-->

"رسامون" يعالجون تشوهات السياسة في اليمن

اليمن/ محمد القاسم مراسل وكالة المغرب العربي للانباء المستقلةـ "طرطقة" قناني
الرّش تسمع جيّدا في الشناط المحمولة على أكتافهم، يشتد وقعها بحسب حركاتهم على الأرصفة. يتجول "مراد سبيع ومجموعة من رفاقه الرسامين والتشكيليين اليمنيين في شوارع العاصمة صنعاء بحثاً عن مساحات خالية على الجدران، لتصير صفحة جديدة في كتاب إبداعهم الملون.
بالنّسبة لمراد الحائز على جائزة.... وللعديدين من رسّامي الجدران، الـ"غرافيتي" هو أكثر من مجرد رسام. ولقد سبق الجميع الى توجيه رسالة حب وجمال على جدران صنعاء في الوقت الذي كانت شوارع المدينة موشومة بآثار الحرب والصراع خلال الاحتجاجات المناهضة للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ويبدي بعض هؤلاء التشكيليون الشباب تذمرهم من صعوبة وجود مساحات بيضاء باقية على الحيطان لكي يواصلون رسم جداريّتهم الجديدة. "جرعة الفن والحياة، ولكن مع ذلك نجد صعوبة في أن نجد حيطاناً لنرسم عليها!". 
يرجع ذي يزن السّبب إلى تشوه معظم جدران الشوارع بشكل كبير، بالإضافة الى كثرة المواضيع التي نناقشها عبر هذا الفن.
حملة" كاريكاتير الشارع" التي أطلقها فنانون شباب في العاصمة صنعاء، استوحت أفكارها من حياة الناس وهموم الشارع اليمني ومن المشاكل والأحداث التي يعايشونها ويلمس معاناتها السواد الأعظم من أبناء اليمن بحسب تعبير منظم الحملة ذي يزن العلوي. غير أن منفذي الحملة يعالجون كل ذلك بقالب درامي ساخر لإيصال رسالتهم التوعوية للمجتمع.
وبهدف ايقاظ الذاكرة الفنية في وجدان اليمنيين قامت الحملة مؤخراً برسم وجوه 22 مغني/ـه على جدران الشوارع المتفرعة من جولة الرويشان بالعاصمة صنعاء تحت شعار" وجوه الفن والحياه". وعلى الجدران ارتصت قامات الفن اليمني بشكل يقظ وباعث للوجدان ومشاعر المرح في نفوس الناس المحاصرة بضيق المعيشة وصراع الساسة.
هنا في اليمن؛ قالت جداريات الشبان: ثمة حياة ممتلئة وغير مكتملة في نفس الوقت، إنه الشعور الذي يقترحه الفن الحقيقي لتخفيف البشاعة وتعلية سقف التذوق. 
قبل "وجوه الفن والحياة" نفذ شبان كاريكاتير الشارع نزولهم الميداني تحت شعار "الجرعة" كمحاكاة لواقع اليمنيين على اثر قرار الجرة السعرية التي اقرها الرئيس عبد ربه منصور هادي استجابة لشروط لبنك الدولي. ومن ثم نفذ الشبان فكرة " قتل الجنود" الذين تجاوزوا المئات خلال (4) سنوات مضت بواسطة الارهابي المتجول حتى اليوم في حدود ومدن اليمن وجبالها.
ولم تكن حملة "كاريكاتير الشارع" هي الأولى، فقد سبقتها جداريات مراد سبيع التي ناقشت أخطر واهم القضايا السياسية المتمثلة بـ"المخفيين قسراً " وكلما رسمه مراد إلى الآن يحمل توقيعه الخاص، أفكاره عن الجمال الذي يستطيع ترميم الانفعالات الثورية ولوثة الشعارات المدنية. 
الـ"الرسم" في اليمن أكثر من مجرّد النقش على جدار، أو لوحة فنّية، "إنّها طريقتنا لنقول إنّ الشّارع لنا، وانّه المكان الوحيد الذي نتنفّس به بحريّة".

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *