-->

هل تعيد الگرگرات مسار المفاوضات؟


إن منطقة الگرگرات بالاراضي الصحراوية المحررة، بحكم أهميتها الحيوية كشريان إقتصادي نحوى إفريقيا مرورا بموريتانيا، وسيطرة قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي عليها، من خلال نقاط التفتيش الميدانية والتي تعزز بدورها سيطرة الدولة الصحراوية على سيادتها الوطنية بالجزء المحرر من الصحراء الغربية، كما أن الإجراء الأخير للدرك الوطني الصحراوي والذي يمنع كافة الآليات التي تحمل أي شكل يرمز للإحتلال المغربي في الصحراء الغربية من المرور، بل ويفرض عليها العودة من حيث جاءت، كلها معطيات تذهب بنا لطرح السؤال التالي: هل تعيد أزمة الگرگرات مسار المفاوضات؟؟

في البداية لا أن نشير إلى أن منطقة الگرگرات حاليا تعد، نقطة ساخنة وقابلة للإشتعال في أية لحظة، وذلك لأسباب عديدة، نذكر منها:
الإختراق المغربي لوقف إطلاق النار، بإخراجه لقواته لتعبيد الطريق نحوى موريتانيا، يوم 11 غشت.
*دفع جبهة البوليساريو بقوتها العسكرية، نحوى المنطقة لكبح تقدم قوات الإحتلال المغربي في المنطقة.
*زيارة رئيس الجمهورية والأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي رفقة مجموعة من عناصر الجيش الوطني الصحراوي إلى منطقة لگويرة.
* توتر العلاقات المغربية_الموريتانية، وتبعاتها على المنطقة.
* التواجد الدائم لقوات الدرك الوطني الصحراوي بمنطقة الگرگرات.
* آثار قرار المحكمة الأوروبية على علاقات الإحتلال المغربي بالإتحاد الأوروبي من جهة وعلى الإقتصاد المغربي من جهة أخرى.
* حاجة الإحتلال المغربي لسوق بديلة عن الإتحاد الأوروبي، لتصدير ما ينهبه من ثروات الشعب الصحراوي.
* الإجراء الأخير، لقيادة الدرك الوطني الصحراوي بالگرگرات، وقوة تأثيره، مما دفع بالملك المغربي إلى الإستغاثة بالأمم المتحدة.
* تراجع قوات الإحتلال المغربي بأمتار خلف جدار الذل والعار.
كلها مؤشرات، من شأنها أن تعيد المغرب إلى رشده، والمفاوضات المتعثرة منذ خمسة سنوات إلى مسارها من جديد، ولو أن المفاوضات بإختلاف مضامينها لن تأت بالحل لوحدها، هذا من جهة أما من جهة أخرى، فإن أي تقاعس أو إهمال من الأمم المتحدة لما يحدث بمنطقة الگرگرات الصحراوية المحررة، سيؤدي إلى بداية حرب جديدة ، باتت بوادرها واضحة المعالم، بسبب التصعيد العسكري المتواصل لقوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقوات الإحتلال المغربي.
خلاصة القول، أن منطقة الگرگرات اليوم، باتت نقطة مفصلية بين أحلام الإحتلال المغربي التوسعي، وواقع لا يقبل القسمة على نصفين، فتواجد القوات العسكرية الصحراوية، والإجراء الأخير بالمنطقة، بوادر تجسد سيادة البوليساريو على التراب الوطني الصحراوي.
بقلم: محسن أبا بداتي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *