-->

طويت الأوراق وبقيت المبادئ الإفريقية


طويت أوراق القمة الأفروعربية بمالابو عاصمة غينيا الإستوائية مسجلة في ثناياها بصمة عار جديدة تنضاف إلى تاريخ العرب أو معظمهم مؤكدة في الوقت ذاته بأنه لا فائدة من العرب المتعالون المتكبرون الذين لا هم لهم إلا تدمير مكاسب القارة السمراء، قناعة باتت راسخة في ذاكرة الأفارقة المشاركون بالقمة، مما دفع بهم إلى إلقاء المؤتمر الأفروعربي في نسخته الحالية إلى إشعار آخر وربما إلى أن ينضج العقل العربي ويرقى إلى مجالسة الأفارقة أصحاب المبادىء الثابتة والقناعات الدائمة.
إن الفشل الدبلوماسي الواضح في النشاطات السياسية لجامعة الدول العربية التي فرقت العرب قبل أن تنطلق بهم إلى وجهة مجهولة حتى باتوا يتباهون بأنفسهم ويناصرون الباطل بوقوفهم مع الإحتلال المغربي في قضية الصحراء الغربية التي أصبحت واضحة وضوح الشمس بشرعية كفاح شعبها الأبي.
ثم إن التاريخ الإفريقي يشهد بوقوفه الداعم للدول والشعوب العربية ونصرتها وحرصه التام على المبادىء التي يفتقدها العرب اليوم أومعظمهم وما موقف غالبية الدول الإفريقية الثابت من القضية الصحراوية اليوم إلا دليلا قاطعا على قوة هذه المباديء التي لا تحركها المصالح على إختلافها، ولا خلاف على أنإنسحاب المغرب والدول العربية الثمانية من هذه القمة يوسع الهوة بين إفريقيا المبادىء وعرب متغطرسون همهم التعالي والتفاخر بمتاع الدنيا وكأنه لا يزول.
مواقف صبيانية وهفوات لا تغتفر تلك التي يسجلها التاريخ يوميا عن العرب أو معظمهم، فكيف يمكننا أن ننسى التخاذل العربي تجاه القضية الفلسطينية العادلة، وهل من المعقول أن ينسى السيد موغابي رئيس زمبابوي ومعه الأفارقة تلك اللحظة التي تكبر فيها عليه الملك المغربي الصبياني وهو يصافحه على هامش قمة المناخ الأخيرة لحظة لوثت الأرض بسوء أخلاق المستضيف وزادت الطين بلة كونها تنضاف إلى أخطاء الدبلوماسية العربية التي لا تحصى ولا تعد والتي آخرها الإنسحاب المخزي في القمة الأفروعربية الأخيرة، قمة أبت إلا أن تضع النقاط على الحروف قبل أن تجعل دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب في عزلة لا تشترى فيها المبادىء ولا تساوم
الهادفة إلى زعزعة الإستقرار الإفريقي واضحة للعيان في وقت تنتظر فيه الشعوب العربية أنظمة في مستوى التطلعات الحالية، أنظمة تميز بين المباديء الأصيلة وفظائح التاريخ التي لاترحم.
محسن أبا بداتي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *