-->

الحرب النفسية :المخدرات وإستهداف الانتفاضة


جرب الإحتلال كل الطرق التي يرجو من ورائها ان يصمت صوت الانتفاضة ويكسر شوكتها وينهي كابوس وجودها الذي سكن أحلامه بل وتحول إلى حلم يقظة يزعج أطماعه التوسعية في أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب ويعجل برحيله إلى غير عودة ،ومن هذه الوسائل الخبيثة المخدرات التي وجد الإحتلال أنها قد توقف زحف الإنتفاضة ونجاحها في كسر التعتيم الإعلامي ونزع حاجز الخوف في قلوب الصحراويين وتحديهم له جهارا نهارا بالشعارات المطالبة بحرية وطنهم وإستقلاله ورفعهم لعلمهم الوطني كتكريس لرفضهم القاطع لوجوده فوق أرضهم التي اغتصبها ظلما وعدوانا ، فبدأ بترصد حركات وسكنات نشطاء الإنتفاضة ومراقبة منازلهم وسلوكياتهم اليومية وحياتهم العامة وإرسال من يغريهم لإرتياد الأماكن المشبوهة (مقاهي القمار ،منازل الكراء المشبوهة) وغيرها من الأماكن التي تؤثر بشكل سلبي على ناشط الإنتفاضة وتشوه سمعته وتقوده للوقوع في فخاخ العدو الذي يريد عزله عن بقية رفاقه والإستفراد به ليتحول إلى مدمن يخاف الظهور في ساحة الانتفاضة خوفا من سياط المجتمع ، ومن المحاضر التي وقعها نتيجة الضغط النفسي عليه عندما يتم ضبطه متلبسا بسلوك مشين من طرف شرطة الاحتلال التي كانت السبب الاول في حالته من خلال تخطيطها الآثم والمجرم للنيل من نشطاء الإنتفاضة ، ناهيك عن استعمال كل هذا للضغط على العائلة وتهديدها من أجل ثني أبنائها عن المشاركة في فعل الإنتفاضة ، هذا الإستهداف شمل الذكور والإناث ومن مختلف الأعمار والمستويات التعليمية (تلاميذ ،طلبة ،معطلين ) ومما يزيد من معاناة المستهدفين هو عدم قدرتهم على البوح بمشاكلهم او سقوطهم في المستنقع نتيجة الخوف من ردة فعل المجتمع المحكوم بسلطة الطابوهات والخطوط الحمراء وهذا ماسهل استمرار إستهدافهم على سلطات الإحتلال ،ولمواجهة هذه الخطة الخبيثة لجأ المناضلون في المناطق المحتلة وجنوب المغرب إلى أبجديات التنظيم السياسي التي وضعت الإحتمالات المناسبة لكل الأوقات والظروف فكان لابد من اللجوء إلى الإنتشال لإخراج من استطاعوا إخراجه من مستنقع المخدرات ونجحت هذه الخطوة في إنقاذ الكثيرين ممن كانوا يبحثون عمن يساندهم ويساعدهم في تجاوز محنتهم والعودة إلى سابق عهدهم بل إنهم قرروا أن تعمم تجربتهم من خلال لقاءات تواصلية مع غيرهم من الشباب المهدد بخطط المحتل الخبيثة ونصائح لتجنب الوقوع في هذا المستنقع وكذا توخي الحذر من أولئك الذين يساعدون الاحتلال عن طريق ترويج المخدرات بغية الإغتناء السريع ولو على حساب معاناة عائلات وشباب يتجرعون ألم المعاناة التي يسببها انتشار هذه الآفة الخبيثة .

تعددت أساليب وخطط الإحتلال المعروفة والسرية في إطار الحرب النفسية وذلك بزرع الآفات الإجتماعية واخرى اقتصادية
في أوساط المجتمع للتأثير على عطاء أبنائه وخدمتهم لقضيتهم الوطنية وهو ماسنتطرق إليه في مقالات لاحقة نحلل فيها دسائس الاحتلال ونسلط الضوء على مناهجه وأساليبه التي يتبعها في حربه على الصحراويين .
المصدر: موقع وزارة الارض المحتلة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *