-->

رابطة الاعلاميين و الصحفيين الصحراويين باوروبا ...تحديات و التحدي

من الصعوبة بمكان ان تكتب عن شيئ استدعيت اليه , و تقدم ما يدور فيه , و حوله ,
بكل انصاف , و كل شفافية , و كل عمق , نعم قد تنجح الى حد ما في وصف الاشياء ....
و لكن تنوع الاشخاص , و عمق افكارهم و رحابة احلامهم و صفة توقعاتهم و حجم تمنياتهم , و سقف افقهم ...لا يمكن لمنصف ان يطالبك بها لان فاقد الشيئ لا يعطيه...
هل يمكن ان تصف خريطة من التضاريس , فيها السهول و الجبال و الهضاب و الوهاد و الربى , فيها الانهار و الوديان و السواقى , خارطة و فسيفساء من الاجيال المختلفة المتنوعة...كل نحتته و برته يد الدهر , و انبتت منه ذلك الوتد الذي دقّ نفسه في خارطة الوطن , حباً و طواعيةً , و مدّ عنقه ليبقى مربوطاً بحبل الخيمة , مختنقا لتظل هي منتصبة...!
كيف يمكن ان تصف المشاعر و الانفعالات و البوح هل يمكن ان تصف الكلمات التي تطل و يضيق عنها الحلق و
تلك القطرات الساخنة التي سالت على بعض الخدود ! لا شك انها صدرت من اعماق تفور ...
اصوات و كلمات منفعلة يتطاير ريق اصحابها دون ان تحس , همها ان تصل الفكرة ...
لا تسل عن الوقار الذي يقدم الكلمة الثقيلة التي تحط و تتجذر...
لا تسل عن الكلمة الشابة المشتعلة , الكلمة العاصفة التي تنبئ بجيل لا يؤمن بالضعف...
لا نعرف اي حمل ينتظر جيل الجسر الذي تمرر على ظهره الحكمة الى الجيل الذي ينتظر الامانة كعصى سباق التتابع...
تلك قرب اللبن التي خضّت و حصلت زبدتها و ترجو الصب ...تبحث عن اناء كبيرة"تازوة",...
لا شك ان كل مشارك جاء يحمل على ظهره حزمة من الحطب من الافكار و الآمال , يريد ان يشعلها عودا عودا لينتفع بدفئها الوطن , و لكن هذا هو قدرنا في كل مناسبة نحط بعضها و يبقى الحمل على ظهورنا , ننتظر اي مناسبة اخرى و جمع آخر...
و بعد يومين من المداولات انتهى الحيز الزمنى الذي وفرت البلدة الصغيرة "ابيلاس" في اقصى الشمال الاسباني , لكن بقت الاوراق كلها مفتوحة مثل القلوب تماما , مثل صحرائنا العطشى دوما للمطر ...و بدات الاعمال لانجاز الافكار على ارض الواقع...
تحديات كثيرة امام الطاقم الشاب , بل امامنا كلنا في ان يكون الاعلام الصحراوي , ذا مصداقية كما كان دائما...
امامنا جميعا ان نقدم لهم المعلومة , و المساهمة , بالكلمة الصحراوية الصادقة و الصورة المعبرة و نعينهم في رفع حمل ايصال قضيتنا بقوة و فعالية , الى الساحات الاوروبية والعربية و غيرها بعمق و وضوح ...
امامنا ان نؤازر الطاقم الشاب بكل ما نستطيعه في هذا التحدي و الشجاعة في تحمل المسؤولية في رحلة البحث عن الحرية...
امامنا ان نعينهم في ان نكون جزء منهم كي نستطيع ان ننظم قوانا و جهودنا في اتجاه واحد كي ندحر هذه الآلة الضخمة التي تضخ سمومها و خطاباتها الكاذبة...
و نتمنى لهم النجاح بل لنا جميعا ...
بقلم : حمدي حمادي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *