مشاركة موقع "البواه" في اليوم الدراسي الذي تنظمه لاماب المستقلة بمناسبة ذكرى تأسيسها
الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) عند ما يسود الظلم ضعاف العالم ..عندما
يخيم الصمت على ابشع الجرائم .. عندما يعم بحر فرعون رمال الضعفاء فلن يكون هناك
من بصيص امل الا في هبوب رياح التغيير عبر المنافذ الضيقة طبعا و من خلال
المغامرات غبر المحسوبة العواقب ما دام في ذالك كفاح ضد القهر فلا بد ايضا ان تكون
هناك تضحية من اجل الحياة.
من اجل الكرامة قد يقضي الانسان نصف عمره
صامدا و قد يعيش كريما لايام او لساعات فقط قبل موته، و قد يضخي من اجل ان يعيش
الاخرين سعداء كرماء، و تلك قصص حصلت ما يزال التاريخ يصفع بها الجبناء و سفاحي
الدماء.
حديثنا لن يطول عن التضحية و الكفاح ما دام
مربط فرسنا في الكلام عن دور الاعلام الاكتروني في نصرة القضايا العادلة كونه
عنوان اليوم الدراسي الذي تنظمه وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة عشية
احتفالها باطفاء شمعتها الثانية و بالمناسبة تتقدم اسرة البواه باجمل التهاني و
احر التبريكات لطاقم الوكالة على ما حققته من نتائج ايجابية لفائدة الشعوب العربية
المستضعفة خلال ثورات الربيع العربي و حتى في زمن الحرية.
الاعلام وسيلة خفيفة في شكلها و حجمها
لكنها ثقيلة في قيمتها .. لسان حاد عند الضرورة و قلب ادفى من حضن الام في مواضع
اخرى .. يحي و يميت .. يرد الجميل قبيحا و يقبح الجمال .. يحول الحدث الصغير الى
قيامة تسيير الجبال و تقزم الاحداث الكبيرة تقدس المصالح الى درجة الانتحار و
السقوط في الرظيلة ذلك هو واقع اعلام اليوم ؟
اما الذي نحن اليوم في صدد الخوض فيه فهو
اعلام من نوع اخر بطعم نحلم جميعا ان نتذوقه، بصدقه و شفافيته و واقعيته و عدالته
في نقل الاحداث حلوها و مرها دون ترجيح كفف المصالح الشخصية او السياسية او
الاقتصادية لجانب عن اخر.
نحلم اليوم و قد تحقق نسبيا ذلك الامل الذي
طال ان تغرق الشبكة العنكبوتية بفسيفساء المواقع الالكترونية المتحررة من عقدة
التباعية المقدسة لرؤوس الاموال و صانعي القرار و الاحزاب المتحجرة و الحكومات
البائدة، لنفتح المجال واسحا امام الشعوب لتتنفس الصعداء من جديد.
فالاعلام الالكتروني المستقل استطاع ان
ينقل الثورة المصرية من حالة فوضى داخلية كما وصفها الاعلام الرسمي الى ثورة شعب
يناشد الانعتاق و بنفس الارادة ما زالت المواقع الالكترونية السورية توافي العالم
الاخر بالكثير من الصور الحية عن واقع
الثورة في حلب و ادلب و دمش و اللاذقية الى غيرهم من المدن و المخيمات السورية، و
نفس الشيء بالنسبة للثورة التونسية و الليبية.
و بنفس الخطى تسير انتفاضة الاستقلال في
الصحراء الغربية من خلال ابطال و بطلات ثورة اكديم ايزيك عبر مواقع شبكات التواصل
الاجتماعي و المواقع الالكترونية التي تزودنا يوميا بالقصاصات و الاخبار التي لو
لاها لبقيت حبيسة نفسها تموت عند ابواب اذاعة الرحيبة و التلفزيون المغربي .
لهذا على القائمين بهذه المواقع ان يصبروا
كثيرا و ان يضحوا كثيرا و ان يكافحوا من اجل المباديء الثورية و خطوط التحرير
المتحررة من قوانين و مباديء الصحافة العالمية .. نقول هذا لاننا نتكلم عن اعلام
يقوده رجال و نساء لا يفهمون شيئا في مباديء
الصحافة و انما دفعتهم دوافع كامنة في نفوسهم الى امتشاق القلم الالكتروني
في سبيل مساندة الغير و تحرير الاخر من العبودية و الاحتلال و الاستبداد الذي أصبح
اليوم نقطة سواء على جبين الانسانية.
و في عيدها الثاني نشهد مع الشاهدين ان وكالة المغرب العربي
للأنباء المستقلة كانت من كبريات المواقع الالكترونية التي واكبت ثورات الربيع
العربي من المحيط إلى الخليج، فكانت الشاهد الأول على بدايات الثورات .. تألمت ..
بكت .. ساندت و فرحت عند انتصارهم، نتمنى في النهاية ان تكون شاهدة على ما تبقى من
ثورات القرن الحادي و العشرين بنفس العزيمة و الوتيرة التي أرادها لها الساهرين
على خدمتها من محررين و صحفيين و كتاب جزآهم الله عنا خير الجزاء.
تقبلوا تحيات أسرة البواه