-->

لجنة المفوضية السامية لحقوق الانسان بين رسائل القيادة ورسائل الشارع

مخيمات اللاجئين الصحراويين 05 اغسطس 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء
المستقلة)ـ اربعة ايام هي الفترة الزمنية التي قضتها لجنة المفوضية السامية لحقوق الانسان التي وصلت يوم الجمعة 31 يوليو الى مخيمات اللاجئين الصحراويين من اجل القاء نظرة على وضعية حقوق الانسان بمخيمات اللاجئين الصحراويين واللقاء مع كل من لديه ظلم او حيف في مجال حقوق الانسان، او حتى من يريد بعث رسائل حول وضعية حقوق الانسان في المخيمات للداخل والخارج، ومن المؤكد ان وفد المفوضية تأكد بما لايدع مجالا للشك بان الصحراويين احرار طلقاء وإن ضاقت عليهم ارض لحمادة بما رحبت، وهو ما يفند دعاية الاحتلال التي تروجها ابواق المخزن صباح مساء، بل ان الزيارة قد تكسب الصحراويين تعاطفا لايشترى بثمن، فقد ابدى احد اعضاء الوفد الذي تسري في عروقه دماء الرافدين تعاطفه مع معاناة الشعب الصحراوي وعبر عن مدى اعجابه بصمود الصحراويين في ظروف كالتي عاشها في احضانهم لمدة اربعة ايام، كانت كفيلة تبدد صورة نمطية حاول الاحتلال المغربي ترسيخها في ذهنية اشقاء العروبة والدين خلال العقود الماضية من نزاع تنكر لها الاشقاء المنشغلون بصراعاتهم الداخلية والبينية.
وفد المفوضية زار مختلف الولايات بشكل اختياري والتقى مع العديد من المواطنين الصحراويين جماعات وفرادى، كما التقى مع بعض المسؤولين الصحراويين وفعاليات المجتمع المدني الصحراوي المؤطرة ضمن التنظيم وغير المؤطرة (حرية وتقدم، 5 مارس، المطالبين بحق اللاجئ، جمعية اولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، المرصد الصحراوي للثروات الطبيعية، جمعية ضحايا الألغام، مجموعة اللاعنف وبعض عائلات المفقودين الصحراويين في السجون المغربية)
وتضاربت تقارير وشهادات فعاليات المجتمع المدني بين من يشيد بدور جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية في السعي الى توفير مناخ للعيش الكريم داخل المخيمات وخلق فضاءات للتعبير عن الراي والاختيار في انشاء المجموعات التطوعية التي تنشط في مختلف الاهتمامات، والجهود المبذولة في مجال مكافحة الألغام، خاصة توقيع جبهة البوليساريو على الإتفاقيات الدولية حول الظاهرة، وتدميرها لكميات من الألغام، والسماح لبعض المنظمات الدولية بتطهير الأرض منها.
الى اعتبار البعض الزيارة التي لم تقم بها المفوضية منذ 1975 إلا مرة واحدة فقط سنة 2006 بالمعجزة، في اشارة الى عدم اكتراث المفوضية بوضعية اللاجئين الصحراويين ومعاناتهم.
الى من ينتقد سياسة بعض المسؤولين في النظام الهادفة الى
 الصاق تهم التخوين والعمالة لكل من ينتقد الاداء الحكومي او البرامج التي تشهد تذبذب وميزاج بعض المسؤولين، وعمليات الاختلاس التي تشوب سير بعض البرامج ويسود تسييرها نوع من الضبابية والفوضى ونقد التراجع الحاصل في حجم المساعدات الانسانية الموجهة إلى اللاجئين الصحراويين والتي تقلصت من 9 إلى 7 مليون دولار، أمام عجز الهيئة عن اتخاذ أي موقف حازم وصريح تجاه معاناة اللاجئين.
وتاتي زيارة وفد المفوضية في إطار التحضير لتقرير شامل عن وضعية حقوق الانسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين الصحراويين.
القيادة الصحراوية وفي اجتماعها الاخير وبحسب معلومات مطلعة وقفت على تقييم شامل لزيارة المفوضية وخلصت الى ان رسائلها الى وفد المفوضية وصلت ويتعلق الامر بـ
1 ـ عدم وجود العبودية بشكل مؤثق لدى المحاكم الصحراوية او لجان حقوق الانسان المعتمدة لدى الدولة الصحراوية.
2 ـ عدم وجود اي معتقل سياسي صحراوي او معتقل راي وما يوجد هو 39 حالة اعتقال حق عام في سجن الشهيد عبد الرحمن المعروف بالذهيبية.
3 ـ تقديم ضمانات بتبني تفعيل القرارا القاضي بالغاء المحاكم العسكرية للمدنيين وهو القرار الذي صدر عن مكتب الامانة لجبهة البوليساريو والمتضمن إلغاء تقديم المدنيين أمام محاكم عسكرية.
فيما يرى النظام ان رسائله وصلت الى مفوضية حقوق الانسان وان مجرد زيارة الوفد كفيلة بتفنيد كل ادعاءات الاحتلال تبقى رسائل الشارع تبحث عن من يؤطرها في مكونات حقيقية تعبر بشكل صادق عن الانشغالات اليومية للمواطنين بعيدا عن الحسابات الضيقة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *