-->

مصر: تظاهرات مناهضة للمجلس العسكري بميدان التحرير

القاهرة (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) تجمع الآلاف بشكل سلمي في ميدان التحرير في وسط القاهرة للتنديد بالمجلس العسكري الحاكم في مصر بعد الصور التي أظهرت جنوداً وهم يعتدون على متظاهرات خلال مواجهات دامية أثارت انتقادات دولية شديدة.
في المقابل نظم المؤيدون للمجلس العسكري، تظاهرة مضادة في العباسية على مسافة كيلومترات من ميدان التحرير.
وقد أثارت الاشتباكات بين المتظاهرين والجنود انقساماً في مصر بعد أن أدت الى مقتل 60 شخصاً على الأقل خلال الشهرين الماضيين وألقت بظلالها على أول انتخابات تشهدها البلاد منذ سقوط مبارك.
وردد المتظاهرون في جمعة "رد الشرف" هتافات معادية للمشير حسين طنطاوي، واصفين الاعتداء على الفتيات في مصر بأنه "خط أحمر".
ودعا الشيخ هشام عطية الذي أم صلاة الجمعة في الميدان الى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق لتحديد المسؤولين عن قتل المتظاهرين ومحاكمتهم.
وصعدت تلك الاشتباكات الضغوط على المجلس العسكري مع إدانة الليبراليين والإسلاميين، لطريقة عمل المجلس العسكري في الفترة الانتقالية.
وقال أحد المحتجين ويدعى محمد فرج إن "المجلس العسكري امتداد للنظام القديم، له نفس العقلية ويتبع نفس الأساليب".
وينفي المجلس العسكري أن يكون قد أمر باستخدام القوة ضد المتظاهرين، وأعرب عن أسفه لوقوع أي "تجاوزات" بعد ظهور العديد من الفيديوات والصور المثيرة للصدمة التي أظهرت وحشية ضد المتظاهرين، بالأخص تعرض نساء لإهانات وضرب.
وقالت منى أحمد "إن كانوا يعتقدون أن ضرب النساء سيسكت المحتجين فهم واهمون".
وكانت فيديوات عديدة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي أظهرت جنوداً يضربون فتيات بوحشية بالعصي ويسحلونهن.
ومن بين الصور التي أثارت انتقادات واسعة صور الجنود وهم يضربون محتجة بالعصي ويعرونها من ملابسها وينهالون عليها ركلاً في الصدر والبطن.
وأثارت الصور غضباً شديداً حيث خرجت آلاف النساء في ميدان التحرير الثلاثاء احتجاجاً على المجلس العسكري.
ودعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المجلس إلى كفالة حق التظاهر السلمي، وقال فيليب لوثر المدير المؤقت للعفو الدولية للشرق الأوسط وشمال افريقيا "لا ينبغي أبداً أن تتكرر المشاهد العنيفة بشكل صادم التي رأيناها خلال الأيام الأخيرة". أضاف "على السلطات العسكرية المصرية أن تكفل للمتظاهرين ممارسة حقهم في التعبير السلمي، من دون خوف من الاعتداء. إن السلطات مسؤولة عن سلامة المحتجين".
كما أعربت الهيئة المعنية بالمرأة في الأمم المتحدة الخميس عن "قلقها البالغ" إزاء التعديات التي تعرضت لها النساء، بينما وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ذلك بالعار.
وفي تلك الأثناء تجمع الآلاف في العباسية وهم يحملون لافتات ضخمة رفعوا عليها صور ضباط المجلس.
كما لوحوا بأعلام مصرية مطالبين بسقوط "التحرير" ومرددين "الجيش والشعب يد واحدة".
وتأتي الاحتجاجات بينما انتهت اول من أمس جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب.
ويتصدر أكبر حزبين إسلاميين في البلاد، وهما العدالة والحرية والنور، تلك المرحلة وكذلك المرحلة الأولى.
ورفضت جماعة الاخوان المسلمين، التي يتصدر حزبها "الحرية والعدالة" نتائج الانتخابات، المشاركة في تظاهرة الامس.
وتعهد المجلس العسكري بالتحرك ضد المسؤولين عن العنف، غير أنه حذر أيضاً من المشاركة في احتجاجات قال إنها تهدف للانقلاب على الدولة، ورفض المطالب بإجراء الانتخابات الرئاسية قبل الموعد المفترض أن تجري فيه في منتصف 2012.
(أ ف ب)

Contact Form

Name

Email *

Message *