-->

على مشارف مرور 40 سنة على الوحدة الوطني:الالتفاف حول اهداف ومثل الحرية يسمو فوق "المؤامرات"

40 سنة مضت على إجتماع عين بنتيلي في 12 أكتوبر 1975 ,تظل الوحدة الوطنية
صخرة تحطمت عليها "مؤامرات" الاستعمار ثم الاحتلال،كما تبقى مناعة الشعب الصحراوي الذاتية وسر قوته.
ونحن نتذكر كيف إستجاب ممثلو مختلف فئات الصحراوي للنداء العاجل الذي وجهته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب،يومها من أجل رص الصف في مواجهة المخاطر التي كانت يومها تتراي في الاطماع التي رفعتها منذ سنة 1974 القوى التوسعية،ودخول اسبانيا وقتها على الخط في خلق كيان جديد،فاننا نعيد للاذهان ان هدف الإستقلال كان وسيظل عنوان الملحمة التي يخوضها الشعب الصحراوي بقيادة جبهة البوليساريو،متبنيا المقاومة نهجا والثقة بالنفس،زادا والإيمان بمشروعية الهدف ونبل المقاصد،فلسفة، في كنف وحدة وطنية من اجل الحرية وبناء دولة تحتضن طموحات وامال كل الصحراويين دون تمييز.
اذا كان ممثلو " الجماعة " ( جماعة الأعيان الصحراويين التي خلفتها إسبانيا كمؤسسة تمثيلية شرعية للسكان المحليين ) ، شخصيات بارزة , وأعضاء قيادة الحزب الإستعماري (( بونس )) الذين تعاقبوا على المنصة و المجتمعين يومها في عين بنتيلي تحت جبهة البوليساريو بحضور امينها العالم الولي مصطفى السيد قد أعلنوا للملأ في بيان الوحدة الوطنية،توحد كامل للشعب الصحراوي حول برنامج ومبادئ جبهة البوليساريو من أجل الحصول على الإستقلال الوطني الكامل،معلنين الارادة في الدفاع عن الوطن والمواطن الصحراوي في وجه أطماع الجيران في الشمال والجنوب،فان الشعب الصحراوي يظل يسير على ذات النهج في مواجهة الاحتلال المغربي .
لقد تميز الإطار التاريخي للمؤتمرالذي عقد خلال أيام 10/11/12/13 أكتوبر بالبلدة الواقعة بالشمال الشرقي من الصحراء الغربية المحررة على مقربة متاخمة للحدود مع موريتانيا, بتعبئة شاملة لكل الشعب من أجل الإستقلال من خلال مظاهرات ضخمة لإبراز المطمح الجماعي المعبر عنه بوضوح خلال شهر ماي 1975 على إمتداد كامل التراب الوطني أمام لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة , والمتجلي في رفض المخططات الإستعمارية التي كان يلوح بها حزب "مصطنع" تعرضت مكاتبه في كل المدن لهجمات الجماهير الشعبية يوم 06 يوليو1975 , وفي المسيرات العارمة الرافضة للمطالب التوسعية المغربية الموريتانية وللمسيرة (( الخضراء )) في كامل خلال شهري غشت و سبتمبر من نفس السنة .
في نفس الوقت , كانت حكومات مدريد والرباط ونواكشوط تعد العدة لتنفيذ مشاريعها على حساب الحقيقة القائمة في الصحراء الغربية ساعية إلى التقسيم والعدوان العسكري وإبادة الشعب الصحراوي .
وهكذا أعلنت إسبانيا بعيد ذلك الحدث حالة الطوارئ , وجردت الصحراويين العسكريين في قواتها من السلاح , بينما تدفقت قوات الحسن الثاني تحت غطاء (( المسيرة الخضراء )) على الحدود الشمالية , وهرولت فلول ولد دداه هي الأخرى من الجنوب لأخذ نصيبها من الغنيمة،في ظل صمت رهيب جراء التعتيم في اوج الحرب الباردة .
وعلى الرغم من مصادقة الأمم المتحدة على تقرير بعثة تقصي الحقائق ونشر الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، الا ان الغزو العسكري ، عرض المنطقة كلها لحرب ابادة لاتزال اثارها على الارض في الجدران وفي الاحتلال وفي تقسيم العائلات وفي المئات من المفقودين ومجمهولي المصير وذاكرة حبلى بالماسي ،تظل عصية النسيان
لقد حاول نظام المخزن في المغرب مراراً "إختراق" هذه الوحدة الوطنية عبر سياسة "فرق تسد"،لكن كل ذلك مني بالفشل وتبخر على صخرة صمود الشعب الصحراوي الذي يبقى ملتفا حول اهداف ومبادئ ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو .
ونلمس ثمرة لقاء عين بنتيلي بعد 40 سنة من خلال الأشواط التي قطعها كفاح الشعب الصحراوي على كل المستويات , في هزيمة الإستعمار و تكسر مؤامرة مدريد،بل ان الشعب الصحراوي رغم الحصار والجدران، يواصل مسيرته التي تعتبر مضرب الامثال في التضحية وجلد الذات وفي المقاومة الممتدة عبر التاريخ ،ملتفا حول مبادئ ومثل رائدة كفاحه والتي في مقدمتها الاستقلال والحرية ، واكثر من هذا ايمانه الراسخ بحقه غير القابل للتقادم في وطن حر ومستقل في ظل اعتراف دولي بحقه في الحرية وتقرير المصير .
بقلم: السالك مفتاح

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *