-->

الاسرة الصحراوية، بقلم محمد عبد الرحمن

بقلم الاستاذ محمد عبد الرحمان

أقام الإسلام نظام الأسرة على أسس سليمة تتفق مع ضرورة الحياة وتتفق مع حاجات الناس وسلوكهم، واعتبر الغريزة العائلية من الغرائز الذاتية التي منحها الله للإنسان,
تعتبرالاسرة الصحراوية نواة مجتمع مسلم,مر بمراحل و تحديات عديدة استطاع من خلال غريزة البقاء لديه ان يطور ذاته على مبدأ الفطرة الانسانية التي فطره الله عليها وعلى أسس الشريعة الاسلامية وحب الهوية الوطنية,
ان الاسرة الصحراوية تبنت الصبر على الشدائد كمرجعية ليس لأنها لا تجيد التأقلم, وانما يعود ذلك لمواجهة تحدي كان درسا من أصعب دروس الحياة, وكلنا نعرف تلك التحديات وما زلنا نعيشها,لقد تأسست الاسرة الصحراوية على مبدأ التسامح و التراحم فيما بينها,وكان يسودها طابعا بدويا تعيش على تربية المواشي و الزراعة كغيرها من الاسر في عدة مجتمعات ذات الانتماء البدوي , وهذا ما ساعدها على ان تصبح اسرة متحفظة دينيا لتنتقل معظم الاسر في مرحلة بعد ذلك الى المدن الصحراوية,شاءت لها الأقدار أن يطول عليها الامد مع مستعمر (محتل) ,
عانت الأسرة الصحراوية خلال ذلك ما لا تقوى على حمله الجبال , لكنها أبت الا ان تشق طريقها لتربي وتكون اجيالا صار هذا الأخير يحسب لهم ألف حساب, بنيت الأسرة الصحراوية على أساس التربية التفاعلية ,ولكي نفهم ذلك سنأخذ ثلاث انواع من
الاسر ,

يسمى النوع الأول بالاسرة النووية والثاني الاسرة البديــلة أو الحاضنة أما النوع الثالث فيسمى الاسرة الممتدة وهذا الاخير تكون الاسرة الصحراوية أقرب اليه , فنمط التربية فيه يتميز بتفاعل جميع أفرادها مع بعضها البعض وهي اسرة تضم الاصول و الفروع اذ انها تتكون من الزوجين و الابناء و عدد افرادها ليشمل بعض الاقارب,فتنضم اليها زوجات الابناء و ابناء الابناء و تضم ايضا الجدود اي الجد و الجدة,وتتميز بكونها تجمع كل الافراد في مسكن واحد ويشتركون فيالوظائف الاساسية نفسها للأسرة,كما انها لاتعتبرالافراد مستقلين من الناحية الاقتصادية مائة بالمائة بل تتداخل فيها المصادر و الموارد وتقسم فيها مسؤوليات الانفاق وهنا نجد الاسرة أو البيت الصحراوي تسوده المحبة و المودة والتآلف,واذا ما تكلمنا عن الأمهات الصحراويات في كلمات وجيزة لن نوفهن حقهن وأكتفي بالقول جزاهن الله عنا خير الجزاء , وسنتناول في الجزء الثاني من هذة المقالة موضوع ربة البيت الصحراوي في ظل التحديات,كيف تربي الابناء وفي نفس الوقت القيام بواجباتها الوطنية......... يتبع

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *