-->

لماذا هاجمت السعودية لبوليساريو في هذا التوقيت ؟


بقلم : مبــارك الفهيمي
تناولت وسائل الإعلام الجزائرية و الصحراوية ومواقع إليكترونية مغربية التصريح الأخير للسفير السعودي بالجزائر “سامي بن عبد الله الصالح” , الذي صرح من داخل الجزائر الشقيقة أن " جبهة البوليساريو تندرج في خانة التنظيمات الإرهابية، التي تزعزع استقرار امن بلدان شمال إفريقيا. " ــ حسب ما جاء في وسائل الإعلام ــ . والأكيد أنه تصريح ليس بالجديد أوالغريب عن السياسيين و الأمراء في الممالك الخليجية , التي دائما ما تعادي جميع حركات التحرر و الجمهوريات ذات المواقف التقدمية , ولكن التساؤل العريض هو لماذا اختارت السعودية هذا التوقيت بالضبط للإدلاء بهذا التصريح ؟ ولماذا من داخل الجزائر ؟ .
لن أطيل كثيرا في هذا المقال لأقول أن الجميع لا يجهل الوضع السياسي داخل المشرق العربي ومواقف الدول من مجموعة قضايا متعلقة بالشرق الأوسط خصوصا في الساحة السورية و الحرب على اليمن , كما لا يجهل أحد الحرب الطائفية أو ما أسميها " القطبية الدينية " بين المعسكر السني بقيادة السعودية و المعسكر الشيعي بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية , كل هذه الحروب و التوجهات السياسية و المعتقدات الطائفية تجعل الساحة السياسية تبني تحالفاتها على المواقف من قضايا المشرق العربي . فالجزائر مواقفها واضحة من الحرب في سوريا و العدوان على اليمن وهي ضد أي تدخل خارجي في البلدان العربية , وترفض تصنيف حزب الله الموالي لإيران في قائمة المنظمات الإرهابية , وهي نفس المواقف التي تتبناها القوى الأخرى سواء الفلسطينية أو الصحراوية واللبنانية.
بتالي السعودية وجدت نفسها في مواجهة قوى لا يستهان بقوتها دوليا وإقليميا بعد انكشاف مجموعة خطابات مزيفة خصوصا ما يعرف ب " الربيع العربي ", مع العلم أن هذه القوى بقيادة الجزائر تقف في وجه المخططات السعودية سواء في الجامعة العربية وترفض الإنخراط في حروب خارج حدودها في اليمن و سوريا , وهو الوضع الذي لا تنظر له المملكة السعودية بعين الرضا , مما دفعها لتهجم على الجزائر من التحت الطاولة عبر دعم بطريقة غير مباشرة الجامعات الإسلامية التي تنشط على الحدود الجزائرية مع جيرانها ,ومحاولة خلق توتر مع جيرانها في فترة من الفترات مع موريتانيا أو استفزاز لبوليساريو بهذه التصريحات الأخيرة للسفير السعودي بالجزائر و الدفع بمجموعة مستثمرين للقيام بأنشطة غير قانونية فوق التراب الصحراوي المتنازع عليه , أو خلق مشاكل داخل البيت المقاوم الفلسطيني خصوصا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المساندة للحكومة السورية .
ولكن ما تقوم به السعودية من مناورات وتصريحات مغالطة في الأشهر الأخيرة له ثلاث أسباب وتفسيرات رئيسية أولها المواقف المعارضة لسياستها في المشرق العربي من طرف قوى المقاومة , هذه الأخيرة التي تتقاطع مع الجزائر في الكثير من المواقف إن لم نقل أغلبها , وثاني الأسباب ظهور بوادر الحل السياسي للملف السوري الذي فرض بالقوة الميدانية و الموقف السياسي من طرف الحكومة الرسمية السورية المقربة من الجزائر وروسيا , وثالث الأسباب له علاقة بالوضع في اليمن وفشل السعودية والدول المتحالفة معها خصوصا المملكة المغربية في حسم المعركة ضد الحوثي المدعوم من قوى إقليمية أبرزها إيران , ووصول الحرب للداخل السعودية كما وعد بذلك مسؤولين أمنين إيرانيين في وقت سابق .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *