-->

رئيس الحكومة السويدية يرفض لقاء الوفد المغربي ويطالب الرباط بتقديم حججها

ستوكهولم 08 اكتوبر2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ أظهرت زيارة
وفد الأحزاب اليسارية المغربية للسويد صعوبة المهمة التي تقوم بها، في بلد ديمقراطي مثل السويد، نظرا لرد الفعل السويدي على الاستفزازات المغربية لثني السويد عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الدولة العضو المؤسس للاتحاد الافريقي والتي تعترف بها ازيد من 80 دولة عبر العالم ولها تمثيليات ومكاتب دبلوماسية في ازيد من 190 دولة.
وخلص الوفد في تصريحاته الصحفية بعد الزيارة التي استمرت يومين ان موقف الساسة السويديين لم تخرج عن احترامهم للشرعية الدولية في نزاع الصحراء الغربية ودعم الجهود الاممية الى التوصل لحل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير واحترام الحريات الاساسية.
وأبدت الأوساط السويدية استغرابها لرد الفعل المغربي وانزعاجها من إجراءات اتخذت من الرباط مست شركات سويدية ودعوات وتهديدات بمقاطعة المنتوجات السويدية أو تظاهرات نظمت ضد السويد.
وعقد وفد أحزاب اليسار المغربية، يوم الاثنين بستوكهولم، مع كاتبة الدولة بوزارة الشؤون الخارجية السويدية، أنيكا سودير، وبحث معها تطور موقف بلادها بخصوص قضية الصحراء الغربية، وحاول الوفد المغربي شرح مقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب بالرغم من تجاوزه من قبل الامم المتحدة بسبب تناقضه وطبيعة القضية المصنفة ضمن اللجنة الرابعة لقضايا تصفية الاستعمار.

أكدت الحكومة السويدية الجمعة, انها بانتظار تقرير شرع في إعداده من طرف الدبلوماسي السويدي فريدريك فلورين, حول تقييم سياستها الخارجية تجاه القضية الصحراوية, بما فيها مسالة الاعتراف بالجمهورية الصحراوية.
وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم في حديث لراديو السويد ” سنطلع على التقرير المتعلق بالموضوع، وبعد ذلك سنقوم بمناقشة ما يتعين عمله”.
وأكدت وزيرة الدولة في الخارجية السويدية “أنيكا سودر” مؤخرا ان الدراسة التي تجريها الحكومة السويدية ستكون مشابهة لحالة فلسطين التي تقرر في النهاية الاعتراف بها كدولة.
وأبرزت السيدة “أنيكا سودر” ان انتخاب السويد لعضوية مجلس الامن سيكون له تأثير في الدفع باتجاه حل القضية الصحراوية.
وكانت الحكومة السويدية قد عينت مؤخرا السيد “فريديك فلورين” سفيرا مكلفا ب”دراسة سياسة السويد بشأن الصحراء الغربية”.
ولاجل ذلك قام المسؤول السويدي بزيارة الى الجزائر ومخيمات اللاجئين الصحراويين, لتنسيق المواقف وجمع المعطيات في انتظار بلورة تصور نهائي للحكومة السويدية بخصوص سياستها الخارجية تجاه الصحراء الغربية.
ونقل عن الوفد المغربي أن وزيرة الدولة في وزارة الشؤون الخارجية السويدية، عبرت عن دعم حكومتها للجهود الأممية ومن أجل السلام والتنمية في المنطقة»، وأنها «عبرت عن عدم فهمها للانشغالات المتنامية التي عبر عنها المغرب في الوقت الذي لم يتوقف بلدها عن التوضيح بأن السويد لم يتخذ ولا يعتزم اتخاذ قرار يمكن اعتباره معاديا للمغرب أو ضد الشرعية الدولية».
وقال موقع «الأيام 24» ان وفد أحزاب اليسار لم يلتق رئيس الحكومة السويدية، بعد رفض هذا الأخير لقاء الوفد المغربي، وعبر عن استغرابه من الخرجات الأخيرة لبعض الدبلوماسيين المغاربة وقادة الأحزاب السياسية، واشترط تقديم الرباط لحججها التي تؤكد أن حكومة ستوكهولم تنوي الاعتراف بالجمهورية الصحراوية.
وكانت الحكومة المغربية قد قررت مقاطعة الشركات السويدية في المغرب، في إطار «مبدأ المعاملة بالمثل»، حسب ما أكده الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الخميس الماضي، ووجهت ستوكهولم انتقادات لسلسة اجراءات اتخذتها الرباط ضد شركات سويدية.
وقال موقع «لكم» ان القرار المتسرع الذي اتخذته السلطات المغربية القاضي بعدم الترخيص لشركة «أيكيا» لفتح متاجرها في المغرب، لن تتضرر منه الشركة السويدية الأم صاحبة العلامة الأصلية لهذه الشركة العالمية، وإنما سيتضرر منه مستثمر كويتي صاحب المجموعة الكويتية الهميزي، التي تملك التوكيل التجاري من المجموعة السويدية «أيكيا».
وكانت الشركة تتأهب لإفتتاح أول متجر لها في المغرب قبل أن تعلن السلطات المغربية توقيف أنشطتها لأسباب إدارية، وهو ما فاجأ المستثمر الكويتي، خاصة عندما تم ربط هذا القرار الإداري بالأزمة السياسية المتصاعدة بين المغرب والسويد.
من جهة أخرى أكدت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد الأوروبي، يدعو جميع أطراف النزاع حول الصحراء الغربية إلى البحث عن حل تفاوضي.
وقالت موغيريني أمام البرلمان الأوروبي إن «الاتحاد الأوروبي يشجع الأطراف على البحث عن حل تفاوضي للنزاع ويدعم المسلسل الأممي».
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الأمين العام للامم المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق «سياسي عادل ودائم ومقبول من الأطراف».
وأضافت فيديريكا موغيريني أن الاتحاد الأوروبي قلق إزاء استمرار هذا النزاع وانعكاساته، لاسيما على الأمن واحترام حقوق الإنسان وكذا على الاندماج في المنطقة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *