-->

بريطانيا تقبل بما يخاف منه المغرب !!

لندن (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) اسكتلندا او ايقوسيا هي احدى الدول
الاربع المكونة للمملكة البريطانية المتحدة، تحتل الثلث الشمالي من جزيرة بريطانيا، تحدها جنوبا انجلترا وشرقا بحر الشمال وشمالا وغربا المحيط الاطلسي، عاصمتها "ادنبرة" واكبر مدنها واهمها "غلاسكو". مساحتها حوالي 79 الف كلم مربع، وسكانها حوالي ستة ملايين نسمة.
منذ 6000 سنة قبل الميلاد استوطن اسكتلندا بعض الصيادين القادمين من الجنوب، وتوالى بعد ذلك قدوم مجموعات اخرى من انجلترا و اواسط اوربا و ايرلندا. وقد غزاها الرومان في العام 43 الميلادي، كما غزاها اقوام اخرون.
كانت اسكتلندا عرضة للتأثيرات الانجلو- سكسونية منذ بداية القرن العاشر الميلادي، لتصبح بعد ذلك جزءا من مملكة انجلترا بعد ان احتلتها عنوة، و لتظل العلاقة بينهما في مد و جزر وصلت في احيان كثيرة الى حروب طاحنة بفعل ثورات الاسكتلنديين ضد السيطرة الانجليزية، والتي توجت بنيلهم الاستقلال في عشرينيات القرن الرابع عشر. غير ان ذلك لم يحد من المطامع ولا الحروب بين البلدين حتى بداية القرن الثامن عشر حيث تم اقرار "قانون الوحدة" لعام 1707، والذي اتحدت بموجبه انجلترا واسكتلندا في ما عـُرف بمملكة بريطانيا العظمى.
ورغم تمتع اسكتلندا بحكم ذاتي واسع فإن الحركة الداعية الى الاستقلال ظلت تتنامى وتزيد لتحصل على غالبية الاصوات في البرلمان الاسكتلندي في العام 2007. وفي 15 اكتوبر 2012 تم توقيع "اتفاق ادنبرة" من طرف الوزير الاول البريطاني ديفيد كامرون والوزير الاول الاسكتلندي ألكس سايموند والذي ينص على تنظيم استفتاء يوم 18 سبتمبر 2014 يختار فيه الاسكتلنديون بين الاستقلال او البقاء ضمن المملكة المتحدة.
هذه خلاصة جد مختصرة عن تاريخ العلاقة بين انجلترا واسكتلندا غير انه يمكن منها استنتاج ما يلي:
1-ان محاولات الاحتلال والضم بالقوة لم تفلح بل زادت من تنامي حركة المقاومة والاستقلال،
2-تأكد انجلترا ان مطامعها التوسعية لن تجلب لها سوى المزيد من الدمار والفقر والتذمر الشعبي،
3-ان الوحدة بين الدولتين تمت بعد مفاوضات توجت باتفاق "قانون الوحدة"،
4-لم تواجه المملكة المتحدة الاسكتلنديين المطالبين بالاستقلال بالعنف والتنكيل والسجن بل بالنقاش والحوار، في جو من الديمقراطية والحرية،
5-التزام المملكة البريطانية ب "اتفاق ادنبرة" وعدم مماطلتها في تنفيذه.
اخيرا يبقى السؤال الذي يحير ابناء الشعب المغربي قبل غيرهم: الى متى سيظل النظام المغربي يخاف من تنظيم استفتاء حر ونزيه في الصحراء الغربية؟؟
و يبقى سؤال اهم وعاجل واكثر إلحاح ألا وهو: ما الذي تنتظر القيادة الصحراوية بعد مرور اكثر من 23 سنة على ميلاد مخطط السلام الاممي الافريقي والذي لم يلتزم به النظام المغربي و لا يزال يماطل في تطبيقه؟؟ وما الذي سيقع اذا طالبت هذه القيادة بتحديد سقف زمني لتطبيق هذا المخطط معلنة انها حِـلً منه بعد مرور الفترة الزمنية المحددة وستعود الى الكفاح المسلح؟؟ هل ستسقط السماء على الارض؟ وهل سنتعرض لحصار اقتصادي وسياسي و و و؟؟ وهل و هل...؟ ام ان القيادة الصحراوية تخفي عن الشعب الصحراوي اشياء لا تريده الاطلاع عليها؟؟
انها اسئلة تقض مضجع كل صحراوي ويتمنى ان يجد اجوبة عنها غير تلك التي جاءت بها ندوة الاطر الاخيرة المنعقدة بولاية اوسرد. 
بقلم: الناجم الشيعة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *