لن يصبح الصحراويون نصارى
كتب الاستاذ الفاضل قدور قرناش، عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين
الجزائريين مقالا حمل عنوان"حتى لا يصبح الصحراويون نصارى؟ !" وهو موضوع ربما عكس وجهة نظر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عن الزيارة التي قادتهم الى مخيمات اللاجئيين الصحراويين، مثمنا الالتفاتة الكريمة لاعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على اخوانهم الصحراويين وإن جاءت متأخرة إلا انها تحوي في طياتها معاني الوفاء والاخاء والقيم الانسانية النبيلة.
وبعد قراءة متمعنة لمضمون المقال ارتأيت ان اضع بعض النقاط على حروف متنافرة في مقال الكاتب حتى اطمئنه بان الشعب الصحراوي لن يتحول الى النصرانية اوغيرها من الديانات عدا الاسلام، لانه خلال فترة الاستعمار الاسباني للصحراء الغربية 1883 ـ1976 لم يتحول اي من الصحراويين عن دينه بالرغم من انتشار الفقر والامراض وسياسة التجهيل التي رافقت الحقبة الاستعمارية التي جاءت في سياق التكالب الاستعماري الصليبي على العالم الاسلامي.
غير ان المقاومة الصحراوية التي خرجت من عباءة الشعب رفعت لواء الجهاد بزعامة الفقيد سيد ابراهيم بصيري وتمكنت من نشر الوعي الوطني والديني داخل المجتمع الصحراوي، وهو ما تجسد في انتفاضة الزملة التاريخية 1970 المطالبة بجلاء الاستعمار الاسباني.
وبعد خروج الاستعمار الاسباني وبداية الاجتياح المغربي العسكري للصحراء الغربية اصيب الشعب الصحراوي بالصدمة وخيبة امل من جار بدل من ان يقدم الدعم ويكون سند لشعب خرج لتوه من وطأة الاستعمار الاجنبي، يتحول فجأة الى عدو غادر لا يراعي ضعف الصحراويين وقلتهم ويتسبب في قتل وتشريد الالاف من الصحراويين في حرب ابادة جماعية لا تزال مقابرها الجماعية اكبر شاهد، وجرحها مفتوح يدفع الاطفال والنساء فاتورته الباهظة.
خلال هذه الحرب المريرة عانى الصحراويون شتى الوان البؤس والحرمان مع تقاعس الامة الاسلامية عن واجب النصرة والحيلولة دون سقوط مزيد من الابرياء الصحراويين الذين قتلوا بدم بارد.
هذه الوضعية الكارثية فتحت المجال امام تدخل الدعم الانساني الغربي لاغاثة المنكوبين الصحراويين، وكان لتلك المنظمات دورا أخلاقيا وإنسانيا لا يمكن للشعب الصحراوي ان ينساه، او يتنكر للجميل الذي قدم له وهو في امس الحاجة اليه، لأنالصحراويين لم يجدوا من اخوان "الدين" و"العروبة" من يؤويهم ويقف إلى جانبهم وهم في احلك الظروف .
فقدمت الخيم والمساكن والادوية والمواد الغذائية، وشيدت المخيمات والمدارس والمستشفيات كلها باموال وجهد غربي خالص والامة الاسلامية منشغلة بجراحها وصراعاتها المذهبية والسياسية ....
وفي الوقت الذي تنشط منظمات الاغاثة الاسلامية ـ وهي اذرع انسانية في خدمة اجندة سياسية في اغلبها ـ في شتى انحال العالم وتتوغل في ادغال افريقيا للبحث عن الفقراء تتجاهل في نفس الوقت واقع شعب يقتات الى فتات المساعدات الغربية، وبالرغم من هذا الدعم الكبير وفي شتى المجالات لم يقبل الشعب الصحراوي يوما ربط الدعم الانساني بمساومات على الدين والعرض والشرف، بل شيد المساجد رغم العوز والفقر وظروف اللجوء وشيدت المدارس القرآنية باموال اللاجئيين.
في وقت يشيد امراء الخليج ـ الاوصياء على الدين ـ قصور الفجور في شتى انحاء العالم وتبذر أموال الأمة الإسلامية على توافه وقشور الأمور.
ومن العيب والعار ان تتجاهل الدول الاسلامية حقوق الصحراويين، وان يحضر الصليب ويتوارى الهلال، ويحرم الشعب الصحراوي الدعم والمؤازرة حتى يصل الامر ببعض الدول "الاسلامية" درجة حرمانهم من ممارسة شعيرة من اركان الاسلام وهي الحج حيث ظل الباب موصدا في وجه الصحراويين حتى العام 2005 وهي السنة التي امت فيها اول بعثة صحراوية البقاع المقدسة لاداء مناسك الحج.
فاين اخوان الدين الذين يخشون على مصير عضو مريض لم تتداعى لمه امة المليار وتركته يواجه مصيره بنفسه، تعلم ابناؤه القراءة والكتابة بوسائل منحتها لهم منظمات غربية توصف ب"الصليبية"، ويعالج أبناؤه في مستشفيات تم تجهيزها هي الاخرى بدعم غربي خالص
بعد اربعين سنة من الحرب المريرة نرى الشعب الصحراوي اليوم اكثر تمسكا بدينه واكثر تفاعلا مع قضايا امته التي لم تنم عيون الصحراويين عن متابعتها، ومشاركتها افراحها واتراحها، في وقت تغرق الامة في سباتها العميق وتغمض عيونها عن مأساة الصحراويين.
وفي الاخير فإن الشعب الصحراوي استطاع ان يصمد امام المحن ويبنى دولة لها مؤسساتها، شعاره لا مساومة ولا ركوع على الثوابت والمقدسات رغم الاكراهات حتى تحقيق النصر المحتوم وعودة الشعب الى وطنه حرا مستقلا يضمن للصحراويين حقوقهم ويقيمون شعائرهم بكل حرية وطمأنينة.
بقلم : حمة المهدي
الجزائريين مقالا حمل عنوان"حتى لا يصبح الصحراويون نصارى؟ !" وهو موضوع ربما عكس وجهة نظر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عن الزيارة التي قادتهم الى مخيمات اللاجئيين الصحراويين، مثمنا الالتفاتة الكريمة لاعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على اخوانهم الصحراويين وإن جاءت متأخرة إلا انها تحوي في طياتها معاني الوفاء والاخاء والقيم الانسانية النبيلة.
وبعد قراءة متمعنة لمضمون المقال ارتأيت ان اضع بعض النقاط على حروف متنافرة في مقال الكاتب حتى اطمئنه بان الشعب الصحراوي لن يتحول الى النصرانية اوغيرها من الديانات عدا الاسلام، لانه خلال فترة الاستعمار الاسباني للصحراء الغربية 1883 ـ1976 لم يتحول اي من الصحراويين عن دينه بالرغم من انتشار الفقر والامراض وسياسة التجهيل التي رافقت الحقبة الاستعمارية التي جاءت في سياق التكالب الاستعماري الصليبي على العالم الاسلامي.
غير ان المقاومة الصحراوية التي خرجت من عباءة الشعب رفعت لواء الجهاد بزعامة الفقيد سيد ابراهيم بصيري وتمكنت من نشر الوعي الوطني والديني داخل المجتمع الصحراوي، وهو ما تجسد في انتفاضة الزملة التاريخية 1970 المطالبة بجلاء الاستعمار الاسباني.
وبعد خروج الاستعمار الاسباني وبداية الاجتياح المغربي العسكري للصحراء الغربية اصيب الشعب الصحراوي بالصدمة وخيبة امل من جار بدل من ان يقدم الدعم ويكون سند لشعب خرج لتوه من وطأة الاستعمار الاجنبي، يتحول فجأة الى عدو غادر لا يراعي ضعف الصحراويين وقلتهم ويتسبب في قتل وتشريد الالاف من الصحراويين في حرب ابادة جماعية لا تزال مقابرها الجماعية اكبر شاهد، وجرحها مفتوح يدفع الاطفال والنساء فاتورته الباهظة.
خلال هذه الحرب المريرة عانى الصحراويون شتى الوان البؤس والحرمان مع تقاعس الامة الاسلامية عن واجب النصرة والحيلولة دون سقوط مزيد من الابرياء الصحراويين الذين قتلوا بدم بارد.
هذه الوضعية الكارثية فتحت المجال امام تدخل الدعم الانساني الغربي لاغاثة المنكوبين الصحراويين، وكان لتلك المنظمات دورا أخلاقيا وإنسانيا لا يمكن للشعب الصحراوي ان ينساه، او يتنكر للجميل الذي قدم له وهو في امس الحاجة اليه، لأنالصحراويين لم يجدوا من اخوان "الدين" و"العروبة" من يؤويهم ويقف إلى جانبهم وهم في احلك الظروف .
فقدمت الخيم والمساكن والادوية والمواد الغذائية، وشيدت المخيمات والمدارس والمستشفيات كلها باموال وجهد غربي خالص والامة الاسلامية منشغلة بجراحها وصراعاتها المذهبية والسياسية ....
وفي الوقت الذي تنشط منظمات الاغاثة الاسلامية ـ وهي اذرع انسانية في خدمة اجندة سياسية في اغلبها ـ في شتى انحال العالم وتتوغل في ادغال افريقيا للبحث عن الفقراء تتجاهل في نفس الوقت واقع شعب يقتات الى فتات المساعدات الغربية، وبالرغم من هذا الدعم الكبير وفي شتى المجالات لم يقبل الشعب الصحراوي يوما ربط الدعم الانساني بمساومات على الدين والعرض والشرف، بل شيد المساجد رغم العوز والفقر وظروف اللجوء وشيدت المدارس القرآنية باموال اللاجئيين.
في وقت يشيد امراء الخليج ـ الاوصياء على الدين ـ قصور الفجور في شتى انحاء العالم وتبذر أموال الأمة الإسلامية على توافه وقشور الأمور.
ومن العيب والعار ان تتجاهل الدول الاسلامية حقوق الصحراويين، وان يحضر الصليب ويتوارى الهلال، ويحرم الشعب الصحراوي الدعم والمؤازرة حتى يصل الامر ببعض الدول "الاسلامية" درجة حرمانهم من ممارسة شعيرة من اركان الاسلام وهي الحج حيث ظل الباب موصدا في وجه الصحراويين حتى العام 2005 وهي السنة التي امت فيها اول بعثة صحراوية البقاع المقدسة لاداء مناسك الحج.
فاين اخوان الدين الذين يخشون على مصير عضو مريض لم تتداعى لمه امة المليار وتركته يواجه مصيره بنفسه، تعلم ابناؤه القراءة والكتابة بوسائل منحتها لهم منظمات غربية توصف ب"الصليبية"، ويعالج أبناؤه في مستشفيات تم تجهيزها هي الاخرى بدعم غربي خالص
بعد اربعين سنة من الحرب المريرة نرى الشعب الصحراوي اليوم اكثر تمسكا بدينه واكثر تفاعلا مع قضايا امته التي لم تنم عيون الصحراويين عن متابعتها، ومشاركتها افراحها واتراحها، في وقت تغرق الامة في سباتها العميق وتغمض عيونها عن مأساة الصحراويين.
وفي الاخير فإن الشعب الصحراوي استطاع ان يصمد امام المحن ويبنى دولة لها مؤسساتها، شعاره لا مساومة ولا ركوع على الثوابت والمقدسات رغم الاكراهات حتى تحقيق النصر المحتوم وعودة الشعب الى وطنه حرا مستقلا يضمن للصحراويين حقوقهم ويقيمون شعائرهم بكل حرية وطمأنينة.
بقلم : حمة المهدي