-->

التونسيون يحيون الذكرى الاولى لثورتهم وينددون بالتدخل القطري والامركي في شؤونهم

تونس (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) احتفلت تونس أولى دول الربيع العربي بالذكرى الأولى لسقوط زين العابدين بن علي بمشاركة آلاف المواطنين رجالا ونساء وأطفالا في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي مطالبين «بالحرية والكرامة» منددين بالتدخل الخارجي في شؤونهم الداخلية خاصة التدخل القطري والامريكي. وشارك في الاحتفالات عدد من الزعماء العرب يتقدمهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي اكد تطلع بلاده الى «اقامة علاقات مميزة مع الشقيقة تونس»، معلنا عن مساهمة قطرية في صندوق دعم أسر شهداء الثورة التونسية. كما شارك في الاحتفالات الرسمية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل والرئيس الموريتاني وعدد من ممثلي الزعماء العرب. وفي كلمته في الاحتفال المركزي، أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن الشعب التونسي يحتفل بالذكرى الأولى للثورة تحت شعار «الشعب يريد بناء النظام». وقال المروزقي خلال الاحتفال الرسمي بالذكرى الاولى للثورة والذي أقيم في قصر المؤتمرات بالعاصمة التونسية «إن هذا اليوم يعرف فيه التونسيون الأسى والفرحة، الأسى لكل هذا الوقت الضائع ونحن نصرخ تحت نظام الفساد والظلم والتزييف، والأسى على ما كلفنا التخلص من هذا النظام، ولكن أيضا يوم الفرح لمستقبل واعد». وأضاف المرزوقي قائلا إن «هذا اليوم هو يوم فاصل في تاريخ الشعب التونسي بين ماض مظلم ومستقبل مشرق، فهو اليوم الذي صرخ فيه المواطنون الشعب يريد إسقاط النظام، هذا الشعار الذي يتردد عبر العالم، وكم من حناجر تلقفته». وكانت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أفادت بأن أمير قطر أبرز خلال لقاء عقده في اطار زيارته الحالية الى تونس مع رئيس الحكومة حمادي الجبالي العلاقات المتينة والراسخة بين الشعبين القطري والتونسي. كما أكد دعم قطر لكل جهود التعاون بين الدول العربية، مشيرا الى أن بلدان المنطقة أمامها فرصة تاريخية في ضوء التحولات الجارية في الوطن العربي لاحداث فضاء اقليمي للتكامل على غرار الاتحاد الأوروبي. واشار امير قطر في هذا السياق الى أن الجامعة العربية التي تأسست قبل الاتحاد الأوروبي «تأخرت بسبب عدم وجود ديموقراطية تساعد على اتخاذ القرار»، مضيفا «بعد ثورة تونس وبداية الربيع العربي نحن أمام فرصة تاريخية». من جانبه، قال رئيس الحكومة التونسية الجبالي عقب لقائه بأمير قطر ان حكومته تعقد آمالا كبيرة على هذه الزيارة التي من شأن نتائجها المأمولة دعم المسيرة التنموية لتونس. واشاد الجبالي بالدعم الذي قدمه أمير قطر لثورة تونس والربيع العربي، مشيرا إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين خلال هذه الزيارة تشكل لبنة قوية في دعم العلاقات التونسية ـ القطرية، معربا عن الأمل في ان تفتح آفاقا كبيرة لمزيد من تطوير الروابط النوعية بين الشعبين الشقيقين. من جهته، أشاد السكرتير العام للأمم المتحدة بأن كي مون بالتقدم الملحوظ الذي أحرزه الشعب التونسي خلال العام الماضي. وأعرب بان كي مون في بيان أصدره مكتبه بمناسبة حلول الذكرى الأولى للثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي عن الأمل أن يظل التقدم الذي أحرزته تونس مصدر الهام للمنطقة والعالم. وتابع ان «العالم استلهم من تصميم وعزم الشعب التونسي للمطالبة بالديموقراطية والحرية والكرامة». وعلى صعيد الاحتفالات، ردد المتظاهرون على أنغام أغنية عيد الميلاد باللهجة التونسية «مالا راحة بن علي» قبل ان يهتفوا بصوت واحد الكلمة الشهيرة التي لقيت صداها عربيا وعالميا «ارحل». ومنذ الصباح الباكر بدأ التونسيون يتوافدون على وسط العاصمة ومنهم من قضى ليلته أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي شهد في 14 يناير اكبر الاحتجاجات. وكانت السلطات التونسية قررت اعتبار الرابع عشر من يناير من كل عام «عيدا للثورة والشباب» تخليدا ليوم اطاح الشعب التونسي بنظام بن علي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد 23 عاما. وفي اجواء احتفالية شكلت المناسبة فرصة للاحتجاج والمطالبة بالاستحقاقات الاجتماعية. ورفع المتظاهرون امام المسرح البلدي لافتات كتب عليها «شغل حرية كرامة وطنية» و«أوفياء لدماء الشهداء» و«ثورة الأحرار من اجل استكمال مهام الثورة» و«التشغيل استحقاق يا عصابة النفاق». وقال منصور براهم «نحن هنا للتأكيد على ضرورة عدم تفويت الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي دعت لها الثورة الكرامة والحرية». ورأى سالم الزيتوني ان «التونسيين قاموا بالثورة ضد الديكتاتورية من اجل حياة كريمة وليس بدافع مساعدة بعض الانتهازيين لتحقيق اهدافهم السياسية». وردد المتظاهرون الذين ارتدوا لباسا احمر وابيض لون العلم التونسي شعارات تطالب «بالاعتراف بالشهداء» في حين علت أبواق السيارات التي كانت تجوب الشارع. كما رفع المتظاهرون لافتة كبيرة تتوسطها خريطة تونس محاطة بأسماء شهداء الثورة التونسية وعلى رأس القائمة محمد البوعزيزي البائع المتجول الذي اقدم في 17 ديسمبر على إحراق نفسه أمام مقر الولاية في سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية احتجاجا على مصادرة بضاعته واهانته ومنعه من ايصال شكواه الى المسؤولين في المنطقة. وتوفي البوعزيزي في الرابع من يناير 2011 متأثرا بجراحه. واشعلت حركته اليائسة ثورة شعبية لا سابق لها اطاحت في 14 يناير الماضي بنظام بن علي واشعلت فتيل الربيع العربي الذي اطاح بأربعة من القادة العرب حتى الآن. واكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي مساء أمس الأول خلال لقائه اهالي الشهداء في قصر قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس ان «جرحى وشهداء الثورة لم ينالوا الاعتراف اللائق بهم». وقرر المرزوقي تسمية ساحة 14 يناير الواقعة قرب مقر وزارة الداخلية بـ «ساحة الشهداء» وتشييد نصب تذكاري يحمل اسماءهم. كما جاب عدد من المتظاهرين شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في اتجاه مقر وزارة الداخلية مرددين «الشعب التونسي حر ولا وصاية اميركية وقطرية». ولم يغفل المتظاهرون عن القضايا العربية بهذه المناسبة اذ كانت الاعلام الفلسطينية والسورية حاضرة ورفع المتظاهرون شعارات منادية «بتحرير فلسطين» و«برحيل» الرئيس السوري بشار الأسد. ومن ابرز المدعوين الى جانب الامير القطري، الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل. وأعلنت وزارة العدل في بيان أن السلطات التونسية قررت أمس منح حوالي 9000 سجين العفو الخاص والسراح الشرطي بمناسبة الذكرى الاولى للثورة التونسية. وأعلنت الوزارة في بيان ان العفو تقرر بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة الحرية والكرامة «وتحقيقا لمبادئها واهدافها». ومنح 3868 سجينا عفوا خاصا، في حين شمل السراح الشرطي 4976 سجينا. وطال القراران اطفالا وشبانا تحت العشرين من العمر والبالغين ستين عاما والمرضى الذين يشتكون من مرض عضال او عاهات خطيرة حسب البيان. واضاف المصدر: ان 122 سجينا صدرت بحقهم احكام بالاعدام تم خفض عقوبتهم الى السجن بقية الحياة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *