-->

عودة التوتر بين باريس والرباط يزيد من عزلة المغرب دوليا

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) عاد التوتر مجددا بين
باريس والرباط، الامر الذي ينذر بأزمة اعمق مما يتصور الجميع رغم محاولة المغرب ربط التوتر القائم بتجميد التعاون القضائي ورفض المغرب المشاركة في مسيرات استنكار احداث شارلي ايبدو، لكن الفشل المغربي في تطويق مضاعفات الأزمة التي قاربت السنة، يزيد في اتساع الهوة والنفور وعزلة المغرب دوليا ما يكشف عن اوجود توجهات مستقبلية في مقاربة فرنسا الجديدة لامكان للمغرب فيها رغم المحاولات الفاشلة في اعادة الدفء بين البلدين قبل اجتماع مجلس الامن الدولي ابريل القادم بخصوص المساعي الاممية لايجاد حل عادل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
المغرب الذي طالما وصف نفسه بالشريك المتميز الذي يعول كثيرا على المساعدات الاوروبية يجد نفسه اليوم خارج اهتمامات حليفه الاول فرنسا في مقارباتها الجديد تجاه المنطقة المغاربية خاصة في مكافحة الارهاب، عكس ما تحظى به بلدان مغاربية على غرار الجزائر التي اتسمت علاقتها دائما بالحرارة مع فرنسا التي تعد شريكها الاقتصادي والتجاري الأول.
ومع دخول العلاقات بين البلدين سكة النفور أرجا مزوار زيارته التي كانت مقررة اليوم الجمعة الى فرنسا دون ان يحدد تاريخا لها، بعدما كان منتظرا زيارة لوران فابيوس الى الرباط عندما اعلن ذلك رسميا في مجلس الشيوخ الفرنسي الأسبوع الماضي، وهو ما يعكس عدم رغبة في فرنسا "الرسمية" زيارة الرباط ما يوضح ان الجهود الدبلوماسية لحل الازمة عادة الى نقطة الصفر .
وربطت أوساط ديبلوماسية واعلامية بين إلغاء الزيارة واستضافة المعارض المغربي زكريا المومني، الذي كانت تصريحاته أحد الأسباب التي أدت إلى انفجار الأزمة بين البلدين، في نشرة تلفزيونية لقناة فرنسية شبه رسمية. وكان المومني اتهم رئيس الاستخبارات الداخلية المغربية عبد اللطيف الحموشـــي بممارسة التعـــذيـب بـحق معتقلين، فرفعت السلطات المغربية دعوى قضائية ضده، بتهمة التشهير والإساءة إلى المغرب.
وكان المغرب قد طالب باريس بمنح الحصانة للمسؤولين المغاربة داخل التراب فرنسي وهو ماترفضه فرنسا بشدة.
كما أشارت مصادر ديبلوماسية إلى وجود لوبي مناهض للانفتاح على المغرب داخل النظام الفرنسي الحاكم، واستبعدت المصادر ذاتها الربط بين عدم مشاركة مزوار في تظاهرة باريس المليونية المناهضة للإرهاب، وبين إلغاء زيارته، إذ أن موقفه كان احتجاجاً على رفع رسوم مسيئة للإسلام، وأن الإعلان رسمياً عن الزيارة جاء في أعقاب ذلك، كما اعتبرت بعض المصادر الاعلامية ان تعزيز التعاون الامني بين الرباط ومدريد يشكل ابرز تداعيات التوتر مع باريس.
وكانت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا قد بدأت بعد واقعة استدعاء السلطات الأمنية الفرنسية لمدير الاستخبارات المغربي، عبد اللطيف الحموشي، عند حلوله في باريس، واستدعائه من مقر اقامة السفير المغربي بباريس بتهمة حالات تعذيب في حق مواطنين بجنسيات فرنسية ومغربية ليمثل أمام القضاء وهو الرجل الذي يصفه الكثير من المغاربة بالمجر والمتهم بارتكابه انتهاكات جسيمة في حقوق الانسان في المغرب.
وتأزمت العلاقات بين الرباط وباريس في أكثر من حادثة، خاصة بعد تصريح وزيرة العدل الفرنسية كريستينا طوبيرا التي انتقدت فيها المغرب بشدة، بخاصة لجهة حظر رسومات كاريكاتورية لملك المغرب محمد السادس، الأمر الذي ترفضه الرباط
اضافة الى حادثة التفتيش "المهين" الذي تعرض له وزير الخارجية المغربي في مطار فرنسي، وما سمته الرباط "التساهل" في السماح لمعارض مغربي بالهجوم على غرفة جنرال مغربي يخضع للعلاج في باريس كما تجلت مظاهر الأزمة بين المغرب وفرنسا في تعليق التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين وكذا تصريحات وزير الخارجية ضد فرنسا خاصة مقابلته مع صحيفة جون افريك.
مع زيادة التوتر بين باريس والرباط تكثف جبهة البوليساريو من نشاطها الدبلوماسي باعتمادها على المجتمع المدني الفرنسي الذي توج بزيارة وزير الزراعة الفرنسي الجناح المخصص للبوليساريو واطلاعه على اخر مستجدات القضية الصحراوية وهو ما اعتبر ضربة قوية للمغرب من داخل فرنسا تزيد من عزلته الدولية.
وفي ظل التوتر القائم تراجع المغرب من الرتبة الأولى الى الثالثة في الاستطلاع الذي يعده موقع “retraite-etranger” الفرنسي سنوياد للبلدان التي تشكل وجهات مفضلة للمتقاعدين الفرنسيين، حيث اكد استطلاع هذه السنة تراجع المغرب إلى الرتبة الثالثة بعدما كان يحتل إلى حدود السنة الماضية الرتبة الاولى.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *