-->

ماءالعينين لكحل لليبرتي الجزائرية:" لا أحد يستطيع الادعاء بجهل جسامة الانتهاكات المغربية "

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) أجرت جريدة ليبرتي
الجزائرية، الناطقة بالفرنسية في عددها ليوم 2 ابريل الماضي، حوارا مع الناشط الصحراوي، ماءالعينين لكحل، حول موضوع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ووضع البلد المحتل في ضل عجز الامم المتحدة عن حمايتها.
وفيما يلي ترجمة للحوار:
حقوق الإنسان في الصحراء الغربية كما يراها ماءالعينينلكحل
" لا أحد يستطيع الادعاء بجهل جسامة الانتهاكات المغربية "
أجرى الحوار: حفيظة اعمير
يجري وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، زيارة تستغرق يومين في الجزائر، قبل أن يتوجه إلى المغرب. وتأتي هذه الجولة قبل الاجتماع المقبل لمجلس الأمن الأممي، والتي يجب أن تقرر في تمديد ولاية بعثة الامم المتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو). ولكونه قد عمل على مسألة حقوق الإنسان في المستعمرة الاسبانية السابقة، في الفترة ما بين 2010-2013، وبوصفه ممثلا للفيديرالية الدولية للشباب الديمقراطيفي جنيف وعضو في المرصد الصحراوي للثروات الطبيعية، يحدثنا الصحفي الصحراوي ماءالعينينلكحلعن الوضع في الصحراء الغربية، لا سيما فيما يتعلقبحقوق الإنسان.
ليبرتي: بعثة المينورسو هي واحدة من بعثات الأمم المتحدة النادرة، إن لم تكن الوحيدة، التي لم تكلفبمراقبة وحماية حقوق الإنسان. لماذا؟
ماءالعينين لكحل: يسلط هذا النقص في ولاية البعثة الضوء على مشكلة رئيسية في النظام الدولي. فهذا الأخيريتدخل في نزاعات معينة دون أي تحفظ، مثلمافعلفي الكويت ضد العراق، ومؤخرا في ليبيا وسوريا ومالي وكوت ديفوار، وأفريقيا الوسطى، ودارفور ، الخ. لكنهيماطل في إيجاد حل سياسي لنزاع حددت طبيعته بوضوح على أنه قضية تصفية استعمار، مثلالنزاع في الصحراء الغربية، بل ان هذا النظام الدولي يتردد أيضا في مجرد حماية شعب هذا البلد المحتل ضد الانتهاكات الاقتصادية والسياسية والمدنية والاجتماعية والثقافيةالجسيمة.
وهذا الموقف خطير جدا إذا ما تذكرنا بأن جميع المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك هيومان رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية ومنظمة الخط الأمامي وغيرها، تحذر وتتحدث عن هذه الانتهاكات منذ أكثر من 20 سنة.
أمر آخر مهم: كما يعلم الجميع الآن فإن فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، هي التيتعيق أي محاولة لإدراجمكون حماية حقوق الإنسان في ولاية البعثة الأممية. ويرجع ذلك إلى تجاوبها مع الرفض المغربي وإلى حجم هذه الانتهاكات المغربية في الأراضي الصحراوية المحتلة. وقد كانت المواجهة الأخيرة حول هذا الموضوع في ابريل 2013، عندما اقترحت الولايات المتحدة نص قرار يدعم إدماج حقوق الإنسان. غير انه في نهاية المطاف، غيرت إدارة أوباما النص، لتتفادى مواجهة الفيتو الفرنسي.
ليبرتي: هل لديك تفسير للصعوبة التي تواجهها الأمم المتحدة في الكشف علنا عن حجم الانتهاكات التي يرتكبها المغرب ضد المواطنين المدنيين الصحراويين؟
ماءالعينين لكحل: يجب أن نتذكر دائما أن المشكلة هي مشكلة سياسية ومشكلة أجندات. لكنها أيضا مشكلة مصالح وحسابات بالنسبة لفرنسا، خاصة لارتباطها بأجندتها في شمال أفريقيا. فلا يمكن لأي أحد اليومأن يدعي الجهل بأبعاد وحتى بأصغر تفاصيل الانتهاكات المغربية في الصحراء الغربية. فعلى سبيل المثال، في يناير وفبراير من هذا العام فقط، أصدر أكثر من 3 تقارير مفصلة عن الوضع في الصحراء الغربية: تقرير من وزارة الخارجية الأمريكية، ومن هيومن رايتس ووتش ومن مجلس السلم والأمن الأفريقى؛ ناهيك عن 3 أو 4 زيارات لوفود دولية إلى الأراضي المحتلة، تمكنوا من الوقوفعلى الانتهاكات والقمع المغربيين ضد الصحراويين. وفي فرنسا نفسها، كانتتصريحات رئيسة مؤسسة روبرت كينيدي، السيدة كيري كينيدي، رفقة الناشطة الصحراوية أمينتو حيدار، والممثل العالمي خافيير بارديم، عناوين الصفحات الأولىلعدد كبير من الصحف الفرنسية وتحدثواجميعهم عن الوضع المزريلحقوق الإنسان في البلد المحتلزوبإمكاني أن أعد لكم مئات المظاهرات والأنشطة الأخرى التي نظمها صحراويون أو مساندوهم في بلدان عديدة أخرى. لذلك فالقولبأن حكومات العالم ليست على بينة من الوضع هو ببساطة كذبة كبيرة !
أما داخل الأمم المتحدة، فإن مجلس حقوق الإنسان الأممي، ومن خلال العديد من مقرريه الخاصين، على علم تامبانتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. فهذه الانتهاكات واضحة للجميع. بل أن هذا المجلس قد أوصى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون،بالدفع في اتجاه توسيع صلاحياتبعثة المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان. لكن فرنسا منعت ذلك طبعا، وستواصل القيام بذلك دون أدنى شك .
وعلى العموم، أعتقد أن المشكلة الحقيقية في الصحراء الغربية هو الرفض الفرنسي للتخليمحميتهالأفريقية، المملكة المغربية. ولكن أيضا المشكلة أيضا تتمثل في حاجة المحتل لمواصلة استغلال الموارد الطبيعية الصحراوية دون دفع الثمن الحقيقي لأصحابه الحقيقيين. القضية بهذالبساطة .
وأود أن اختتم بالتذكيربأن المغرب للا يملكأي وضع قانوني في الصحراء الغربية. ولا يملك السيادة على الأرض؛ وهذا أمر لا يحتاج إلى إعادة النقاش، حيث تعتبر الصحراء الغربية من قبل الأمم المتحدة أرض غير مستقلة بعد واردة في لائحة تصفية الاستعمار. أكثر من ذلك، المغرب ليس حتى "الدولة القائمة بالإدارة" لهذا البلد المحتل ولا تظهر في قائمة اللجنة الرابعة على هذا النحو. اي أن الدولة المغربيةببساطة قوة محتلة غير شرعية، تفرض وجودها الاستعماري بالقوة .
النص الأصلي للحوار باللغة الفرنسية على موقع جريدة ليبرتي الجزائرية:
http://www.liberte-algerie.com/actualite/personne-ne-peut-ignorer-l-ampleur-des-violations-marocaines-les-droits-de-l-homme-au-sahara-occidental-vus-par-malainine-lakhal-218719

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *