آلة العود الشرقية تنال في فيينا رباعيها الأول
فيينا (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) بعد قرون من الجمود والتهميش خطت آلة العود الشرقية خطوة جديدة في مسار الآلات الموسيقية حيث نالت أخيرا المساحة الصوتية اللازمة لعائلة موسيقة، لتلحق بركب الآلات الموسيقى العالمية التي تحتل عوائلها الأوركسترا الحديثة.
فقد شهدت العاصمة النمساوية فيينا يوما تاريخيا فيما يخص الموسيقى الشرقية التي حصلت آلتها الأساسية (العود) على عائلتها الرباعية الأولى بالآلات التي صنعها وطورها الموسيقي اللبناني مفيد نعمة.
في قاعة بيت الموسيقى التاريخية، وأمام نخبة من المجتمع النمساوي والعربي في فيينا يتقدمهم السفير اللبناني قزحيا الخوري و سفاراء وممثلين عن البعثات الدبلوماسية العربية والعالمية قدم مفيد نعمة مشروعه الموسيقي الذي نال للتو براءة اختراعه في النمسا.
الآلات الجديدة الأربعة (باص، تينور، ألتو، سوبرانو) تغطي المساحات الموسيقية التي تتطلبها الأوركسترا الحديثة، وتتجاوز المساحة الصوتية الغنائية التي لا تتجاوز عادة الأوكتاف والنصف لتصل إلى سبعة أوكتافات ونصف هي مساحة التأليف الموسيقية الحديثة، لتخرج بذلك آلة العود التاريخية من النمطية الغنائية أحادية الصوت نحو فضاء رحب، وتعيد لها مكانتها بين العوائل الموسيقية التي تعتبر آلة العود بالتحديد هي أصلها.
بعد كلمة السفارة اللبنانية راعية الحفل التي ألقتها السيدة جين مراد قنصل لبنان العام في النمسا وفيلم قصير عرضه الأستاذ مفيد نعمة عن خلفية ومسار المشروع، قدم عالم الموسيقى النمساوي البروفسور غروبر عرضا تاريخيا لتطور العوائل الموسيقية الوترية والنفخية ولمكانة وتطور آلة العود التي بقيت إلى اليوم دون عائلة، مبينا الأهمية التاريخية لهذا المنجز الجديد والآفاق التي يفتحها في عالم التأليف الموسيقي الشرقي والعالمي.
ثم استمع الجمهور إلى رباعي الأعواد لأول مرة في فيلم قصير يحتوي على أول مقطوعتين للرباعي يرافقه فيها على الآلات ثلاثة من أكفأ عازفي كونسرفاتوار بيروت.
أما مفيد نعمة الذي ظهر على المسرح بعيد عرض الفيلم توجه بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاز المشروع، فقد اختتم الأمسية بعرض حي للآلات الأربعة رافقه فيه عازف اللإيقاع الأرمني بوراق توزكايا عزف فيه على كل من آلات الرباعي مظهرا قدرات كل آلة، واعدا بعروض في المستقبل القريب تتألق فيها الآلات الأربعة سويا، وبظهورها الأوركسترالي الأول في الدوحة مع الأوركسترا الفلهارمونية القطرية في نهاية هذا العام.