-->

بانكيمون يكشف نفاق موريتانيا ويربك حسابات سياسة الحياد الايجابي

الصحراء الغربية 30ابريل2015(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- في تقريره
الاخير حول قضية الصحراء الغربية، كشف الامين العام للامم المتحدة شكوى موريتانيا من المغرب التي قالت انه يغرق المنطقة بالمخدرات مساهما بذلك في اتساع جغرافيا الجريمة بالمنطقة، واورد التقرير ما قاله الرئيس الموريتاني للمبعوث الاممي الى الصحراء الغربية كرستوفر روس بشأن المخدرات المغربية التي تجتاح حدود دول الساحل والصحراء، وتوريط دول المنطقة مع عصابات التهريب والاجرام.
لكن بانكيمون افشى سر ولد عبد العزيز الذي يفضح المخزن وهو ما خلق ارتباك لدى النظام الموريتاني الذي ذهب يبحث عن كبش فداء لتصريحاته التي اعتبرها المغرب مسيئة ولايمكن ان تصدر من الحديقة الخلفية للنظام الملكي الذي لايزال يرى في موريتانيا حديقة خلفية له تخضع للسمع والطاعة.
فباشر بطرد السكرتير الاول في السفارة الجزائرية وهو ما ردت عليه الجارة الشرقية بالمثل واكثر وهي التي طالما وقفت مع موريتايا ودعمتها بالمال والسلاح لمواجهة الاخطار الامنية وتحتضن الاف الطلبة الموريتانيين لدراسة مختلف العلوم، فكانت الاربع دقائق التي ابلغ فيها السفير المورريتاتي ان سكرتيره الاول غير مرغوب فيه، اضافة الى غياب وزير الداخلية الجزائري عن اجتماع وزراء الداخلية بنواقشوط وهي رسائل لموريتانيا انها تتعامل مع دولة في موقف قوة ولا تحتاج اصلا لعلاقات مع دول لا تملك السيادة على قراراتها التي تتحكم فيها املاءات خارجية، وان عليها التخلص من عقدة الضعف وانها مسرحا للعب الكبار، وتفرق بين عدوها وصديقها.
هذه الحادثة التي اعتبرها البعض حدث عابر، وان موريتانيا لم توفق في إدارة الموضوع خاصة ان وزيرة خارجيتها حديثة عهد بالسياسة، فسرها البعض الاخر ان الخطوة مقصودة، من اجل خلق نوع من التوازن في علاقاتها مع المغرب والجزائر والتكفير عن ذنب طردها للبقالي مدير وكالة الانباء المغربية الذي كان يدير شبكة اعلامية واستخباراتية للمغرب من داخل التراب الموريتاني وصل حد مهاجمة قرارات موريتانيا التي لاتنسجم مع توجهات القصر الملكي، لكن موريتانيا لم تتوقع نتائج تصرفها، وربما تداعياته على بلد هش وفقير مثل موريتانيا، خاصة ان الجزائر قدمت الكثير من الدعم لدول المنطقة من اجل خلق قوة اقليمية لسد الفراغ امام تحركات فرنسا التي تحاول الرجوع الى المنطقة عبر بعض الدول الضعيفة.
ومهما يكن من تفسيرات وراء الخطوة الارتجالية لبلد الانقلابات العسكرية يبقى القول ان موريتانيا بدات تحصد نتائج الدور السلبي لها في نزاع الصحراء الغربية وتنكرها لقيم شعبها ونخبها ومجتمعها المدني تجاه القضايا العادلة والظلم الذي لحق ذوي القربى واخوة الجوار الذين لحقهتهم سهام الغدر من الجار الجنوبي الذي طالما تغنى الصحراويون بانهم يشتركون معه العادات والتقاليد واللهجة فضلا عن اللغة والدين والتاريخ المشترك.
وهو ما تجلى واضحا خلال رئاسة موريتانيا للاتحاد الافريقي حيث تجنب الرئيس الموريتاني الحديث عن قضية الصحراء الغربية، في تنكر لتوجه الاتحاد الافريقي والدول الاعضاء التي كانت اكثر شجاعة في نصرة القضية الصحراوية والمرافعة عنها والمطالبة بعزل المغرب ومعاقبته على احتلاله لاخر مستعمرة في افريقيا.
فموريتانيا التي تعترف بالجمهورية الصحراوية تحاول التنكر للالتزامات التاريخية التي رسمتها مع الثورة الصحراوية التي تخوض حرب تحرير وتحتاج للدعم والمساندة وهو ما وجده الشعب الصحراوي من دول وحركات واحزاب في مختلف ققارات العالم، لكن. لم يجدوه في موريتانيا التي. ترفع شعار الحياد الاييجابي، الذي. تعشش في ظله اقلام وجرائد وقنوات مستاجرة من قبل المخزن للاساءة والنيل من كفاح الصحراويين، فهل يعكس هذا سياسة الحياد الايجابي.
بانكيمون فضح النفاق الموريتاني الرسمي واربك حسابات الحياد الايجابي وهو ما يفتح جبهات صراع جديدة لبلد لم يشهد الاستقرار ويبقى مرهون بسياسات تروم تسخيره في هذه العوامل السلبية التي تؤثر على
 العلاقات الموريتانية الصحراوية وهو ما يجعل النخب في البلدين تعيد التفكير في كيفية التخلص من المؤثرات السلبية وتنظر من زاوية فاعلية وحركية المجتمع المدني للضغط في صالح قضايا الشعبين، و الحفاظ على اواصر العلاقات المنبثقة من القيم الثقافية والاخلاقية التي يشترك فيها الشعب التؤام في البلدين وهي علاقات تذهب بعيدا عن السياسة والظروف العابرة ، كونها تنبي على اواصر قوامها الترابط والنسب والهوية الواحدة في كلا البلدين وهي عوامل قادرة على التاثير في القرار السياسي لينصب في صالح شعبي البلدين، ويحرره اي القرار السياسي من الارتهان للقوى الخارجية التي تنظر للبلدين من منظور مصالحها وهو ما سقط للاسف الشديد فيه نظام العسكر في موريتانيا باخطائه المتكررة في حق الشعب الصحراوي الذي لايزال يرزح تحت نير الاحتلال.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *