ملك المغرب المطلوب صياغة جديدة للخطاب

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)أعتقد أن بين الزور والكذب

والتلفيق والبهتان‘من جهة‘ وبين الحق والصدق والامانة والوفاء‘ من جهة أُخرى‘حيزا كبيرا وملاذا آمنا‘ لمن أراد الهروب من الواقع والابتعاد عن الحقيقة‘ دون أن يقع في البهيتة والفرية والخداع‘ خصوصا اذا كان من يعنيه الامر سياسيا كبيرا‘ من حجم زعيم او امير او ملك‘ على سبيل المثال. من يفر من الحقيقة الدامغة الضارة الى الكذب غير النافع والقاتل أحيانا‘ لا يمكنه الا ان يكون مثار انتباه إلى حين‘ ريثما لا يكون مثار انتباه‘ وقد أثار انتباهي في خطاب ملك المغرب الاخير‘ بمناسبة ذكرى اعتلائه عرشه‘ ما ذكره بخصوص صحرائنا المحتلة‘ وما إن تهيأت لإرسال سطور كتبتها كمقال "تعليق" بشأن ما يعنيه محمد السادس وما يعنيه مجلس الامن‘ تجاهنا نحن الصحراويين وقضيتنا‘ حتى سبقني الكاتب مصطفى الكتّاب‘ بمقال كافٍ وشافٍ‘ لم يترك لي ما أقوله‘ فاقتطفت مما كتبت بعض النقاط‘ اوردتها كتعليق تحت مقال الكاتب‘ بمجلة المستقبل الصحراوي‘ فاقترح عليّ بعض الاخوة نشرها بمعزل عن المقال‘للاستفادة‘ لأن التعاليق المذيِّلة للمقالات لا تقرأ إلا نادرا كما قال. وهذا هو ما كنت قد اختصرته مما كتبت:

هذه حجج دامغة‘ على الخطاب المذكور‘ وإن بقي لي ما يمكن اضافته هنا هو بعض الملاحظات‘ من باب التذكير فقط‘ وليس غير‘ لعل الذكرى تنفع "أمير المؤمنين":

1ـ ليس صحيحا بتاتا ما تضمنته الجملة التالية "نؤكد التزامنا بتخويل أَقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا‘ وهي المبادرة التي أَكد مجلس الأمن‘ في قراره الأخير‘ جديتها ومصداقيتها"!‘ ما بني على خطأ فهو خطأ‘ "أقاليم المغرب الجنوبية" ليست هي الصحراء الغربية. لذلك فإن مجلس الأمن الدولي لم يتطرق قط إلى أَية أَقاليم جنوبية مغربية‘ بل يتطرق‘ ومن الواضح جداً‘ الى الصحراء الغربية.

2ـ قرار مجلس الأمن الاخير رقم 2152 (2014)‘ وهو الذي أشار اليه ملك الغرب في كلامه‘ لم يؤكد "مبادرة المغرب" بل ولم يتطرق حتى الى كلمة "الحكم الذاتي"‘ فإما أن الدكتور الملك لم يقرأ القرار‘ أو أن جلالته ظن الآخرين لا يقرأون. القرار يا ملك المغرب‘ أكد أشياء‘ ورحب بأشياء‘ واحاط علما بأخرى:

أولاً: أكد على "… حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين‘ يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الامم المتحدة ومقاصده... ". هل يلتزم الملك بما أكده مجلس الأمن؟

ثانيا: لقد تضمنت فقرة من القرار "وإذ يحيط علما بالمقترح المغربي الذي قدم إلى الامين العام في11 أبريل2007".

ثالثا: تضمنت نفس الفقرة: "وإذ يحيط علما أيضا بمقترح جبهة البوليساريو الذي قدم الى الامين العام 10 أبريل 2007". مقترحان إثنان واحد لكل طرف‘ المقترح المغربي وحيد ويتيم‘ ويريد فرضه مثل الاحتلال تماما! ومقترح الجبهة متعدد الخيارات‘ بما فيها حتى ما يسمى "الحكم الذاتي"‘ وتريد طرحه أمام الاستفتاء حتى لا يكون مفروضا على الصحراويين.

رابعا: نفس الفقرة تضمنت أَيضا: "وإذ يرحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية الى المضي قدما بالعملية صوب التسوية"‘ من الواضح تماما أَن نعت "المتسمة بالجدية والمصداقية" يعود على "الجهود الرامية الى المضي قدما..." لا على "الحكم الذاتي" ومن الواضح تماما أَن كلمة "الجهود" قد تعني اعتراف المغرب بجبهة البوليساريو والدخول معها في المفاوضات‘ ونوعا من التعاطي مع مجلس الأمن ومبعوث الأمين العام الى الصحراء الغربية‘ وقد تعني ما يتوخاه مجلس الأمن من المغرب‘ في المستقبل‘ من أجل "المضي قدما بالعملية صوب التسوية"‘ إذن "مبادرة الحكم الذاتي" المغربية لم يؤكدها مجلس الامن الدولي في تقريره الاخير.لذلك نقترح على جلالته إعادة قراءة القرار المشار إليه‘ وصياغة جديدة للخطاب.
بقلم: حسن مولود