-->

زيارة السيد لادسو "الإبادة الجماعية" لا تبشر بالخير في الصحراء الغربية


إذا كان هناك شيء بإمكانه ان يُسلط الضوء على الفرنسي "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو" هو تَبعيته التامة لفرنسا و مُراعاة مصالحها في السياسة العالمية و خاصة في افريقيا. 
إن تعينه على رأس بعثات حفظ السلام، ظل دائما يُشكل عائقا حقيقيا أمام مساعي الأمناء العامين للأمم المتحدة. بعيدا عن اعتماد خط مُتناسب و مُتماسك مع خط و رؤية الأمين العام، و الذي أحيانا لا يتماشى مع رؤية مجلس الامن الدولي، كان السيد "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو" يتّبع سياسة تتماشى مئة في المئة مع مصالح فرنسا المخزية. 
المنطق السليم يقتضي أنه إذا كان هناك شخص لا ينبغي أن يكون سعيدأ امام تشكيل بعثة حفظ السلام مبتورة صلاحيات حقوق الانسان، ذلك الشخص لابد ان يكون هو رئيس بعثات حفظ السلام. و الغريب في الأمر هو أن رئيس بعثات حفظ السلام هذا، يعني السيد "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو" هو المهندس الذي يقف امام توسيع صلاحيات بعثة المينورصو كي تشمل مراقبة حقوق الانسان. 
و كيف بإمكان دُويلة مُتخلفة و ثيوقراطية كالمغرب أن تطرد الجنود التابعين لمجلس الأمن الدولي دون أن يُقر هذا بقرار يُدين تلك الدُويلة؟ لقد تم ذلك بفضل جهود السيد "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو". 
و كذلك، خروج المغرب سالما من تصادمه و توتر علاقته مع الأمانة العامة للأمم المتحدة كان بفضل طول يد السيد "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو". 
و لماذا يأتي الآن السيد "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو" الى الصحراء الغربية؟ منذ أشهر عدة يتواجد مجلس الأمن امام طريق مسدود في ملف الصحراء الغربية و خاصة بعد أزمة الكّركّرات و موقف البوليساريو الصلب. و حتى الآن لم تنجح أي مُبادرة لوقف المغرب عند حده. إن المحاولات الهادفة الى تولي الأمم المتحدة عملية تعبيد الطريق التي كان المغرب يهدف بنائها في الكّركّرات تصادمت، تلك المحاولات، مع مُقاومة شديدة من طرف البوليساريو. ما أدى إلى توقف الامر عند باب مسدود. لا شك ان السيد "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو" يأتي الأن للصحراء الغربية لأنه خبير في طهي بعض الحلول ذات طعم لذيذ عند المغرب. 
عندما عرفت البشرية واحدة من أفظع الجرائم ضد الإنسانية في افريقيا، جريمة الإبادة الجماعية في منطقة البحيرات الكبرى، في افريقيا، كان السيد "لادسو" يتولى منصب الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة و بحكم موقفه و دعمه القوي للحكومة التي قامت بتلك الإبادة الجماعية، أطلقت عليه وسائل الاعلام اسم "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو". 
و لعل أفضل تعريف ممكن ان يُقال عن هذا الرجل هو بالضبط الكلمات التي تظهر في سيرته الذاتية: تقلد منصب الممثل الدائم لفرنسا في جنيف، الممثل الدائم لفرنسا في الأمم المتحدة، الممثل الدائم لفرنسا لدى منظمة الأمن و التعاون في أوروبا، و سفير في عدة بلدان أخرى. و ما يمكن ان نتوقعه من شخص تتراكم في رأسه كل خبايا السياسة الخارجية لدولة رائدة على وجه التحديد بسبب سياساتها الخارجية السيئة. 
من نافل القول أن السيد "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو" يقوم بزيارته للصحراء الغربية بعد خيبة أمله في تنصيبه أمين عام للأمم المتحدة خلف السيد بان كي مون كما كان يطمح له. 
ما ينبغي على البوليساريو هو أن تترك على جنب تعاونها المعتاد و أن تتعامل بكل الحذر و عدم الثقة مع السيد "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو". في نهاية المطاف، نحن الصحراويين لا ننتظر أي شيء من هذه الزيارة. 
و لعل تقدم الولايات المتحدة بمبادرة مفادها زيارة مجلس الأمن الدولي الى الصحراء الغربية، هي خير دليل على عدم ثقة بعض البلدان في كل ما يقوم به السيد "هرفيه الإبادة الجماعية لادسو". 
حدمين مولود سعيد.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *