-->

المغرب يرعى حوار متعثر في ظل حرب مفتوحة في كل اتجاه

طرابلس (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) لم تخفف جلسات الحوار بين
الأطراف المتنازعة في ليبيا، المنعقدة في المغرب، من شدة المعارك على أرض ليبيا، المفتوحة في عدة جبهات، من بنغازي إلى مشارف طرابلس، إلى سرت، حيث تدور مواجهات عنيفة منذ أكثر من أسبوع مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – "داعش".
وفي الوقت الذي قلل فيه المبعوث الأممي إلى ليبيا من إمكانية توصل طرفان النزاع- برلمان طبرق المعترف به دولياً، و"المؤتمر الوطني العام" الذي يسيطر عليه الإسلاميون- إلى اتفاق في حوار المغرب البعيد عن المعارك المشتعلة في الميدان، تبدو المعركة على الأرض أكثر ثباتاً، إذ أن الاشتباكات العنيفة التي تدور بين قوات "فجر ليبيا" الموالية لحكومة "المؤتمر"، التي تدير العاصمة الليبية، والقوات موالية للحكومة المعترف بها دولياً، مستمرة، في منطقة قريبة جداً من طرابلس، حيث تسعى قوات قائد الجيش "الشرعي" اللواء خليفة حفتر، من التقدم باتجاه العاصمة، وهي محاولة متزامنة مع المعارك الدائرة في بنغازي لـ"تطهيرها" من الإسلاميين.
وتشهد منطقة بئر الغنم اشتباكات عنيفة بين قوات "فجر ليبيا" ومجموعات مناهضة لها، هي لوائي "القعقاع" و"الصواعق"، الموالية للحكومة "الشرعية".
وكانت منطقة العزيزية التي تبعد نحو 45 كيلومتراً عن بئر الغنم و35 كيلومتراً عن طرابلس، والقريبة من مطار العاصمة المتوقف عن العمل، شهدت أمس اشتباكات مماثلة تواصلت لساعات.
وفيما أكدت "فجر ليبيا" أن "مجموعة مسلحة تسللت إلى العزيزية، فاشتبكت معها وتمكنت من طردها نحو مناطق قريبة"، أعلنت الحكومة المعترف بها دولياً أن المجموعات الموالية لها "تخوض مواجهات في هذه المنطقة في إطار عملية واسعة تهدف إلى تحرير طرابلس".
ودفعت هذه المواجهات رئيس "حكومة الإنقاذ الوطني" في طرابلس عمر الحاسي إلى الدعوة في بيان "الأبطال الثوار وكل المغاوير في وزارة الداخلية والدفاع إلى اخذ الحيطة والحذر ورفع الحس الأمني البطولي وتفعيل الخطة الأمنية في كل المناطق"، معتبراً ما حدث في العزيزية ناجم عن "خلايا نائمة تلقت الأوامر بالتحرك لخلق الإرهاب داخل هذه المنطقة المهمة".
من جهتها، أعلنت قناة "النبأ" الفضائية الموالية لحكومة طرابلس، أن صلاح البركي، القائد البارز في قوات "فجر ليبيا"، قتل  في معارك العزيزية.
وفي سياق متصل، تعرض مطار معيتيقة وموقع عسكري في العاصمة طرابلس تابع لقوات "فجر ليبيا"، اليوم، إلى قصف جوي من قبل قوات حفتر، فيما أفاد قائد عسكري في القوات التابعة لحكومة طرابلس، بأن قواته قصفت مهبط مطار الزنتان، غرب ليبيا، وموقعين تابعين لـ"كتائب الزنتان" الموالية للجيش "الشرعي"، أسفل الجبل الغربي.
وفي سرت، حيث يسعى "داعش" إلى توسيع نفوذه، استمرت الاشتباكات العنيفة اليوم، بين قوات "فجر ليبيبا"، والتنظيم المتطرف، والتي أسفرت عن مقتل اثنين من القوات الموالية لحكومة طرابلس.
وقال المتحدث باسم "الكتيبة 166" المكلفة من "المؤتمر الوطني العام" بتأمين وحماية سرت، خالد بوجازية، إن "قوات رئاسة الأركان اقتحمت أوكاراً للعناصر المتشددة في أحياء الظهير والسبعة، جنوب وغرب المدينة".
وأضاف المتحدث أن "اثنين" من قوات "المؤتمر" قتلا وجرح ثالث في منطقة النوفلية (شرق سرت) جراء انفجار لغم أرضي"، لافتاً إلى أن سيطرة قوات "المؤتمر" على هذه المنطقة "باتت أكيدة".
سياسياً، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون أن الهجمات القريبة من طرابلس "تشكل خطراً" على الحوار الليبي الذي تجري جولته الثالثة في منتج الصخيرات السياحي قرب العاصمة المغربية الرباط.
وقال ليون عقب اجتماعه بالأطراف الليبية الموجودة لليوم الثاني في الصخيرات سعياً إلى حل سلمي للأزمة : "لقد استأنفنا عملنا في الوقت الذي تعرضت فيه طرابلس لهجوم عسكري"، مضيفاً "ندين بشدة هذه العمليات التي جرت الليلة الماضية".
كما اعتبر ليون، في حوار نشرته صحيفة "الباييس" الأسبانية،أن التوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع في ليبيا في المغرب"سيكون صعباً، ونحن ما زلنا بعيدين عنه"، معرباً عن أمله "في أن يتحد الطرفان لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية".
وتعد هذه الجولة الثالثة من نوعها التي يحتضنها المغرب، ومن المفترض أن تنتهي اليوم الأحد ليتم تقديم وثيقتين مكتوبتين، ترسمان المعالم الأولية لاتفاق بين الجانبين.
المصدر: وكالات 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *