-->

الجامعة الصيفية: استنتاجات مهمة ورسائل ما بين السطور

بومرداس 09 اغسطس 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ اختتمت
الطبعة السادسة من الجامعة الصيفية،على دأب الافتتاح بمراسيم غلب عليها الطابع البروتوكولي،مع حضور متميز للطبقة السياسية ونخب من المجتمع المدني وبعض ممثلي السفارات المعتمدة في الجزائر،وسط زخم من التضامن القوي مع الشعب الصحراوي، في رسالة قوية ومزمجرة من الجزائر لسان حالها يقول للقضية الصحراوية،شعوب تدعمها،كونها قضية حرية وتقرير المصير، ويظل استقرار وامن المنطقة مرتبط بها كونها فلسطين المغرب العربي .
تلك حقيقة ملموسة في الخطب السياسية التي جاءت على لسان كل المتدخلين سواء في المحاضرات الأكاديمية او في الخطب الرسمية المواكبة للحدث،وفي الاستقبال من طرف مواطني ولاية بمرداس الجزائرية التي جددت الإرادة في الاستضافة لمثل هكذا تظاهرة.
لعل اهم ما ميز هذه الطبعة، ليس فقط المحاضرات الاكاديمية التي نشطتها نخبة من الاساتذة والمختصين في قضايا لصيقة بالقضية الصحراوية وتفاعلاتها الجيواستراتيجة في المنطقة والعالم، بل وايضا مستوى النضج المسجل في المشاركين بصفة عامة، وان كانت هناك حالات نشاز في مشاركة بعض "القصر"،لكن تصرفاتهم كانت معزولة ولم تؤثر على سير الطبعة التي يمكن اعتبارها في نظر المشاركين "مثالية" بالمقارنة مع سابقاتها 
وقد وفق رئيس الجامعة في اعطاء قيمة مضافة للجامعة باعتباره شخصية تاريخية وذات رصيد فكري وسياسي ظهرت بصماته في الخرجات الاعلامية مع عديد الصحف والقنوات، وفي تعقيباته التي لم تخلو من الطرافة في بعض الاحيان ومغازلة المحاضرين في احيان اخرى باسلوبه الدبلوماسي المعهود وحنكته القوية،وان لم يوف بوعده في مواصلة محاضراته التنويرية حول تاريخ الحركة الوطنية ب"ذريعة" لم تكن مقنعة لدى البعض كون التاريخ ملك للاجيال، ويجب الا يخضع لمزاج الاشخاض كما اكد احد المحاضرين. 
يسجل ايضا الحضور القوي في المحاضرات للمرأة وللشباب بصفة عامة، مع الطرح "المتميز" في النقاش والاثراء والتي كانت منسجمة مع موضوع المحاضرات وسط حماس وطني قدم صورة مشرفة عن مستوى الحضور ، مع محاولة البعض تسجيل الحضور عبر مداخلات من قبيل "انا هنا".
ورغم وجود ادارة صحراوية مشكلة لهكذا تظاهرة، لكن يسجل غيابها وعدم ضبط قوائم المشاركين ساعة الوصول مما ولد حالة من "الارتباك"،.. لكن مستوى النضج من طرف المشاركين مع التعاطي الامثل للادارة الجزائرية تغلب على كل ذلك، ولم يظهر "بلد التركيبة" .
استنتاجات مهمة ورسائل ما بين السطور:
قدم الدكتور الجزائري محمد لحسن زقيدي وصفة للواقع الذي تمر به القضية الصحراوية مستخلصة من الثورة الجزائرية التي نجحت بفضل اتخاذها لمبدأ "القيادة الجماعية والاجماع" في اتخاذ القرارات (الجماعية، الإجماعية) مبرزا ان "جماعية القيادة وإجماعية القرار" جعلت وثيقة بيان اول نوفمبر هي خارطة الطريق التي نظمت وحددت المعالم التي انطلقت من اجلها الثورة الجزائرية وهو ما جعلها تكلل بالنجاح.
وبهذا تكون الثورة الجزائرية،يضيف المحاضر"هي الثورة الوحيدة في العالم التي انطلقت من دون زعيم متخذة جماعية القيادة ووثيقة اول نوفمبر المكونة من 685 كلمة زعيما لها."
ذلكم في نظره "ان المقاومة ثقافة ومبدأ وسلوك" يجب ان يترجم في الميدان في مواجهة اشكال الاستعمار واهدافة السياسية والاقتصادية والثقافية.
"ثقافة الجيل الصحراوي الجديد الذي ولد تحت القهر غرب الجدار تحت الاحتلال وشرقه في مخيمات اللجوء يجب صقلها وتوجيهها باعتباره الجيل المسندة اليه مهمة تحرير الوطن" يقول الاستاذ المحاضر. ويضيف "لابد من تكوين جيل متشبع معرفيا عقائديا بوطنيته" محذرا من التفرقة التي وصفها بانها "قنبلة موقوتة قد تنفجر في اية لحظة ."
في سياق اخر توقف الحضورعند"ازدواجية المعايير في القانون الدولي إشكالية عولمة حقوق الإنسان بين الازدواجية والانتقائية" حيث استمع للأكاديمي والباحث الجزائري بجامعة الجزائر الدكتور ساحل مخلوف في محاضرة كانت لصيقة بما تعرف القضية الصحراوية من "ازدواجية المعايير" في التعاطي مع واقع الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية على يد قوات الاحتلال المغربية، في ظل "الصمت" الدولي والأممي، وغياب آلية أممية للاضطلاع بمهمة مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها.
وقدم الأكاديمي الجزائري ثلاث مؤشرات تكشف "الازدواجية والانتقائية" التي تطبع مسألة عولمة حقوق الإنسان والقوى التي تدعو إليها حينما يتعلق الأمر بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية رغم ما يوجد من انتهاكات خطيرة ومستمرة باعتراف المنظمات والهئات الدولية المختصة. 
المؤشر الأول يتعلق بعجز الأمم المتحدة عن إيجاد حل يضمن للشعب الصحراوي الحق في تقرير المصير والاستقلال بالرغم من تأكيد الأمم المتحدة والميثاق الاممي على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير من خلال القرارات واللوائح الأممية.
المؤشر الثاني فضح فيه الأستاذ "الازدواجية" وارتباطها بالبعثات الأممية التي تتضمن ألية لمراقبة حقوق الإنسان في الأماكن التي توجه إليها، مستغربا لماذا لم تمنح بعثة "المينورسو" مهمة مراقبة حقوق الإنسان وهذا دليل دامغ على الخطاب المزدوج علما أنها البعثة الوحيدة المجردة من هذه الصلاحيات.
المؤشر الثالث تكريس عدم المساءلة والإفلات من العقاب رغم المواثيق والاتفاقيات التي تنص على ضرورة مساءلة المتسببين في التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، مستدلا بما حدث في مخيم "اكديم إزيك" وما رافقه من بطش وتعذيب وانتهاكات للمواطنين الصحراويين وما تبع ذلك من محاكمات عسكرية جائرة للمدنيين
وتمحورت المحاضرات -التي تم اختيارها من طرف المنظمين- حول تفسير مضامين اجندة الطبعة السادسة " السياسة المغربية في المنطقة: التوسع ، ترويج المخدرات، وعدم الاستقرار" وانصبت حول موضاعات مختلفة من قبيل : - التحولات العالمية الكبرى ومستقبل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية- سياسة الولايات المتحدة الأمريكي في إفريقيا- منظمة الأمم المتحدة وتجسيد الشرعية الدولية لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية-حماية الثروات الطبيعية لشعب الصحراء الغربية وحقه المشروع في الدفاع عنها، دور وسائل الإعلام في التعبئة بجانب قضايا التحرير من الاستعمار- الاتصال واشكال الخطاب- سياسة فرنسا تجاه الساحل الإفريقي- المقاومة الجزائرية :دروس واستنتاجات- الوسطية والاعتدال في الاسلام- السياسة الاقليمية للجزائر- التصور الاوروبي للدول المغاربية، محاولة فهم تناقضات الادراك الاوروبي، اشكالية عولمة حقوق الانسان بين الازدواجية والانتقائية ـ دراسة حالة المناطق المحتلة من الصحراء الغربية كنموذج- حماية حقوق الانسان بالاراضي المحتلة-اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان خروقات حقوق الانسان بالمناطق المحتلة- تمرد المغرب على المنتظم الدولي واليات المواجهة- مراكز ومعاهد الدراسات: دورها في صناعة السياسة الدولية.
وفد المناطق المحتلة: يكشف تناقضات الرباط 
ساهم وفد المناطق المحتلة ليس فقط في نقل صورة حية عن ما يعيشه الشعب الصحراوي خلف جدار الذل والعار المغربي من قمع ومتابعات، حرب مشنونة، بل وضع الحضور في صلب تلك الملحمة المتواصلة والتي يلفها التعتيم جراء الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال بمناسبة وبدونها في مواجهة الحقيقة، من خلال مداخلات قدمتها مختلف الفعاليات الحقوقية والثقافية والاجتماعية القادمة من العيون،السمارة،بوجدور،الداخلة وجنوب المغرب والتي تمثل فسيفساء المجتمع المدني هناك من تنسيقية اكديم ازيك، ذوي الاحتياجات الخاصة، دعم مخطط التسوية رعاية الطفل، حماية الثروات، حفظ الذاكرة والثقافة، حقوق الانسان، المختطفين والمعتقلين السياسيين، عائلات الشهداء والمعتقلين، ضحايا السجون المغربية الرهيبة بمكونة، اكدز، ضحايا الانتفاضة، طلبة، اعلاميين بالوسائط الرسمية والمستقلة، وغيرها.
وقدم الوفد من خلال محاضرات مدعمة بصور وشهادات منها شريط عن السيرة الذاتية للشهيد حسنة الوالي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *