-->

الجراح الماهر...


إن الحق دائما قاطع , سكينه بتار , لا يتراجع و لو سال الدم...! انه الجراح الماهر الذي يستأصل الورم و قلبه يتفطر و دمعه يسيل انهارا ...
صراخ المريض و توسلاته تجعله يصر على البتر ليؤمن له الحياة , ان العلاج مؤلم في حينه و لكن كي تستمر الحياة يجب أن يتمايز الامر و يصح الجسد...
الجسد الشاب لذلك التكتل الافريقي , الذي صنعته المعجزات , التضحيات , الانات و مورست عليه كل أصناف الاستغلال و العبودية و الرق , ذلك الأسمر الذي انضجته المآسي و العذابات , كيف له أن يقبل ان يدس له السم أو ان يسقى العلق و هو مفتح العينين مفتح البصيرة , كيف لأي ان يتحايل عليه لقد مضى زمن المؤامرات و اجندته ...
أفريقيا اليوم ذلك الشاب الأسمر الذي يمتلك الضياع و الأراضي الشاسعة و الثروة , و يمتلك أيضا الشجاعة و الانفة و الحرية .
ان الصين حينما جاءت لإفريقيا كي تستثمر لم تترك خبيرا و لا وزيرا و لا شركة الا قدمت بها الى الاتحاد الافريقي كي تحسن الصفقة مع القارة الشابة ...
إن الولايات المتحدة عندما ارادت ان تنجز الصفقات مع افريقيا , أنشأت لجنة سياسية و لجنة عسكرية و لجنة اقتصادية كي تحسن التعامل مع القارة الافريقية ,,,
و اليوم يتقدم العالم العربي المنهك بالانقسامات و الحروب و الانكسارات ,, ليحصل على تفاهمات ما .. يتقدم بعض دوله التي لا تزال تعيش بعقلية ملوك الطوائف و روح العنتريات و ملوكها لا يعرفون كنه الحرية و الاستقلال و الكرامة ... كيف لقارة افريقيا
قارة نلسون مانديلا الذي ركع لصموده لا برتايد و جاء لتوديعه العالم باجمعه الا الملوك العرب الا المغرب و السعودية و توابعها
و في حياء و ذلة ...كيف تتفاهم معهم ...
ان العروبة قيم و ليست أموال و مصالح بل تعني الأنفة و النخوة و الرجولة و نصرة الحق و ليست العروبة اخلاق العربان الذين عرفونا معنا الخيانة التي ما كنا لنعرفها لو لا الحسن الثاني و لو لا المختار ولد دداه الذي وضعه تحت ابطه و جنده ضد اخوته حتى في الدم , حين خان الشعب الصحراوي و ناب عن اسبانيا و الغرب في احتلال ارض الصحراء الغربية تنفيذا لاقبح و أذل اجتياح في التاريخ حين يغزي جار أراضي جيرانه لارضاء آخرين ,,, انه ملك مملكة الرباط لسان الاستعمار الذي ظل ينوب عنه و يده التي سفكت الدم الحرام و لم تحترم حق الجيرة و لا حق اخوة الإسلام و لا العروبة ...
إن الأيام تكشف عن ذلك العار و مهما دفنت الجثة فإن الرائحة ستفوح , و تكشف الأيام عن عزلة الخونة و مماليك الدناءة و الجبن الذين بدل ان يجعلوا العالم العربي و الإسلامي جنة , حولوه بأموالهم الى دمار و خراب و هم اليوم يجرون جلابيبهم و رؤوسهم منسحبين عن افريقيا التي كرمت في عيدها الخمسين السابق جمال عبد الناصر من مصر و نلسون مانديلا من جنوب افريقيا و هواري بومدين و العربي بن امهيدي من الجزائر و من الصحراء الغربية كرمت الولي مصطفى السيد و امنتو حيدر ....
إن الشعب الصحراوي سيظل يشق طريقه نحو استقلاله بخطاه الثابتة و سيظل يزيل العقبات و لن تسطيع أي قوة أن تقف في وجهه و مع قارته و مع شعوبها يواصل ربط أواصر العلاقات المبنية على الاحترام و التقدير و نشر أواصر المحبة و التسامح , و باستقلاله على كامل أراضيه سيزداد ذلك النهج و تلك المحبة للآخرين الذين احترمونا و آزرونا و قدموا لنا الدعم و المساندة أولئك الناس عبر العالم الذين اختاروا نصرة الحق و العدل و سنكون معهم السيف الذي يبتر الظلم و الجهل و العبودية و لا يجامل و لن يحابي ابدا ...
و اليوم الصحراء الغربية هي القضية التي تتوحد عليها القارة الافريقية لانها قضية نبذ الاستعمار و الهيمنة و شرعنة القيم و المبادئ التي ستحمي القارة من تلك الآفات و تلك المخاطر . و تعرف القارة ان أي تخلي عن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هو ترك القارة في مهب الريح و يقينا دول القارة تدري ان وحدة القارة هي فعلا الاسمنت المسلح الذي يحمي كل الدول و يؤمن لها الاحترام و القوة , و يضمن استمرار مصالحها و صون مكاسبها.
و هو ما حذا بالدول الافريقية التي لم تعلن اعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بأن تقر بأهمية نسج علاقات الاحترام و التقدير معها في اطار القارة الافريقية الام , و يعني ذلك هو قبول الشعب الصحراوي و ما البرلمان الافريقي في مصر ببعيد .
ان العلاقات بين شعوب القارة و ليس الأنظمة تجعل الانسان الصحراوي يلعب دوره كاملا من خلال نشر ثقافة الشعب و فكره و تميز هويته و يقدم للشعوب اخلاقه و يفيد و يستفيد من ذلك التبادل و العطاء المهم في نشر روح التفاهم و التعارف و يقال الانسان عدو ما يجهل , و هو ما يضع على كل الصحراويين العمل الجاد كل بما يستطيع من اجل التعريف بشعبه و إعطاء الصورة الحسنة و ما تحوي جعبة الصحراوي من قيم النبل و الكرم و حسن الخلق .
و تبقى قيم التكبر سمة الملك المغربي و حاشيته و من يدور في فلكه و لا ننسى استقباله الحقير للرئيس الزمبوابي الزعيم الافريقي المعروف , و الذي رد عليه بأنه لا يلوي أهمية لأفعال الاغبياء ...
بقلم: حمدي حمودي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *