-->

أسماؤنا ومخاطر العصرنة في هذا العالم المجنون

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) الأسماء التي نتداولها فيما

بيننا، هي علامات تميزنا، بل أنها جزء من المعالم الإنسانية التي تحدد الهوية الثقافية، التي تميزنا عن بقية الأقوام الأخرى.
قديما حافظ أهل الصحراء، عبر الأزمنة علي نقاوة أصلهم وسلامة فصلهم العربي الخالص،وقد زاد أعتزازهم كذالك، بصحرائهم العربية التي خرجوا من تحت عبائتها ،فمنحتهم جزء من إسمها فأصبحوا، يعرفون بإسم أهل الصحراء الغربية، وهناك عاشوا، حيث يتسع الأفق وتنعدم القيود.
تعتد الصحراء بنفسها ،فهي لاتغير من طبيعتها،حيث ذالك العناق الأزلي بين الأرض والشمس والإنسان والسمرة،وتكره الصحراء أن يبدل أهلها شئ من طباعهم، أو عاداتهم، أو تقاليدهم التي تربطهم بها حتى ولو كانت "أسامينا" التى ظلت دائما تلائم بيئتنا، وديننا الحنيف.
ثمة ظاهرة، إجتماعية غريبة ودخيلة علي مجتمعنا الصحراوي الأصيل، قد بدأت تتشكل بل تتدحرج مثل كرة الثلج، هذه الظاهرة هي خيط رفيع بين الجهل والجنون، والرغبة في العصرنة المجنونة، إنها ظاهرة التعدي علي أسماء الأجيال الصاعدة، بحيث أصبحت الأسماء مصدر حيرة طارئ، يؤرق الأهل والأصدقاء، بعد ماكانت إلي وقت قريب جدا،الأهل منابع تروى وتغذي أسامينا نظرا لوقعها في حياتنا وبقيت واحدة من أشهر العادات الصحراوية أن يحمل الطفل إسم الجد أو الجدة،أو العم أو العمة أو الشهيد ذو المكانة الخاصة دوما في نفوس العائلة،وكلها أسماء ضاربة في عمق الثقافة العربية الصحراوية وغالبا ماكانت مصداقا للقول:"خير الأسماء،ماحمد وعبد".
والواقع أن بعض التسميات، قد تسربت باكرا،متأثرة بعوامل شتى منها،المشاعر الثورية المليئة بالأمل مثل: الرجوع، الحرية، الثورة، وفي أحيان أخرى أسماء لبلدان إعترفت شعوبها باكرا بالجمهورية الصحراوية مثل: بنين، الليبية...
وبين غمضة عين وأنتباهتها يتخلى العديد من الصحراويين عن أسمائهم،التي لم تعد تعني بالنسبة لهم سوى التخلف،والتأخر عن ركب الحياة العصرية،لم تعد تلك الأسماء تحمل أية صفاة جمالية،إعلانات مريضة تغزو الأنترنيت لأختيارأسماء مناسبة ليست لبيوت الله ولالمؤسسات خيرية،بل لمواليد جدد،حيث تطرح هوامش ضييقة لإختيار أسم من بين عدة أسماء مأخوذة كلها من مسلسلات أتت بها العولمة، أخذت تغزوا العقول المريضة كما تغزو البضاعة الصينية المقلدة أسواق العالم.
يودع العديد منا، إذا، ماحمد وعبد من الأسماء في دورات الخراب هاته،حيث تدير النسوة كل شئ هناك،خيميتو،وخوسيه،فاتيز،وشهلة وعصيه والله وحده يعلم ما بالبقية ،لربما تناسى الأهل هنا عمدا، أن للطفل الحق في إختيارالإسم المناسب، مصداقا لقول الرسول عليه السلام:"إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم،وأسماء آبائكم فحسنوا أسماءكم"، فمثل هذه الأسماء،قد تسبب الحرج والضيق للطفل مدى حياته المستقبلية.
ووسط هذا الصراع،الذي يبدوا أنه يدور بين الخير والشر،نأمل أن ينتصر العقل وتسود الحكمة القدبمة التي تقول أتبع الناس الذين سبقوك تصل سالما،ولاتبدل الطريق القديمة بالطريق الجديدة.
ووحده الدين هاما في الحياة العصيبة،وعلينا أن نحافظ،إذا، علي إيماننا و"أسامينا".
بقلم: أزعور إبراهيم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *