-->

فوز “سيريزا” في اليونان يفتح بابا جديدا للقضية الصحراوية في أوروبا.

اليونان (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- من أهم الأحداث التي تصدرت المشهد العالمي هذا الأسبوع هو الإنتخابات اليونانية التي كان الإنتصار فيها حليف الحزب اليساري “سيريزا” الذي بات يشكل ظاهرة سياسية بإمتياز، و ذلك لحداثة سنه حيث لم تمضي 3 سنوات بعد على تأسيسه إستطاع هذا الحزب أن يتصدر المشهد السياسي في هذا البلد الذي طالته يد الإقصاء و التهميش، كما أن نسبة الفقر و البطالة فيه أصبحت تقارب النسب الموجودة في دول متخلفة.
حزب “سيريزا” الذي يصنف ضمن الأحزاب اليسارية الراديكالية نجح في أن يجمع حوله ملايين اليونانيين بفضل خطابه الطموح و الذي يقوم أساسا على ما يسمونه “إسترجاع سيادة اليونان و كرامة اليونانيين”، إستطاع قيادة هذا الحزب الطموح أن يجمعوا حولهم كل أطياف المجتمع اليوناني من الذين ضاقوا ذرعا بتعاقب حكومات همها الوحيد هو تطبيق إملاءات الإتحاد الأوروبي و الترويكا (صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الأوروبي ، المفوضية الاوروبية).
الأمين العام للحزب “أليكسس تسيبراس” أكد في أول خطاب له بعد إعلان نتائج الإنتخابات أن “اليونانيين إختاروا إسترجاع كرامتهم، و أن يونان الغد لن يكون ذلك اليونان المنفذ للأوامر فحسب” في إشارة واضحة إلى ألمانيا ف “سيريزا” معروف بخطابه المعادي لسياسات الإتحاد الأوروبي التي أنهكت اليونانيين بالإجراءات التقشفية التي قال “تسيبراس” أنها ستنتهي دون رجعة.
و سيشكل فوز “سيريزا” في الإنتخابات اليونانية منعطفا بالغ الأهمية، و ذلك لعديد الإعتبارات أهمها أن سيكون حافزا لأحزاب تحمل نفس الأفكار و التوجهات ك “بوذيموس” في إسبانيا و “خمسة نجوم” في إيطاليا و التي تواصل السير نحو تحقيق حلم الإنتصار و الؤصول إلى سدة الحكم كما حدث في اليونان، صعود هذه الأحزاب على حساب الأحزاب الكلاسيكية في أوروبا من شأنه أن يغير مجرى الأمور ذلك لأن هذه الأحزاب تهدد بالخروج من الإتحاد الأوروبي و منطقة اليورو إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق حول الطريقة التي ينبغي أن تدار بها أزمة “اليورو” و التي ترى هذه الأحزاب الصاعدة انه لا يكون عن طريق “التقشف”، هذه الظاهرة الجديدة ستشكل دون شك تهديدا لإستمرارية أكبر تكتل سياسي و إقتصادي في العصر الحديث.
أما فيما يخص القضية الصحراوية فيجمع مراقبون على أن صعود الأحزاب اليسارية في أوروبا من شأنه أن يزيد التعاطف مع قضية الصحراويين خاصة أن هذه الأحزاب تتبنى مواقف متقدمة و مشرفة من القضية الصحراوية، و بالتالي فإن ؤجودها على الساحة الأوروبية سوف يعقد عمل الإحتلال المغربي الذي تربطه علاقات وطيدة مع الأحزاب الكلاسيكية في أوروبا كاليمينيين و الإشتراكيين و الذين طالما مدوا يد العون للمغرب في مواصلة التعنت على قرارات الأمم المتحدة، و يحتمل أن تشكل هذه الأحزاب كتلة معارضة للمغرب في البرلمان الأوروبي و هو الشئ الذي سيجعل إبرام الإتفاقيات الإقتصادية مع المغرب أمرا بالغ الصعوبة. و تحضر القضية الصحراوية في أدبيات هذه الأحزاب كقضية تصفية إستسعمار يجب حلها عن طريق تطبيق قرارات الامم المتحدة.
و يتفاءل الصحراويون بصعود هذه الأحزاب الجديدة عساها تشكل محورا داعما للقضية في أوروبا، و يبقى على البوليساريو أن تكثف من عملها على مستوى هذه الدول و أن تقوي علاقاتها مع هذه الأحزاب التي يمكنها أن تقوم بدور كبير في نصرة القضية الصحراوية في أوروبا.
المصدر:(المحفوظ محمد لمين+المصير نيوز)

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *