-->

4G...جيم الشاي الرابع

تغير كل شيء من حولنا ، فوضى تكنولوجية أفسدت إنسانية الإنسان، تخلى فيها
الحيوان الناطق عن ملبسه،و ارتدى الحيوان الأصم الدراعة و الملحفة.
الثقافة الصحراوية صفة تجلت فيها أسمى لوحات الحضارة و الجمال،فجانست بين اللون الأبيض و الأسود في الخيمة و لباس المرأة وغيرها لترسم بذلك ما عجز كبار الفنانين عن فهمه .
الشاي،كلمة ترددها في آذن المواطن الصحراوي أكثر من ثلاث مرات في اليوم قد يرشحها يوما لتدخل كتاب “غينس” للأرقام القياسية.لكنها هي الأخرى أضحت تعاني من أثار العولمة التي أرهقت كاهلها.فبعدما حاولت التكنولوجيا حذف أحد جيماتها وفشلت،نجحت اليوم في إضافة جيم رابعة لها قد تفسد الوصف السحرية التي توارثها الأحفاد من الأجداد.
جميعنا نعرف أن للشاي ثلاث جيمات(جمع حرف الجيم) لا يصلح إلا بها عند مجتمع البيظان عموما.فالأولى:جيم “اجماعة” أي أن الجماعة ضرورية على مائدة الشاي من أجل تناول أطراف الحديث و وجهات النظر و تبادل العلم و المعرفة و الإحاطة بسير الحياة و حوادثها…
أما الجيم الثاني جيم “أجمر أو الفحم ” و هو الذي حاولت التكنولوجيا انتزاعه فما فلحت.إذ لا يتساوى طعم الشاي على الجمر مع غيره من الخزعبلات.
الجيم الثالث هو جيم “الجر”أي التريث في صنعه .و ذلك سر حلاوته عبر العصور و الأزمنة التي خلت.
أما الجيم الرابعة الدخيلة، ومحور حديثنا فهي جيم “الكات ج/4g” أي جهاز “الواي فاي” الجديد الذي غزى المخيمات و أنتقل فيها انتقال النار في الهشيم.
هدوء بسيط تتبعه ضحكة مفاجئة أو عبارة لا محل لها من الإعراب. كيف لا و الفاعل ضمير مستتر تقديره 4g.
إن السلبيات التي انتشرت في المجتمع بسب الجيم الرابعة تدق ناقوس خطر مدوي،أتى على الأخضر و اليابس و الخوف كل الخوف أن تأتي على اللونيين الأبيض و الأسود المشار إليهما سالفا،حينها قد تأتي الطامة.
بقلم:سيدأحمد مفتاح

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *