-->

أعداء لا عدو



العيون(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يقول الراحل فرج فودة أن  المعروف والمنكر يتغيران بتغير الزمان والمكان ، فما كان معروفا قبل الدعوة الاسلامية واقرته الاخيرة لردح من الزمن قد يصبح منكرا اليوم  والعكس صحيح .

 في ذلكم التفسير دعوة الى الثورة ضد الفكر الرجعي الجامد في حضارتنا الاسلامية والذي من نتائجه ما نراه اليوم من اعمال بربرية يرتكبها في الظاهر غلاة خوارج باسم علماء الامة  لكن في باطن الامر هم ليسوا سوى ادوات لخدمة اجندات نيوامبرالية.
 واذا ما عكسنا المسألة على واقع قضيتنا فإن سدنة الثورة  قد جعلوا من معروف الامس منكرا عندما "رشدوا" و"تعقلوا" وهم يأمرون بوقف كل ما من شانه ان يزيحنا عن سكة استهداف العدو  أو التناقض الاساس.
وكلمة العدو يلفها نوع من اللبس فاذا كان المقصود "الشلوحة" فلايجوز التعميم بالمطلق اذا ما نظرنا الى مواقف من عبر منهم عن تضامنه المطلق مع القضية ورافع وسجن من أجلها   والامثلة كثيرة لا مجال لحصرها ، وان تراجع البعض عن مواقفه فلعلة شخصية او ايديولوجية فالماركسيون مثلا يؤمنون بما يسمونه " نفي النفي" .
وبالنسبة لنا فإن العدو قد لايكون غريبا وانما من يحمل افكارا غريبة عن قضيتنا ومبادئها عن معتقداتنا وتراثنا وفكرنا عن نمط عيشنا وثقافتنا ، العدو هو من تسلل خلسة بين ظهرانييا او من اكتنز ثمين الحجر في غفلة البشر او قسط راحة اخذه البسطاء .
العدو هو من استغل  سذاجتنا ونحن نحارب المحتل كي يكرس أمرا ويقوي بطانة .  العدو هو من استغل اسماء اعلام المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني والبسها عباءة الفاسي والطريس والزرقطوني ، ليس ذكاءا وعبقرية منه وإنما كسلا وخمولا وضعفا وتهاونا منا ، ولربما بات البعض منا يتسائل عن سر ذلكم التغاضي والتراخي اهو نقطة تلاقي استراتيجي ام مصالح شخصية متبادلة ؟ .
وما من شك ان تلك الشرذمة باتت تملك خزائن مكنتها من بسط سلطانها على شريحة واسعة من البشر، استغلت فاقة البعض ، وجشع الاخر و جهل من تبقى ، حتى ان بعض البسطاء ممن سيقوا في المحشر باتوا  لا يملكوا من مبررات سوى  التاكيد على ان " قلوبهم مع القضية " في حين ان سيوفهم وكل ما يملكون ضدها .
انه لمن الغباء ان نعتقد ان المحتل يبني سياسته اليوم دونما اخذ بالاعتبار تطورات الاحداث ، فمثلما ذكرنا في مقالات سابقة انه نفى مرحلة الضم القسري او ما يسميه ب"الوحدة" وبات يتحدث بلسان رسله عن الحرية والاستقلال لكن دونما الجبهة او طعنا في الجبهة .
وهنا نذكر بطينة من تلك الالسنة التي تشرف عليها شركة وصلة بالرباط وكثير منا يعرف التفاصيل.... واحد مهمته زعزعة قناعات المناضلين بجبهة الارض المحتلة واخر يسلط الضوء على كل معطى يتوصل به من مخيمات اللجوء والثالث مهمته مهاجمة الجزائر ومؤسستها العسكرية .
 وبالعودة الى موضوع العدو او التناقض الثانوي ، فقبل سنوات كان المشهد الانتخابي اشبه بصراع ديكة و حل بالعيون وفد مغربي يراسه الهمة فؤاد ، في مهمة مدروسة بعناية فائقة هدفها الدفع بالالتفاف على رجل لفظه ولعنه التاريخ وشقيقه لعمالتهما  ، ولعل عبارة الضرس المتعفن التي اطلقها الرجل حينها لم تكن طريقا لجزاء سنمار الصحراء كما يظن البعض من ساستنا العظام وانما هو وسيلة للدفع بتقوية البدائل التي سعى الاحتلال لخلقها منذ غزوه .
والمؤسف أن بداوة الشعب كرست طيبته ، وانسته الماسي والالم والاحزان ، انسته رجالا صنعوا تاريخا ومجدا لشعبهم بتضحياتهم ونكرانهم لذواتهم ، وبات النكرة رمزا و المنكر معروفا ، وهو ما دفع الكثير الى العهر طالما ان الافق ملبد واغلبهم "يجمع الورو وناسى المورو" .
وما تحل الانتخابات الا بسيناريو واخراج مغاير لكن بنفس الشخوص ، وتنفخ الروح من جديد ويكتب لها عمر مديد  . فترى مبررات الاتباع تتماهى والسيناريو ...،
وقبل حلول شهر سبتمبر يكون المخزن قد أنهى ترتيباته ، لانتخابات جماعية وجهوية لاتخرج عن طوعه واستعد لمرحلة جديدة بجهد ظل خلسة طوال الفترة ما بين المؤتمرين بعيدا عن الضوضاء ، تحاك المؤامرات وتوضع الاستراتيجيات ، شخوصه وللاسف من بني الجلدة ، "يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر " .
يستند بعض مثقفينا في تبريرهم للتراخي ان ثورات وانتفاضات نجحت عبر التاريخ لاستيعابها المنحرفين و قطاع طرق وعاهرات ، لكنهم يتناسون انها نجحت ايضا بفضل صرامتها وصدقها وتحديد اهدافها وسبل الوصول اليها ...فما هي اشارتكم يا مثقفينا نواجه العدو ام الاعداء ؟
بقلم : غرفة وموقع صوت الانتفاضة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *