-->

إلى روح الشهيد الجندي بنه اباهه في عليائها.


بقلم الاعلامي : بنة امحمد شداد.
قال خالد بن الوليد سيف الله المسلول وهو يفارق حياة الدنيا:(شهدت مائة زحف او زهائها،وما في جسمي موضع شبر الا و فيه ضربة او طعنة او رمية.
ثم ها انا ذا اموت على فراشي كما يموت البعير.)
فلا نامت أعين الجبناء.
خالد ابن الوليد قاهر الجبابرة و الظاهرة التاريخية الفريدة تعيد نفسها في شخص الشهيد بنه اباهه وان اختلفت الأزمنة عدتها و عتادها الجسد الذي لم يسلم منه موضع شبر الا و اخترقته رصاصة او شظية،و بعد حرب ضروس مع المرض استسلم لها الرجل الذي قهر أعدائه في أعتى الحروب التي شهدها العصر الحديث، رحل عنا البارحة و من تحت خيمته القائد الجندي الشهيد بنه سيد احمد اباهه.
رغم تسابق العَبَرات في منحدر الغياب الكبير ورغم تدافع الدموع في ضباب الكلمات الهائمة أسىً ولوعة.
كان الظن ان الرجال أصحاب الهمم العالية لا يرحلون هكذا بسهولة حتى جائني النبأ الفاجعة.. بغياب الرجل الشجاع و المحارب الفذ والقائد الذي اثر الصمت طيلة حياته وذاك فعل خص الله به صفوة خلقه،انه القائد العسكري الذي فضل أن يظل جنديا عاديا بين رفاقه بنة سيداحمد اباهة.
لك شهدت ساحات النزال بالقوة والشجاعة والشراسة فقدت و دربت وخططت و هاجمت فانتصرت قائدا مثاليا.
قاتلت كالليث الجسور ولم تكن جبانا تخفى والمخبا باطل وما كل من حمل السلاح مجاهدا مثلك يا بنة وما كل من ينوي النزال منازل.
سيشهد التاريخ للقائد الشجاع والمحارب الشرس بنة اباهة انه افنى عمره صادقا مخلصا وفيا لعهد رفاقه الشهداء ولم تستهوه ملذات الدنيا،بل رحل نظيف اليدين والقلب معا.
نأى بنفسه عن كل فعل قد يشوش على مسار الوحدة الوطنية رغم الأخطاء التي ارتكبها مسؤولون في الثورة وما مرت به الأخيرة من نكسات فاختار الرجل انبل المواقف ….ذاك المحفوف بالدماء و الاشلاء انه الجهاد في سبيل الله والوطن فلولاك ولولا امثالك من الرجال لما ذقنا طعما للعزة والانتصار.
لقد تركت برحيلك “القائد بنة اباهة” ذكرى غالية لكل من عرفك أو سمع عن مناقبك، واستحققت الثناء من الجميع دون استثناء، فقد كنت من الرجال المخلصين الفاضلين الساعين لتجسيد حلم بناء الدولة الصحراوية، انك رحمك الله من الرجال القلائل الذين تركو حزناً كبيراً أبدياً في قلوب محبيهم، لفقدانك، فأنت رجل نقي تقي وفي لمبادئ ثورتك قل ان يجود الزمان بأمثالك.
والله ما عرفك الصحراويون الا رجلاً متواضعاً سامي الأخلاق بارا عابدا.
فالى جنات الخلد أيها المجاهد العظيم. فانك وان رحلت من دار الفناء الى دار البقاء، فان ذكراك العطرة ستبقى راسخة في قلوب كل الصحراويين، وانك ستجد تضحياتك ووفائك واخلاصك لقضيتك ووطنك في ميزان حسناتك باذن الله تعالى.
سنفتقد شهامتك، انسانيتك، كرمك وصورتك المشرقة الراسخة في ذاكرتنا..
نم قرير العين وباسط اليدين فتضحياتك خير دليل على اخلاصك ووفائك.
نم قرير العين يا صاحب المواقف النبيلة فخصالك الكريمة لا يمكن ان تعد أو تحصى ولا يمكن ان يكتبها قلم، فقد كنت قيمةً عظيمةً أضاءت أيام العتمة الشديدة عن كثيرين.. وسوف تظل تعكس ضياءها طول العمر..
نم قرير العين فلقد تركت ورائك جيلا نهل من شجاعتك واستمد من تضحياتك الكثير، وكما يقولون لا تموت ذكرى رجل خلف وراءه أبطالا عظاما نهلوا من الشجاعة وتزينوا بعظيم التضحيات من مدرسة الشهيد بنة اباهة وهم لن يتوانوا عن اكمال مسيرتك والتحلي بخصالك.
فهل سيتواضع الرفاق بعدك و يوقعون باسم الجندي مهما علت المراتب وتلالات النياشين.
وعهدا سنمضي كما قد مضيت وعن نهجهم لا لن نحيد.
تقدم لم يثنه حب دنيا ولا حب مال وعيش زهيد.
رحمك الله رحمة الابرار يا رفيق والدي. ……..فعيناي سال دمعهما وحق لهما أن تبكياك…
انا لله وانا اليه راجعون.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *