-->

الشهيد الولي.. مانديلا الصحراء الغربية الذي لا يعرفه العرب

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- تواصلت
مجلة الشعب المصرية مع رموز المقاومة في الجمهورية الصحراوية ووصلت لمعاقلهم وحاورتهم حول كفاحهم وطموحهم في الحرية والاستقلال التام
وفي هذه الحلقة نتناول مسيرة رمز قدم حياته ومسيرة كفاحه دفاعا عن بلاده حتى لقبوه بمانديلا العرب وهو المجاهد الولي السيد مصطفى
في عام 1948 ولد الولي مصطفى السيد بمنطقة بئر لحلو، وهو من أهم رموز المقاومة في الصحراء الغربية ، ومفجر ثورة 20 مايو. وقد حقق الولي في سنوات حياته القصيرة التي لم تتعد السابعة والعشرين عاما الكثير من الإنجازات الثورية والمقاومة المسلحة للاستعمار، وهو ما لا يقل أهمية عما حققه مناضلون عالميون من أمثال المهاتما غاندي، ومانديلا، وجيفارا، ومع ذلك فإن معظم العرب يجهلون هذا المناضل الثوري الذي نتعرف على بعض من أهم محطات حياته في هذه السطور:
تعلّم الولي بزوايا الصحراء وحفظ بعضا من القرآن الكريم إبّان طفولته، بعد بلوغه 10 سنوات (سنة 1958) ، نزحت عائلته لمدينة طانطان جنوب المغرب على غرار بعض العائلات الصحراوية بحثا عن مكان لّجوء فيه هربا من الاستعمار الإسبّاني، ما بين 1961 و 1962 تدرّج في المدارس الابتدائية، ثمّ الثّانوية مرورا بالإعدادية بكل من طانطان ومراكش وتارودانت، إلاّ أنّه عانى كثيراً من الطّرد بسبب مواقفه، ورغم ذلك حصل على الباكلوريا وهو بيلغ من العمر 22 سنة بثانوية ابن يوسف في مرّاكش ( 1970 أوج الانتفاضة الشعبية ضد المستعمر الإسبّاني ) ، والتحق بجامعة محمّد الخامس بالرباط ليتخصّص في ميدان العلوم السيّاسية، تميّزت فترة دراسته رحمه الله ، أوّلا بشدّة انتمائه للعروبة والإسلام، وبناء ثقافته على أسس اللغة العربية حيث أنّه ركّز قراءاته على مؤلّفات مصطفى لطفي المنفلوطي، طه حسين، العقّاد، إحسان عبد القدّوس، توفيق الحكيم، وشعراء المهجر، وكل الكتب الّتي ألّفها سيد قطب
ثانياً نشاط حركيّته وتمثّل ذلك في تفكيره عامي (1967 و 1968) لإقامة إتِّحاد لطلاّب الصّحراء الدّارسين بالمغرب، واتّصل بعديد من التّنظيمات الطّلاّبية في المغرب، بيروت ومدريد، إلاّ أنه أَعتقل مرّات عديدة (1971/1972)، ثالثا، عدم انضمامه لأيّ حزب سياسي مغربي ، وإن كان اثّابت أنّه اتصل بعدد منها لمعرفة إتجاهاتها حول قضية الصحراء الشهيد الوالي لمْ يعَمّر طويلا، فهو لكونه قائدا كان مقاتلا في آن واحد، حيث وافاه الأجل في هجوم قاده بنفسه ضد نظام ولد دادّاه الموريتاني قرب مدينة " تجكجا" الّتي تبعد عن نواكشوط حوالي 200 كلم، وكان ذلك في التّاسع من يونيو 1976، بتعاون مغربي عسكري بّري وفرنسي جوّي( طائرات الجاكوار) ، وبالعثور على جثّته في ميدان المعركة أمرت السلطات الموريتانية آنذاك بوضعها في ميدان رئيسي بالعاصمة لمدّة أسبوع على أساس ردع كّل من يطالب باستقلال الصحراء الغربية منسلخين بذلك عن المبادئ الإسلامية
شهادة في حق الشّهيد الوالي من رفيق طفولته ودرب كفاحه المناضل الكبير أطال الله في عمره الأخ محمّد لمين أحمد، أنّه رحمه الله لم يؤمن في يوم من الأيّام ومنذ حداثته بأنّه مواطن مغربي، وإلى غاية 1973 لم يتقن اللّهجة المغربية بالرّغم من ولوجه مدارس المغرب وهو صبي، وأنه كان محطّ الأنظار لأنّه يتحاور مع مخاطبيه باللّغة العربية، أو اللهجة الحسا نية ويؤكّد دوما أن لا علاقة للشعب الصحراوي بالمغرب إلا من حيث الانتماء للعروبة والدين .التّمعّن في حياة الشهيد الوالي واستشهاده وهو في ريعان شبابه يبلغ من العمر حينها 28، تاركا ملاهي الدنيا والكراسي الجامعية ممتشقا البندقية في وجه الإمبريالية العالمية والأنظمة الرّجعية، لتحقيق الهدف الشّعبي المتمثل في العزّة والكرامة، أليس حليّا بنا نحن الشباب الصحراوي العمل جدّيا وبما توفّر لدينا للسير على دربه وباقي شهداء ثورتنا المجيدة، أو على الأقل الإقتداء بهم لاستكمال ما نحتوه على تراب السّاقيّة والوادي بدمائهم الزّكية، فالتاريخ هو سجلّ للزّمن، اتركوا بصماتكم في صفحاته يا شبابنا في المدن المحتلّة والجامعات المغربية وبالمخيمات والمدارس الأجنبية
ولا نجد أفضل ما نختم به عن حياة هذا المناضل الثوري إلا مقولة شهيرة له جاء فيها: تقضي البطولة أن نمد جسومنا جسرا فقل لرفقانا أن يعبروا
المصدر: جريدة الشعب المصرية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *