-->

العداء الصهيوني للجزائر


الشهيد محمد بودية الذي اغتاله الموساد الصهيوني في العاصمة باريس في سبعينيات القرن الماضي والذي كان مسئولاً عن إدارة عمليات المقاومة الفلسطينية بجناحهَا الجبهة الشعبية في أوروبا ويعتبر العقل المدبر "لعملية ميونيخ" ،والمسئول الأول عن تجنيد الثائر كارلوس من أجل العمل لصالح المُقاومة الفلسطينية ومعروف حجم العمليات التي نفذتها ضد أهداف صهيونية أو غربية مرتبطة بها ،الملفات المخابراتية بين العقول الاستخباراتية الجزائرية والصهيونية والتي لم يتم الكشف عنهَا لحد ألان ولكن ما تسربَ من عَمليات يعكس حجم الأضرَار التي سببها الجزائريون لصهاينة استخباراتيًا وحتى عسكريًا ودبلوماسيًا وفي العديد من المجالات وفي مختلف البلدان ،فالإستراتيجية العسكرية والعقيدة القتالية الجزائرية والتي تعتبر العدو الصهيوني الإسرائيلي كيانا غاصبًا وعدوهَا إلى الأبد ووقوفها دوما إلى جانب حركات المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين التي تعادى هذا الكيان الغاصب والعمل ضد وجُوده السرطاني على أرض فلسطين التاريخية وكذلك إعلان الدولة الفلسطينية من فوق الأراضي الجزائرية سنة1988وهذا ما أثار الحنق والحقد الصهيوني على الجزائر ودفع المقبُور "إسحاق رابين" إلى القول: بأنَ من زرعوا الإرهاب فوق أرضنا سنزرع الإرهاب على أرضهم لتدخل البلاد في موجه دموية حصدت أراوح أكثر من 200الف جزائري وخسرت خزينة الدولة بسببهَا أكثر من 70مليار دُولار في أقل التقدير،وكذلك فإن الرفض الرسمي وحتى الشعبي الجزائري لتصنيف "حزب الله اللبناني" كمنظمة إرهابية في مجلس وزراء الخارجية ثم الداخلية في الجامعة العربية وعدم اعتراف الجزائر بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيًا لشعب السوري كما أرادت دولٌ غربية وعربية خليجية بالأسَاس.
وتقديمها الدعم اللوجستي والاستخبارى وحتى العسكري لجيش السوري واعتبار كل من يقاتل الدولة الشرعية هناك مجموعات إرهابية ودعوتهَا إلى تبنى الحل السلمي السياسي وحقن الدماء ورفضها لمشروع الصهيوني الأمريكي في الشرق الأوسط هذا ما جعل "مجلس الأمن القومي الصهيوني" الذي كان برئاسة "أيلان مزراحى" وبعد عدوان 2006وموقف الجزائر الداعم لمقاومة هناك إلى اعتبار الجزائر من ألد أعداء إسرائيل الذين يجعل أن تعمل تل أبيب على تطويقهم واستهدَافهم في المستقبل
وهذا ما أكد عليه "مؤتمر هرتز يليا لأمن القومي الصهيوني" العام الماضي إذ حلت في المرتبة الثالثة بعد حزب الله وإيران باعتبارهَا الدولة العربية الوحيدة ربما التي يقف فيها الشعب والحكومة لحمةً واحدةً ضدهَا ,كما أن التعاون الجزائري والإيراني وفي كافة المجالات والعلاقات التاريخية المُتميزة مع الحليف الروسي وتطوير أنظمة الصواريخ الجزائرية وتحول الجيش الجزائري إلى قوة عربية وعالمية كبرى إذ صنف كواحد من أقوى 20جيش في العالم حصب إحصاءات موقع جلوبال فاير المتخصص في الجيوش وتطورها والثاني بعد الهند من حيث قوات الاحتياط ونوعية التدريب ومنظومة التسليح المتطورة ومما زاد من الهلع الصهيوني هو قرب حصول الجزائر على 21طائرة من نوع سوخوى 34-35والتى تم تصنيع 600وحدة للجيش الروسي منها ومن المتوقع أن يَصل العدد إلى 40او 45منها بحلول 2035-2040وبالتالى سَتصبح الجزائر قوةً جويةً إقليميةً مهمة تكسر حاجز التوازن النوعي وتفوق الصهاينة على العرب جويا منذ 1967،كل هذه المعادلات الإقليمية والعسكرية وكذلك موقع الجزائر الجُيواستراتيجي جعل الجزائر. محل متابعة ورصد دائمين من دوائر الانتلجيسيَا العسكرية وحتى السياسيَة في دولة الصهاينة ،ففي تقرير لصحيفة يديعوت احرنوت سنة 2015حذرت فيه من تَنامي القدرات العسكرية لجيش الجزائري ودعت الجيش الإسرائيلي إلى القيام بعمليات خاطفة لتدمير القواعد الجويَّة الجزائرية وهذا أمرُ غير ممكن عمليًا .
لأنَ القواعد الجوية الجزائرية مُنتشرة على مساحات شاسعة كما أنَ امتلاك منظومات الصواريخ أس 400المضادة لطائرات ستصعب الأمر كثيرًا، وحتى لو كان الموساد مرتبط بحركات انفصالية جزائرية ويدعم الجماعات الإرهابية المحيطة بالجزائر ويرسم لها الخطط ويزودهَا بكل المعلومات الاستخباراتية التي تحتاجها والضغط الأمريكي من اجل إقامة قواعد جوية في الجزائر ستستعملهَا دولة الكيان الغاصب من اجل جمع اكبر عمليات استخباراتية وعسكرية على قدرات الجيش الجزائري ونوعية أسلحته ونظمهَا وتعداد الجنود وأماكن تخزين الأسلحة الإستراتيجية، وغيرها من الأمور التي يجب معرفتهَا قبل التدخل عسكريًا .في أي دولة ولكن يقظة وحنكة الدولة الجزائرية وكذلك القدرات الاستخباراتية الجبارة التي تمتلكهَا البلاد فضحت كل هذه المُخططات وجعلتها مكشوفة ولكن رغم كل هذا لا تزال تل أبيب ، تحاول عبثًا وبشتى الوسائل إحداث ربيع عبري أسوة ببلدان أخرى من اجل النفاذ إليهَا لتدميرها في العمق.
عميرة أيسر-كاتب جزائري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *