-->

للإخــــــوة الامازيغ في المغرب: مالنا ومالكم


في خطوة غريبة ومهينة أقدم بعض الشباب الامازيغي في المغرب على حرق علم الدولة الصحراوية، بسبب اتهام طلبة صحراويين بقتل الطالب عمر خالق المعروف بـ"إزم"، قبل أسبوع في جامعة مراكش، وهي حادثة نستنكره كالصحراويين من منطلق ذم الفعل الإجرامي بغض النظر عن الفاعل مثل ما نستنكر حرق العلم الوطني. وفي ظل ظرفية سياسية واقتصادية جد حرجة وبعد موجة نكسات دبلوماسية متتالية قاريا ودوليا، قرارات الاتحاد الأوروبي المتتالية "المنتجات الفلاحية لائحة الاتحاد الأوروبي لتوسيع صلاحيات المنورسو..."، ومواقف الاتحاد الإفريقي بعض الدول الأوروبية المتقدم فيما يخص القضية الصحراوية . وبعد استنفاذ نظام المخزن المغربي كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة "العصا والجزرة" لترويض وإخضاع الشعب الصحراوي، وفشل كل المخططات الاستعمارية. لجا نظام المخزن في الآونة الأخيرة لتطوير أساليبه الخبيثة وحروبه الدعائية والنفسية في حق كل ماهو صحراوي، بابتكار أدوات جديدة متمثلة في التحريض الممنهج الذي تشنّه جوقة إعلامه الخاص والعام تحت مرئ ومسمع ومظلة وحماية الدولة المغربية، والهدف هو زرع الفتنة بتحريض مكون اكتواء بنار الظلم لسنوات، ضد أخر لازال يعيش نفس الظلم بينما يرقص الجلاد على جثث ضحايا من الطرفين. استعمال مكون أساسي من الشعب المغربي "الامازيغ"، كأداة ووسيلة جديدة في حروب المخزن ضد الشعب الصحراوي، ينم عن تطور جديد وخطير ينبأ بقادم مظلم، وهو توريط فئة تمثل الأغلبية الساحقة من سكان البلد، و للمفارقة يعاملون "الامازيغ" سياسيا وثقافيا واجتماعيا، معاملة الأقلية يتجاهلهم الدستور المغربي وتترفع عن لغتهم المدارس ووسائل الإعلام. يستفيق النظام المغربي فجأة لمقتل طالب امزيغي، بعد أن أذقهم ملوك المغرب شتى أنواع القتل والتنكيل و التعذيب والتهجير وحتى الإبادة، والشواهد التاريخية تثبت ذالك من قصف بالقنابل النابلمية طال قرى في جبال الريف "آيت بوعياش، إمزورن، آيت توزين، أمنود، تازورخت، أسكو، رابع ن توريرت، إمرابضن، آيت عبد الله، آيت حذيفة وغيرها من المناطق الريفية المقاومة". يدرك كل عاقل وعارف بخبايا ودسائس المخزن أن ورقة الامازيغ ما هي إلا منديل يستعمله النظام في ظرفية سياسية حرجة، وهي صالحة للاستعمال مرة واحدة فقط في ظل إفلاس سياسي ووعي شعبي بدا يترجم في مسلسل احتجاجات " سكان طنجة ضد غلاء فواتير الماء والكهرباء ثم احتجاج بين الطلبة الأطباء ووزارة الصحة ملّف الأساتذة المتدرّبين"، كلها احتجاجات رافضة لسياسات الإقصاء والتهميش والظلم . وبالمقابل تصدح أصواتنا علانية إن الاماازيغ أخوننا، ويجمعنا بهم أكثر ما يفرقنا من معاناة وألام جمعتنا السجون والمعتقلات السرية الرهيبة " كتازمامارت والقنيطرة و ...."، وغيرها من السجون التي كانت ملجأ ومأوى لكل رافض للظلم ولاستعباد الذي مارسه ملوك المغرب. وجمعتنا مصاهرة و مقاومة و نضال مشترك ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني ثم ملوك المغرب، فكلا الشعبين ضحى من اجل قضية رغم اختلاف المشروع إلا أن الهدف و التطلعات واحدة نحو الحرية. ان المتمعن في السياسة المغربية و طريقة إدارته للملف وطبيعة التحول الذي تمر به القضية الوطنية، يدرك ويستخلص ان نظام المخزن دخل مرحلة تجيش الشعب المغربي و تأليبه على الشعب الصحراوي، وهي من اخطر الأساليب المستخدمة نظرا التداعيات الخطيرة التي يمكن تترتب على هذا الفعل الإجرامي و الخبيث، "اشرنا سابقا لهذا الموضوع في أخر زيارة للملك لمدينة العيون" إذا المرحلة تحتاج لكثير من الحكمة والتروي وعدم الانجرار وراء الفتن والمؤامرات، التي احيكة بطريقة جعلت من الشعب الصحراوي احد الأطراف مثل ماهو ضحية، والأخبار الكاذبة هي الأداة الوسيلة لاستدراج الطرفين نحو هدف المخزن "الفتنة"، نحتاج في ظل هذا الاحداث للعقل الراجح أكثر من تأزيم الوضع بين الإخوة الأشقاء.
بقلم: محمد لمين عبد الرحمان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *