-->

هل انتصر عباس على ترامب في صفقة القرن؟


يرى محللون سياسيون ان التأجيل المتكرر لصفقة القرن، يعني أنها لم تعد تلقى قبولا ورواجا في الإقليم، بينما حمل إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس انتهاء صفقة القرن ملامح النصر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ديفيد فريدمان، إن الإدارة الأمريكية قررت تأجيل نشر تفاصيل “صفقة القرن”، لعدة أشهر إلى ما بعد انتخابات الكنيست وتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل.
وأشار فريدمان، الى أن تفاصيل صفقة القرن التي عملت على تحضيرها إدارة ترامب، لتسوية الصراع في الشرق الأوسط، لن يتم نشرها والكشف عن مضامينها خلال الأشهر المقبلة، حيث كان من المقرر الإعلان عنها والكشف عن مضامينها خلال شهر نيسان/أبريل المقبل.
وقال الرئيس عباس خلال لقاءه مع صحافيين مصريين، ان صفقة القرن “خلصت” أي انتهت. ويعتقد بعض المحللين السياسيين “انه لن يكون هناك متسع لفرض ما تبقى من صفقة القرن بسسب الانتخابات الإسرائيلية، والأمريكية، والرفض الفلسطيني العربي”.
من جهته، قال المحلل السياسي، الدكتور عبد المجيد سويلم، لـ”القدس العربي”، ان التأجيل المتكرر لطرح الصفقة سببه فشل الإدارة الأمريكية بالضغط على الفلسطينيين بالتماشي معها، والذي يعني ان الفلسطينيين استطاعوا منع انحدار الدول العربية مع الصفقة التي لا تتماشى مع الحقوق الفلسطينية. واضاف “بدون موقف فلسطيني وعربي لن يكون هناك تقدما بطرحها”.
واشار الى أن التعبير الأدق لما يجري من تأجيل للصفقة بأنها فشلت بالفعل، كما اعلن عباس قبل أيام. لافتا الى ان الاعلان عن هذا الفشل ليس سهلا على الادارة الامريكية الذين يبحثون عن أعذار للتأجيل كما قيل هذه المرة بسبب الانتخابات الاسرائيلية المقبلة. ويرى سويلم ان حديث الرئيس “عباس” بأن صفقة القرن “خلصت”، كان حديث المنتصرين.
ورفض الفلسطينيون المشاركة في صفقة القرن منذ ديسمبر/كانون الأول 2017 حين قرر الرئيس ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ثم نقل السفارة الأمريكية إليها في مايو/أيار 2018.
من جهته، قال المحلل السياسي، عماد غياظة، في حديث مع “القدس العربي” ان صفقة القرن لن يكتمل فرضها عقب إخراج القدس عن طاولة المفاوضات”. مرجع ذلك الى قضايا داخلية امريكية، والى الانتخابات الاسرائيلية المبكرة. “لكن الواقع الذي فرض بأن القدس عاصمة لإسرائيل سيستمر مع قدوم أي رئيس أمريكي جديد”. وأضاف “الانتخابات الإسرائيلية ستجرى في نيسان المقبل وبحاجة الى شهر اغسطس المقبل على اقل تقدير لتبدء الحكومة الجديدة ممارسة أعمالها، بالمقابل ستكون الولايات المتحدة قد بدأت التحضير للانتخابات الرئاسية، لذلك لن يكون هناك متسع لطرح ما تبقى من صفقة القرن خاصة اذا ما فشل “ترامب” بالانتخابات المقبلة”.
واشار الى ان الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة ساهم في تعطيلها، وتعطيل اي انحدار عربي نحو ما كانت تنوي طرحة الادارة الامريكية، حيث لا يستطيع العرب قبول ما لا يقبله الفلسطينيون بالرغم من ظهور أصوات هنا وهناك من حلفاء الولايات المتحدة كانت تنادي بالتجاوب مع المساع الامريكية.
وفي السياق، قال المحلل السياسي، الدكتور ايمن يوسف، في حديث مع “القدس العربي” ان إعلان الرئيس ان صفقة القرن انتهت، جاءت بعد تطمينات مصرية وسعودية وأردنية، مفادها ان صفقة القرن لا يمكن ان تتم دون موافقة الفلسطينيين، وان الإطار الإقليمي لهذه الصفقة الذي تقوده مصر والسعودية والأردن لا يكفي من اجل تنفيذها بدون موافقة فلسطينية. وأضاف حديث الرئيس عباس حول انتهاء الصفقة، جاء ليعبر عن درجة الصلابة والرفض الفلسطيني لمثل هذه الصفقات بالرغم انها لن تعلن بشكل رسمي.
وأشار الى ان الرئيس كان في وضع هجومي، يحاول ان يظهر للأصدقاء والأعداء معا ان القيادة لديها العديد من الخيارات والبدائل الاستراتيجية، وان الجانب الامريكي والاسرائيلي لا يمكن ان ينفذ استراتجيته ورؤيته بالمنطقة دون موافقة الفلسطينيين.
بينما، قال الخبير بالشؤون الأمريكية الدكتور منذر الدجاني، في حديث مع “القدس العربي”، “انه من السابق لأوانه الحديث ان الصفقة فشلت، وهي لم تطرح بعد ولم يطلع عليها أحد”، مضيفا يتطلب طرحها موافقة المجتمع الدولي والدول الاقليمية، لذلك تعمل الادارة الامريكية الآن على اطلاع رؤساء هذه الدول وتعديلها لتكون اكثر قبولا، وتنتظر الفرصة والتوقيت الملائم لطرحها.
المصدر: القدس العربي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *