-->

هل البوليساريو تُساعد في إغلاق حساب كريس كولمان على تويتر؟

منذ أشهر و المغرب يُحاول بكل جهده إغلاق حساب المدعو كريس كولمان على شبكة
تويتر، وظل على إتصال دائم مع الشركة كي تقوم بإغلاق هذا الحساب الذي أصبح يهدد الكيان المخزني برمته. لكن في الأشهر الستة الماضية كانت الشركة مُصرة على حماية حساب المدعو كولمان و السماح له بإستعمال الشبكة الاجتماعية كباقي المستعملين.
في الأخير يبدو ان المغرب حصل على الحجة التي تمكنه من إقناع شركة تويتر كي تمضي قدماً في إغلاق الحساب الافتراضي الذي اصبح بمثابة مصدر قلق للمملكة. فماهي تلك الحجة المقنعة التي قدمها المغرب لشركة تويتر؟
لقد حددت تسريبات المدعو كولمان هوية و أسماء بعض الأشخاص وهو ما اصبح يُشكل خطر و تهديد لسلامتهم. وحسب العبارات الواردة في بعض المواقع المغربية فأن كولمان قد كشف عن هوية بعض العملاء المتعاملين مع المغرب من داخل صفوف جبهة البوليساريو، ومن طبيعة الحال فهذه حجة قد تؤدي بالشركة الى تلبية طلب الدولة المغربية.
ان صمت البوليساريو في هذا الصدد يُؤكد ان سلامة الأشخاص المذكورين هي حقاً في خطر، و الأخطر من ذلك ان يفهم من هذا الصمت ان اولئك الأشخاص هم فعلا عملاء للمغرب داخل صفوف الجبهة. 
وفي الواقع لا يمكننا توجيه إتهامات ضد مناضلينا بناءاً على رسالة خيالية كتبها السفير المغربي في الدومينيك حين كان سفيرا في دولة فنزويلا سنة 2008 لأن جميع التصورات التي كان يتحدث عنها السفير المغربي في رسالته الى المنصوري، والتي مضى عليها 6 سنوات، لم يحصل منها مثقال ذرة. 
خلال العشرين سنة الأخيرة، علمتنا التجارب ان القبلية وسيلة بيع وشراء أكثر مما هي وسيلة تعارف و تقارب، ولهذا فان رسالة السفير المغربي، الذي هو من أصول صحراوية، إن كانت تدل على شيء فإنها تدل على ان الرجل كان يبحث عن اعطاء قيمة لشخصيته امام السلطات المغربية و من اجل هذا الهدف لم يبخل أي جهد في طعن من يتصور انهم من أبناء جلدته على الظهر ووظف لهذا القرض جميع لقاءاته بأي صحراوي خاصة ان كان ذلك الشخص تربطه قرابة به.
كان من المنتظر ان تقوم البوليساريو باتصال بشركة تويتر لتوضيح لها مسألتين: الأولى، وهي ان الأشخاص الذين تسربت هويتهم و أسمائهم ليسوا عملاء للمغرب و لا لأي جهة أخرى، بل هم مناضلين في الجبهة و يُمارسون مهامهم و انشطتهم في الخارج او الداخل دون ملل و لا كلل. فالسلطات الصحراوية على علم بهذه الامور منذ خمسة أشهر و لم تتخذ أي إجراء لأنه تسريبات كولمان، في نظر الجبهة، لا تمتلك القوة الكافية لنزع الثقة من مناضليها. و ثانياً، هي اننا في جبهة البوليساريو، نتميز بصفة فريدة في عالمنا هذا و هي اننا متسامحين الى درجة انه، حتي في حالات الخيانة الواضحة، نتعامل مع من يخوننا و كأن شيء لم يكن.
بخلاصة، ما دام المغرب يُمارس جميع اشكال الضغط على شركة تويتر، كان من الأحسن على الجبهة الاتصال بالشركة لتفنيد هذه الادعاءات لكي يبقى حساب كولمان مفتوحا حتى نطلع على الكميات الهائلة من المعلومات والمقدرة بأربعة جيجابايت التي كان من المنتظر ان ينشرها.
بقلم : حدمين مولود

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *