-->

اليمن.. الدولة في قبضة (الحوثيين) ومخاوف من التقسيم والطائفية

اليمن ـ محمد القاسم مراسل وكالة المغرب العربي للانباء المستقلةـ

"حرب طائفية على غرار العراق وسوريه ".. هذا ما يحذر منه السياسيون والنشطاء في اليمن اذا ما تعقدت الأمور واستمر القتال بين جماعة الحوثيين الشيعية والقوات الحكومية يسندها مسلحي حزب الاصلاح ـ الجناح السياسي لحركة الاخوان ـ في العاصمة صنعاء.
ويمثل القتال الدائر الآن في العاصمة اليمنية المعركة الأخيرة في بقاء اليمن موحداً والانتقال به الى فصل جديد ستكون الطائفية عنوانه الأبرز.. حيث تبدو السيناريوهات بحسب محللين " في طريقها لاجتثاث حزب الإصلاح وتمكين قوى طائفية تتمثل بجماعة الحوثي، والدفع بالبلاد إلى صراع طائفي مرتب له دولياً واقليمياً.
يأتي هذا في ضل التطورات الميدانية على الأرض لليوم الرابع على التوالي، حيث أعلن رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة تقديم استقالته ظهر الأحد في اتصال اجراه مع قيادة أنصار الله "الحوثيين".
وبحسب الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام فإن باسندوة ابلغهم باتصال استقالته من منصبه. لكن باسندوة قال في اتصال هاتفي لـ"وكالة المغرب العربي للأنباء" أنه تقدم بإستقالته لأبناء الشعب اليمني.
وأشار بأنه قام بنشر رسالة استقالته على كافة وسائل الاعلام اليمنية والعربية.
جاء ذلك عقب ساعة على الأقل من اقتحام الحوثيين مقر رئاسة الوزراء والإذاعة ومقار عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء دون مقاومة، بالإضافة الى سيطرتهم على مقر الأمانة العامة لحزب التجمع اليمني للإصلاح في شارع الستين والمكتب التنفيذي المحاذي لمنزل الرئيس هادي، كما اقتحموا مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا وقاموا بنهب محتوياته ونداء استغاثة وجهه بقية المرضى والموظفين الذين لم يتمكنوا من المغادرة.
ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام أعلن عصر الأحد أن مليشياتهم قامت بالاستيلاء الكامل على مقر المنطقه العسكريه السادسة ( الفرقة الأولى مدرع المنحلة)".
وأضاف عبدالسلام إنهم يعلنون "أن علي محسن الأحمر مطلوبا للعدالة". ويعتبر الحوثيون اللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والمقرب من الاسلاميين، القائد الأبرز لعمليات الحروب السبعة التي شنها نظام صالح ضدهم في صعدة والتي ذهب ضحيتها آلاف من أفراد الجيش ومئات الحوثيين كما دمرت مئات المنازل وشردت آلاف الأسر في صعده.
يأتي هذا بعد يوم من اتمام سيطرتهم على مبنى التلفزيون اليمني، وقصفه بقذائف جرحت العشرات من موظفي التلفزيون، وأشعلت النيران في جزء كبير منه ما ادى الى انقطاع البث طوال الساعات.
ودخل الحوثيون الى المبنى بعد انسحاب قوات الحراسة بسبب انقطاع التعزيزات من قبل وزارة الدفاع حد تصريح لقائد الحماية. 
كما سيطروا على وحدة عسكرية شرقي الفرقة الأولى مدرع، وقصفوا بشكل مكثف جامعة الإيمان التي يرأسها رجل الدين المتشدد عبد المجيد الزنداني، من كل الاتجاهات بهدف السيطرة عليها.
واتهم نشطاء ومتابعون الرئيس هادي وقيادة وزارة الدفاع ممثلة بمحمد ناصر أحمد بالخيانة والتواطؤ . كما شنو حملة اتهام للمبعوث الأممي جمال بن عمر بدعم الحوثي والتنسيق معه والرئيس هادي . 
وفي سباق محموم بين جبهات القتال، وبين مفاوضات متعثرة لم تفض إلى وقف القتال واتفاق تسوية يجنب البلاد الانزلاق نحو حرب واسعة، تتصاعد وتيرة المعارك بشكل مخيف، أوقعت ما يزيد عن 120 قتيلاً على الأقل، معظمهم من المسلحين، بحسب ما أفادت به وكالة «أسوشييتد برس» نقلاً عن مصادر طبية.
كما تحدث شهود عيان عن عشرات الجثث الملقاة على الأرض في مناطق المواجهات حتى اليوم، واتسمت المعارك بتقدم الحوثيين في حي استراتيجي يفتح الطريق إلى العاصمة، ونزوح مئات العائلات منها خوفاً من توسع رقعة المواجهات. 
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان أن القتال اقترب أكثر فأكثر من المقر الخاص للرئيس عبد ربه منصور هادي على الطرف الشمالي من شارع الستين، وهو أحد الطرق الرئيسية في العاصمة، الذي يبدأ عند المطار في الشمال، ويمتد على طول الطريق إلى القصر الرئاسي إلى الجنوب. 
كما دارت معارك عنيفة في حي «مصباح»، حيث منزل اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع في الجيش اليمني، ومستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والمقرب من الاسلاميين.
واعتبر الرئيس اليمني، خلال لقائه سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، " أن هناك محاولات تصعيدية وانقلابية تقوم بها بعض القوى لإسقاط الدولة، وهو ما اتضح جلياً من خلال التصعيد الأخير".
ويشترط الحوثيون لوقف القتال، رحيل الحكومة التي يتهمونها بالفساد، والمشاركة في قرار تعيين الوزراء في حكومة كفاءات، وتأمين منفذ لهم على البحر. 
إلى ذلك، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن أن شركات الطيران «علقت رحلاتها إلى مطار صنعاء بسبب الحرب"

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *