-->

لكويرة جوهرة الاطلسي المنسية .. هل يمكنها ان تصبح الوجهة المفضلة للاجئين الصحراويين في فصل الصيف؟

"اكوارة" كما سماها الإسبان عندما وطأت أقدامهم ساحل شبه جزيرة الرأس الأبيض , لكن للمنطقة أسم آخر له تاريخ هو "بير الذئب" و هي بئر مالحة تصلح للإبل فقط حفرها السكان الأوائل للمنطقة، وهذا المقال لن يتسع لذكر تاريخها.
تقع منطقة لكويرة في منطقة جغرافية إستراتيجية تحدها ولاية أنواذيبو الموريتانية من الشرق، و من الغرب و الجنوب المحيط الأطلسي و من الشمال أقليم واد الذهب المحتل.

أنعم الله عليها بمناخ معتدل و رطب طوال السنة بمعدل 15 إلى 17 درجة في الشتاء و 18 إلى 23 درجة في الفصول الأخرى تقل فيها الأمطار كباقي المناطق الصحراوية.
تمتلك شاطئ بطول 40 كم أو يزيد غني بالأسماك و بفعل عزلة المنطقة جلبت الكثير من الأحياء البحرية النادرة جعلت موطنها فيها مثل عجول البحر و أسود البحر المعرضة للانقراض، بالإضافة إلى أنواع أخرى ناهيك عن اصناف كثيرة من الطيور المهاجرة مثل أبو ملعقة و النورس و غيرها التي تصل الى المنطقة في الشتاء هربا من صقيع الشمال الأوروبي، يوجد أيضا بعض الذآب التي تقتات على سرطان البحر و بقايا أسماك نافقة.

 أما في وسط الشريط الساحلي تطل مدينة لكويرة على هضبة مستوية مرتفعة عن سطح البحر . هي عبارة عن مدينة أشباح بعد ان كانت في السابق منتعشة قبل حرب الصحراء الغربية، لم يبقى فيها إلا شجيرات هنا و هناك و جدران تقاوم عوامل التعرية و التصحر، يبعد شاطئ المدينة عن الحدود الموريتانية بمسافة 7 كيلومترات و عن مدينة أنواذيبو بـ 15 كم.

تعرضت منطقة لكويرة لعزلة قل مثيلها بفعل وضعها القانوني المبهم , فبعد اتفاقية السلام التي بموجبها خرجت موريتانيا من حرب الصحراء الغربية و سلمت ولاية تيرس الغربية ما يعرف حاليا بواد الذهب على دفعات أبتداءا من 1979 و حتى 1981 لكن المغرب أنتهز الفرصة و أحتل كل منطقة تيرس و لم يبقي إلا لكويرة، التي رفضت موريتانيا الإنسحاب منها عام 1981، مع العلم أنها أعترفت في الإتفاقية على أن لكويرة أرض صحراوية , هذا ما جعل لكويرة الآن في وضع غريب لا هي صحراوية من حيث السيطرة ولا هي مغربية و لا هي موريتانية من حيث القوانين الدولية



كما ظلت المنطقة معزولة تماما تحرسها فرقة من حرس الحدود و بعض الدرك الموريتاني قليلي العدد يتموقعون أساسا دخل المدينة و على الحدود مع المحتل المغربي.
أما وسط منطقة لكويرة وجنوبها هو عبارة عن سهول تتخللها هضاب على الشاطئ معزولة و بعيد عن عبث الإنسان

كل هذا جعل من المنطقة مزارا للباحثين في علوم الأحياء البحرية , استقبلت زوار من فرنسا و إسبانيا و هولندا و ساعدت هولندا في تمويل المركز الموريتاني لبحوث المحيطات داخل الشطر الموريتاني من شبه الجزيرة , لكنه يعمل على كل الأحياء في شبه الجزيرة خصوصا المتواجد منها في منطقة لكويرة و الرأس الأبيض
في الآونة الأخيرة لوحظ توافد كبير للمواطنين الصحراويين من مخيمات اللاجئين هربا من لهيب الحر في فصل الصيف و بالمقابل توافد أقاربهم من الدول الغربية للسلام على ذويهم , مما ينجم عنه تكاليف كثيرة من تأجير المنازل القليلة أصلا و الباهظة الثمن إن وجدت , جعل البعض ينظر إلى منطقة لكويرة القريبة جدا من أنواذيبو نظرة الاستغراب , حال لسان بعضهم يقول : لماذا نحن هنا عالة على بعض الأسر و لنا أرض واسعة و جميلة و باردة تغنينا و تقضي حاجتنا في فصل الصيف ؟ لماذا نحرم من المبيت فيها ولو لـ ليلة واحدة ؟ لماذا لم نسمع موقف واضح من الأطراف المعنية و أعني الحكومة الموريتانية و الصحراوية؟.
إذا كانت موريتانيا لا تريد ضمها كما هو واضح على الأرض , لا بنيات أنشأت و لا إستطان حدث , إذا ماذا تريد موريتانيا بها ؟؟.
ماذا لو سمحت موريتانيا للصحراويين بإستخدام بعض ألاراضي من شمال منطقة لكويرة بعيدا عن الجنوب المحمي كمستقر صيفي لهم وسمحت بأنشاء بنيات بسيطة على الهضاب المطلة على البحر , هل ينقص من سيطرة موريتانيا على المنطقة؟ , الجواب لا , بل سيجعل من حكومة ولد عبد العزيز خير معين للشعب الصحراوي الذي يعاني من ظروف صعبة بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
هذا يستلزم منا طرح القضية على المعنيين بموريتانيا وبالجمهورية الصحراوية للتوصل إلى حل يرضي الطرفين يراعي الجوانب الانسانية وبعيدا عن اي توظيف سياسي، فموريتانيا ليست سوى بلد جار وصديق ولن يعارض ما من شأنه ان يخفف من معاناة الشعب الصحراوي, وينطبق على علاقاتها مع الشعب الصحراوي المثل الحساني "أعظم بلا مفصل" فلكويرة ستظل تحت الحماية الموريتانية كما قالت حتى تستقل الصحراء الغربية.
ولنا أمل كبير في الوصول إلى حل لهذا الأشكال , و تطأ أقدامنا تلك الأرض البكر , سالمين و تكون لنا خيرا و لجيراننا و أخوتنا في أنواذيبو و ترجع لكويرة إلى ايام أزدهارها الغابر.



تحقيق من اعداد : مجلة المستقبل الصحراوي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *