-->

الكرة في مرمى الملك!..

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)
بقلم: الديش محمد الصالح
تحل مع نهاية هذا الشهر الذكرى الخامسة عشرة لتربع جلالة الملك محمد السادس على العرش في المغرب، وهو موعد متميز لكونه يأتي في ظل تصاعد الضغوط حول المملكة المغربية. فمن جهة من اجل تحسين اوضاع البلد السياسية والاقتصادية والانسانية ولعل اكبر الدعوات الموجهة للحكومة المغربية هي الشروع في الاصلاحات التي لطالما تعهد بها الملك محمد السادس والتي حسب المتتبعين للشأن المغربي انها تراجعت بشكل كبيرخاصة فيما يخص حقوق الانسان. ومن جهة ثانية، وقد تكون العقبة الكبرى ومرتبط بها أي تقدم في المغرب، هي قضية الصحراء الغربية التي اصبحت رؤية المجتمع الدولي واضحة حولها بعد ما اختبر كل الممكن، وهي ان لاحل خارج قاعدة تقرير المصير من خلال استفتاء حر عادل ونزيه يختار من خلاله الشعب الصحراوي مستقبله بما في ذلك الاستقلال الوطني.
قضية الصحراء الغربية فعلا تعرقل أي مسار في المغرب، والتمادي في احتلالها سيعمق مشاكل المغرب سواء كان الامر يتعلق بالاصلاحات السياسية، او بتحسين اوضاع حقوق الانسان، او الإستثمار والتعاون الدولي. المغرب حاول على طول ازيد من 38 سنة تجاهل حقيقة القضية، التي هي قضية تصفية استعمار طبقا للمواثيق والقرارات الدولية خاصة القرار 14\15 المتعلق بحق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية سنة 1975 والتي نفت وجود روابط سيادة مع المملكة المغربية، وارتكب جريمة في حق شعب ومارس ضده كل انواع القمع والتنكيل والنفي والتهجيرلإغراض محددة وهي تحقيق نزواته التوسعية واستغلال ثروات بلد هذا الشعب الطبيعية. 
التعنت لايجدي نفعا مادامت الحصيلة معروفة ولايجلب الا الأسوأ، واتباع ارادة المجتمع الدولي هي الحل المنقذ في كل الاحوال والحل المطلوب هو الذي تكون انعاكاساته ايجابية ليس على الصحراويين والمغربيين فقط بل على كل شعوب المنطقة وهذا لن يتم الا من خلال قبول بكل روح رياضية الدولة الصحراوية المستقلة، والتي يلقى حضورها في المحفل الافريقي خلال 30 سنة الكثير من الاحترام والتقدير، ودليل الاعتراف بذلك هو تعيين الاتحاد الافريقي مؤخرا لمبعوث خاص يتمثل في احد رؤساءها السابقين.
الشعب الصحراوي تنامت قوته ومصمم أكثر من قبل على انتزاع حقوقه المشروعة مهما كان الثمن ويعترف له بشرعية كفاحه، ورغم انه عانى ويلات كثيرة وفقد فلذات اكباده، الا انه مستعد ليطوي صفحة الماضي مقابل الاعتراف بحقه، فكرمه لاحدود له وستكون الصحراء الغربية قبلة تروي عطش الكل.
آمال شعوب المنطقة معلقة كثيرا على قادتها للخروج من الوضع المزري الذي تعيشه ومواجهة التحديات الكبيرة التي يعتبرالارهاب من ابرزها واخطرها بالاضافة الى الاستقرار السياسي، الاجتماعي والاقتصادي، هو ما جعل الاهتمام الدولي يتركز على انهاء بؤر التور في شمال افريقيا والتي تعتبر المصالحة التي تحتضنها الجزائر وترعاها في شمال مالي والمحاولات لحل الازمة الليبية دليل على ارادة دول هذه المنطقة في تجاوز كل العراقيل التي تقف امام تقدمها.
فهل المغرب على إستعداد للدخول في مفاوضات جادة مع جبهة البوليساريو حول الوضع النهائي للصحراء الغربية على اساس الشرعية الدولية؟ نتمنى ان التناقض والإرتباك الذي حصل مؤخرا في رؤى اجهزة الحكومة المغربية لتطورات الملف تكون لدى الملك محمد السادس رؤية مخالفة لها يتغلب فيها منطق العقل والحكمة من اجل مصلحة بلده ومصالح شعوب المنطقة عامة للخلود في التاريخ كما نصح بذلك احد اقرب الاصدقاء اليه وهو وزير الخارجية الفرنسي الاسبق رولان ديما والدبلوماسي شارل كريتيان في كتابهما الاخير "الرهانات الدولية الجديدة، الحرب او السلم"

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *