-->

كتاب لدبلوماسي جزائري يحمل بورڤيبة والحسن الثاني، مسؤولية فشل الاتحاد المغاربي

الجزائر (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ حمّل وزير الحكومة الجزائري
الأسبق، بلعيد عبد السلام، كلا من الرئيس التونسي الحبيب بورڤيبة والملك المغربي الحسن الثاني، مسؤولية عدم توصّل بلدان المغربي العربي لتحقيق الوحدة، وبناء الاتحاد المغاربي. واعتبر عبد السلام أن الرئيس التونسي الراحل بورڤيبة كان حبيس سياسة “كل لنفسه”،، بينما كان لدى ملك المغرب تصور يقوم على الرغبة في فرض هيمنته على المغرب العربي.. 

وقدّم بلعيد عبد السلام قراءة عميقة في أسباب عدم قدرة بلدان المغرب العربي على تحقيق اتحادهم المنشود، وأرجع ذلك في كتاب ترجمه إلى العربية عبد السلام عزيزي، وصدر عن دار “خطاب”، بعنوان “هل الوحدة الاقتصادية المغاربية ممكنة؟”، وعاد لظروف تأسيس لجنة تحرير المغرب الكبير في العاصمة المصرية، بين حزب الشعب الجزائري وحزب الدستور الجديد الممثل من طرف بورڤيبة، وحزب الاستقلال المغربي الذي يترأسه علال الفاسي، بينما ترأس اللجنة الأمير عبد الكريم. بيد أن بورڤيبة أثار، حسب بلعيد عبد السلام، في مطلع الخمسينيات “تعجب شركائه المغاربة، بعدما خلص إلى أن العملية التي تم القيام بها على الصعيد الدولي، أفضت إلى مأزق، وقرّر العودة إلى تونس لاستئناف المحادثات مع السلطات الاستعمارية”.
وبخصوص المغرب، اعتبر بلعيد عبد السلام أن الملك محمد الخامس كانت له نوايا حسنة وصدق تجاه الجزائر “لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن ابنه الملك الحسن الثاني، ولا عن العقيد أوفقير. وذهب المؤلف إلى حد الحديث عن تواطؤ الحسن الثاني وأوفقير ضد الجزائر. وكشف بالمناسبة أن العقيد أوفقير اقترح على وزير الداخلية أحمد مدغري، تسليم العقيد الطاهر الزبيري لبومدين، حتى يتمكن مدغري من تحسين وضعه وتعزيز موقفه أمام بومدين. إلا أن مدغري رفض المقترح، وقال لأوفقير: “لا حاجة لي بزبيري. وإن أصغى إلي بومدين، سأنصحه بالعفو عنه والسماح له بدخول الجزائر بكل حرية”.
وفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، فكشف بلعيد عبد السلام أن الملك الحسن الثاني كان يخطط رفقة ولد داده لتحييد الجزائر وإخراجها “عن دائرة المساومات التي كان يريد التفاوض حولها مع إسبانيا بخصوص هذا المشكل”، حتى يتسنى له تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا. كما حلل المؤلف مواقف الحسن الثاني من القضية الفلسطينية، وسعيه لإبعاد منظمة التحرير الفلسطينية عن فرض نفسها كممثل للشعب الفلسطيني، وسعى لإقناع الرئيس بومدين بتطبيق مخططات هنري كيسنجر الرامية إلى تحييد ياسر عرفات. وفي الأخير قدّم المؤلف تصوره الخاص بما “نريده من مغرب عربي كبير موحد”، في إطار تأسيس تعاون متين، وحسبه لا يمكن بلوغ هذا المستوى إلا بعد معرفة أسباب الإخفاقات.
كما حلّل المؤلف مسألة مساهمة الثورة الجزائرية في تحرير كل من تونس والمغرب، وكشف أن بورڤيبة رفض مقترحا تقدم به بومدين لتوحيد تونس والجزائر سنة 1973. وكتب بلعيد: “اندهش بورڤيبة بشدة لهذا الاقتراح، فأخذ ينظر من حوله باتجاه وزرائه الذين ظلوا صامتين”.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *