي والقاعدة السياسية والقانونية الضرورية للتأسيس لعلاقة أخوة وحسن جوار بين الشعبين الصحراوي والمغربي.

الاخوة الأفاضل،
ان خروجكم المشرف اليوم من السجن، مرفوعي الرؤوس، تستقبلون مرحلة جديدة من حياتكم النضالية بشارات النصر، ليشكل تجربة محفزة للشعب الصحراوي ومثالا يحتذى بالنسبة للشباب الصحراوي المتحرق للحرية والمستعد، كما برهن في جميع المناسبات، للتضحية من أجل فرض احترام حق الشعب الصحراوي في الحرية وتقرير المصير والاستقلال الوطني. يحق لشعبكم أن يفخر بكم ويحق لكم أن تفخروا به، شعبا صامدا، مرابطا، متراص الصفوف، مستميتا في الدفاع عن حقوقه الوطنية، واثقا من حتمية الانتصار مهما استدعى ذلك من بذل وعطاء.

لقد كتبتم جميعا، بثباتكم ووعيكم لجسمات التحديات، صفحة ناصعة أخرى من كتاب المقاومة السلمية الصحراوية المجيدة، الى جانب معركة "مطار لانثاروتي" التاريخية حيث انتصرت يوم 17 ديسمبر 2009، بعد 32 يوما من الاعتصام والاضراب عن الطعام، ارادة المناضلة الصحراوية امينتو حيدار في الحياة الكريمة والدفاع عن حق شعبها في الحرية على ارادة الابعاد والاقصاء والقمع المغربية، والى جانب ملحمة "أكديم ايزيك" يوم 08 نوفمبر 2010 والتي ستبقى، الى الأبد، دليلا قاطعا على قدرة الشعوب الخلاقة في تطوير أساليب المقاومة وخوض القفزات النوعية المطلوبة من اجل اظهار الاحتلال أمام العالم على حقيقته حاقدا، قاتلا، مغتصبا وفاقدا للصواب.

ان انتزاعكم هذا الانتصار ومغادرتكم السجن، ليشكل عرسا نضاليا حقيقيا وصفحة جديدة من صفحات مشرقة كثيرة في كتاب المقاومة الوطنية السلمية الصحراوية الذي سيبقى مفتوحا، يجتهد الصحراويون في ترصيع أطرافه بآيات المجد والبذل والعطاء حتى تحقيق الهدف الوطني الأسمى ألا وهو استكمال سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على كامل ترابها الوطني.

فهنيئا لكم، وهنيئا لجماهير الانتفاضة السلمية الصحراوية على عودتكم لمقدمة صفوف النضال، وتقبلوا، الاخوة الأفاضل، أسمى آيات التقدير والاحترام.

محمد عبد العزيز،
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
الامين للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *