-->

المغرب على ابواب الثورة الشاملة ضد النظام الملكي


الحسيمة 03 نوفمبر2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـما يجري في المملكة المغربية من مظاهرات احتجاجاً على "فرم" مواطن مغربي بسيط معدم في شاحنة للنفايات، بعد مصادرة الشرطة لتجارته البسيطة من الأسماك، هو ثورة غضب شعبية غير مسبوقة، تعيد التذكير بمثيلاتها التي اندلعت في اكثر من بلد عربي في عام 2011، ولهذا تستحق هذه "الثورة" الدراسة والتأمل واستخلاص العبر، لان احتمالات انتشارها، مثل مثيلتها التونسية، واردة، إن لم تكن مؤكدة.
مليون إنسان تظاهروا في أكثر من عشرين مدينة مغربية، وبلغ طول صفوف المشاركين في جنازة الشاب الذي جرى إطلاق صفة الشهيد عليه أكثر من كيلومتر، وجرى رفع العلم الأمازيغي إلى جانب علم جمهورية الريف، التي تزعمها الأمير عبد الكريم الخطابي الذي قاد المقاومة ضد الاستعمار الإسباني، مما يعكس رمزية تستحق التوقف عندها.

سحق مواطن بسيط مطحون في بلد ضاقت فيه فرص العيش الكريم بالنسبة إلى الفقراء، وارتفعت نسبة البطالة في صفوف الشباب، جريمة سياسية إلى جانب كونها عملاً جنائياً، تعكس مدى الاستهتار بأرواح المواطنين، وتغول أجهزة الأمن في قمعهم.
الشعب المغربي الذي خرج بالآلاف في المظاهرات كان أكثر انضباطاً ومسؤولية من الشرطة نفسها في حضارته وحفظه على الأمن، وتجنب أي صدامات دموية، واحترامه للقانون، وتجنب أي اعمال للشغب، رغم حالة الاحتقان والغضب السائدة في صفوفه من جراء بشاعة تلك الجريمة.
ما يحتاجه المواطن المغربي، مثله مثل أي مواطن عربي آخر، هو العيش الكريم، والحرية، والعدالة لجميع المواطنين، والمساواة، ومحاربة للفساد والتفاوت الطبقي، وهي مطالب تعكس جوهر أي حكم رشيد ومبادئه ومسؤولياته.
ثورة غضب المغرب الإنسانية تستمر، ولكن المؤكد انها تقرع الجرس، وتحذر حكومات عربية أخرى، من مرحلة قادمة من الانتفاضات الشعبية ضد الظلم والفساد، وتغول الأجهزة الأمنية، وغياب العدالة الاجتماعية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *