-->

لمن لايعرفك سيدتي مريم

سيدتي.بل اختي. خالتي. بل امي ساكتب عنك اللحظة بعد عفوك طبعا سطورا
تعتصر منها الالام والدموع وتفوح منها رائحة المودة والشكر عرفانا لعهدك المتين مع شعبك وارضك الجريحة وتختلط فيها المشاعر والافكار وتخونني بعفوية العبارات التي تستحقك وتستحقيها نظرا لهذا الرصيد الكبير من النضال والكفاح والذي قدمت من اجله ثمنا قد لايعرفه الكثير ممن يحبونكي ويدعوا لك بين الفينة والاخرى بالشفاء العاجل من هذا المرض اللعين الذي لازمك طويلا وتصديت له بكل ماتملكين من قوة وعناد بصبر جميل زينته عفتك اللامتناهية وتواضعك الطاغي وكبرئاك الجميل واتقانك لعملك واكثر من ذلك شخصيتك التي أسرت كل من عرفك وتعلق بك...فكنت من ذو البدايات الاولى للثورة مناضلة شهمة تقارعين الاحتلال باللحن الموزون والكلمة العذبة فستحقيتين بجدارة لقب صوة الشعب الصحراوي المكافح.
سيدتي..انا الان لااكتب صدفة او مجاملة لشخصك العزيز بل لان الكثير لايعرف انه ليس فقط معاناتك مع المرض هي الجرح الوحيد الغائر في وجدانك بل كذلك محيطك العائلي الصغير الذي هو الاخر دفع ثمنا غاليا جدا لهذا الوطن فاصبحتم تسمون عائلة الشهداء بامتياز.
فمع انك كنت تلك الفنانة القديرة التي تملك ذاك الصوة الملائكي الذي يشع فرحا في جموع شعبك في كل مكان وتغنى باغانيك الصغير والكبير الا انك كنت تقصدين فعلا كل ماينطق به لسانك

فمن منا لايتذكر أنكي زفيت ثلاثة من اخوتك شهداء وهم نفعي الحسان ومحمد سالم الحسان والخليل الحسان فتركوا عائلات ترملت واسرة حزينة لتتواصل التضحيات وينضاف الى رصيد الشهداء اختك البارة السالمة الحسان وكذلك فاطمة الحسان ولانشاهد منك ومن الام العزيزة ارقية الصالح ومحيطها الا الصبر الجميل والرضاء بقدر الله لتكون الضريبة مضاعفة برحيل الوالد الحسان محمد الذي كان دائما يردد نحسبهم عندالله شهداء ولقاءنا بهم في جنات الفردوس الاعلى فمات صابرا محتسبا.
سيدتي الغالية مريم هذا ليس كل مايعرفه الكثير منا بل هنالك المزيد فأربعة من اخوالك هم الاخرون شهداء فظلي الصالح ومحمدمولود الصالح والمصطفى الصالح وبوسحاب الصالح وابنائهم الحاج مصطفى الصالح وعالي بوسحاب الصالح وسعيد محمدلمين الصالح ومحمدمحمدلمين الصالح اضافة الى ابن خالتك محمدمولود هيدا الذي رحل هو الاخر شهيد.
اعرف انك ستعاتبينني لانك لاتحبين كالعادة الحديث عن محيطك الصغير بل عن شعب ووطن جريح دفع اثمانا لايستهان بها ومازال، رغم انه لكل منا قصة وحكاية لاتشابه الاخرى.
عذرا سيدتي مريم لاني لم اعرج على مسيرتك الفنية الطويلة والرائعة ولكن ليعرف الجميع أن نضالك له أوجه أخرى أخترت منها الجانب العائلي لانه هو الأخرى كان دائما حاضرا في مشوارك وكان جزءا من شخصيتك المتمردة والفريدة فرجاؤنا بالله سبحانه كبير والدعوات التي انطلقت من كل مكان تناجي المولى القدير بأن يرسل لك شفاءا مابعده مرض انه على كل شيء قدير .
فرجائي اختي مريم ان تتعاطفي مع حروفي وان تسكبيها في قلبك مع أنني أعرف أن كتاباتي غير مأمونة المشاعر لتفاصيلك الرائعة لذاتك الملائكي لروحك النقية ولعمرك النازف بكل حب وعطاء ، ماذا سأهديك وانت تصارعين الموت الغادر وانا لااملك سوى الكلمات والرجاء رغم انني اريد ان أهمس في أذنك وأقول لك أنك موشومة في كل خلايا الجسد الوطني.
بقلم الصحفي : الرقيبي عبدالله

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *