-->

الدعوة الى تنظيم زواج جماعي بمناسبة الذكرى الاربعين للوحدة الوطنية

الصحراء الغربية 22 اغسطس 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ دعى
منتدى الوحدة الوطنية الى تنظيم زواج جماعي بمناسبة الذكرى الاربعين للوحدة الوطنية، وذلك بعد ان وقف المنتدى مطولا عند ظاهرة اجتماعية مقلقة تتمثل في ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج لاسباب ٲهمها المغالاة في المهور والاسراف والبذخ المرافق لحفلات الزواح وفيما يلي نص النداء:
نداء حول التكاثر
بسم الله الرحمن الرحيم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " صدق الله العظيم

إن منتدى الوحدة الوطنية في مواقع التواصل الاجتماعي هو فضاء لنقاش وطني جاد وبناء يسلط الضوء على مختلف اوجه كفاح الشعب الصحراوي من اجل الحرية والاستقلال الوطني انطلاقا من حالة الجمود التي تمر منها القضية الوطنية والتي يوازيها تمادي العدو الغازي المغربي في تجاهل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
ويضم هذا المنتدى العديد من مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب من مختلف مواقع الفعل النضالي ومختلف فئات المجتمع شيبا وشبابا من بينهم اعضاء من الامانة الوطنية، قادة عسكريون، برلمانيون، سفراء وممثلون، معتقلون في السجون ومعتقلون سابقون، حقوقيون من المناطق المحتلة ومسؤولو قطاعات وفروع وشعراء.
مواصلة لناقاشاته المعمقة لمختلف مناحي حياة المجتمع الصحراوي المكافح، عكف المنتدى على تحليل وتشخيص الواقع المعاش للوقوف على امكانات الصمود وشروط النصر في بعدها الاجتماعي لتعزيزها، وتلافي مظاهر الضعف والوهن في مسيرتنا النضالية التي تعد التنمية البشرية احد اهم ركائزها الاساسية. وفي هذا السياق، وقف المنتدى مطولا عند ظاهرة اجتماعية مقلقة تتمثل في ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج لاسباب ٲهمها المغالاة في المهور والاسراف والبذخ المرافق لحفلات الزواح.
واذ يستحضر المنتدى المعاني الجليلة للزواج باعتباره رباطا مقدسا شرعه الله سبحانه وتعالى لمصالح عباده ومنافعهم، تحصل منه المقاصد الشرعية والغايات النبيلة، وتُحفظ به الذرية والنسل، ويعفُّ من خلاله عما حرم الله، إلا أن التعقيدات التي تصحبه في مجتمعنا الصحراوي من جراء المغالاة في الحفلات والتباهي أصبحت الآن محبطة لكثير من الشباب وأدت إلى تأخر سن الزواج بل الإعراض عنه وارتفاع نسبة العنوسة.
واذا كان من نافلة القول اننا شعب قليل العدد ولازال يكافح من اجل تحرير ارضه المغتصبة من طرف عدو غاز يسخر كل طاقاته من اجل استئصاله كعنصر بشري ومحو شخصيته الوطنية بكل الطرق والاساليب، يصبح من الضروري رسم سياسة وطنية تشجع على التكاثر وتزيل العوائق التي تقف حجرة عثر امامه. 
واذ ان مغالاة أولياء أمور البنات في المهور والتكاليف المرتفعة لحفلات الزواج، لن تستجلب غير التعاسة التي ستلقي بظلالها على الاسر الجديدة. فالمغالاة في المهور والتفاخر ذهنية متخلفة مفارقة لشرع الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم الذي يقول " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " . انه بمغالاة بعض اولياء الامو، يكونون قد وقعوا فيما نهى الله عنه، وتنكبوا مقاصد وغايات الزواح المؤسس على اليسر والسكن والرحمة والتراحم، حيث تتحول المرٲة بفعل هذه العادات والطقوس المنافية لغايات الاسرة من ام مدرسة اجيال وشقيقة الرجال ونصف مجتمع لتٲهيل النصف الآخر، الى مجرد بضاعة مرتهنة لشروط السوق ولمن يدفع اكثر وتلك اهانة للمرٲة يجب ان نعمل جميعا، نساء ورجالا، لوضع حد لها.
فعلى الاباء والامهات ومن ورائهم المجتمع كله، ان يدركوا انهم بهذه التصرفات يحرمون بناتهم وابناءهم من اكمال نصف دينهم، ويحطمون مستقبل اسرة ظل صاحبها يدخر لسنوات ليذهب هذا العناء والجهد مهب الرياح في ليلة او اسبوع، بل ويثقل كاهله بديون كثيرة، كما سببوا للمجتمع نزيفا ماديا !!.
ٳن التغاضي عن مثل هذه السلوكات والمظاهر السلبية الهدامة، ينذر بفشل وخراب الاسر حتى قبل تٲسيسها، بل نكون قد فتحنا الباب على مصراعيه امام شبابنا للسقوط فيما هو اخطر وهو التفسخ الخلقي والجريمة وتعاطي المخدرات.
مجتمعنا يعيش وضعا استثنائيا باكراهاته الكثيرة كونه في حالة حرب، ولا يملك اسباب الاستقرار التي تساعد الشباب على تحمل تبعات ظاهرة المغالاة في حفلات الزواج التي لايعي المجتمع مخاطرها، مما يجعل التعبئة الهادفة الى تغيير العقليات، كمقدمة، هي وسيلة العلاج الافضل بالاضافة الى تشجيع التضامن والتكافل الاجتماعي والمبادرات الجماعية. والمسؤولية الاولى هنا تعود الى الاسرة، باعتبارها الركيزة الاساسية للمحتمع، لما لها من دور في تربية الابناء على القيم الدينية والوطنية والاخلاق الحميدة، كما تعود ايضا لاتحاد النساء الصحراويات كون ان الضحية الاولى هي المرٲة ثم اتحاد الشبيبة والطلبة اللذان لا يقل دورهما عن دور النساء في توعية الشباب والطلبة وما يمكن ان تقدمه هذه المنظمات الجماهيرية من مبادرات شجاعة في هذا المجال.
لقد دٲبت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب منذ الوهلة الاولى على وضع استراتيجية بعيدة المدى للتكاثر تنطلق من خصوصية الواقع الذي يعيشه الشعب الصحراوي وقلة عدده مقارنة بما سيقدمه من تضحيات جسام في الارواح، وقد ساعد في انجاح السياسة المتبعة انشغال الجميع بالحرب وعدم وجود فوارق اقتصادية مما جعل الجميع يسير على قدم المساواة وبالتالي فان اية مبادرة لدعم الاسر الجديدة تلقى صدى ايجابيا في المجتمع. ومع وقف اطلاق النار واستمرار حالة اللاحرب واللاسلم، استفحلت ظاهرة التهافت على المادة وبدا معها التنافس في الاعراس والعقائق يٲخذ منحا تصاعديا بلغ ذروته في المرحلة الراهنة الراهنة.
وفي المناطق المحتلة، حيث الغزاة المغاربة ينتهجون سياسة تهدف الى تغيير الواقع الديمغرافي في المناطق المحتلة ومحو الشخصية الوطنية الصحراوية، بمحاولة تحديد النسل وكبح وتيرة تكاثرالصحراويين من خلال عمليات الاجهاض وانتزاع الارحام والقتل المتعمد للجنين وحتى للامهات في المستشفيات المغربية، وتشجيع المظاهر التي من شٲنها الحد من تكاثرهم، وفي لمقابل تشجيع سياسة الاستيطان وفتح امامهم كل فرص العمل وتسهيل شروط الحية للمستوطنين. ومن بين الظواهر التي يشجعها العدو المغالاة في المهر والتباهي خلال حفلات الزواج من اجل تفقير المجتمع من جهة، ومن جهة اخرى ارتفاع نسبة العنوسة والعزوف عن الزواح بسبب التكاليف الباهظة وما لذلك من تٲثيرات نفسية على الشباب بالخصوص. وانطلاقا مما سبق ذكره، ندعو جماهيرنا في المناطق المحتلة الى توخي الحذرمن الانزلاقات الخطيرة التي قد تنجر من جراء التعاطي مع هذه الظاهرة، كما ندعوهم الى تكاثف الجهود افراد، اسر وجماعات، ونساء، شباب، وشيوخ، من اجل نبذ الظاهرة والتصدي لها والمساهمة في انحاح كل المبادرات الرامية الى محاربتها.
ان منتدى الوحدة الوطنية، يخلص الى ان المسؤولية في علاج ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج تتقاسمها الدولة والمجتمع والاسرة. ومن هذا المنطلق يوصي ب:
1. القيام بتعبئة شاملة تبرز مخاطر غلاء المهر، يتقاسم فيها الادوار المنظمات الجماهيرية وخلايا التنظيم السياسي، المجتمع المدني، ٲئمة المساجد، الاباء المحترمون من الشخصيات الوطنية والاعلام من خلال:
- ندوات ومهرجانات شعبية
- طاولات مستديرة عبر التلفزيون والاذاعة.
- لقاء مع الامهات والاباء.
- استغلال مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة.
- ادراج سياسة التكاثر كمادة في برامج الصيف للطلبة.
2. انشاء صندوق تبرعات لفائدة محدودي الدخل من اجل تقديم حوافز للمتزوجين الجدد.
3.الدعوة الى تنظيم زواج جماعي بمناسبة الذكرى الاربعين للوحدة الوطنية، كخطوة شجاعة باتجاه استفادة 40 شاب وشابة من الزواج.
4. توفير مناصب للشغل من خلال تشجيع الاسثمار في المخيمات والمناطق المحررة. ويراعى في هذا الاطار ما يمكن ان تقدمه الجالية من امكانات باعتبارها مصدرمن مصادر تمويل المجتمع.
5- التعجيل بتشريع قانون للاسرة ينظم العلاقات الاسرية ويحمي الام والطفل ويشجع سياسة التكاثر، على ان يراعي خصوصية حرب التحرير.
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل
10/ اغسطس/2015

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *