هكذا أوهمتم الجماهير بالحسم و الإعلام المستقل ليس شماعة لفشلكم
الصحراء الغربية 19 ماي 2015(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)– بعد ما
انتهى ابريل، وعرت الأيام من اختبئ خلفها بتبخر شعار الحسم، وفي الوقت الذي كان يفترض فيه بمن رفعوا هذا الشعار أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام الشعب والتاريخ بمواجهة أخطائهم علهم يستفيدون منها، نجدهم يدفنون رؤوسهم كالنعام و يبحثون عن شماعة يعلقون عليها فشلهم، ويبدو أنهم لم يجدوا غير الإعلام المستقل.
ولمعرفة من أوهم المواطنين بالحسم تعالوا نرجع إلى أحداث سنة 2014 ، وحتى لا يقال أننا نرمي الأحكام جزافا نعود بكم عبر الإعلام الوطني الرسمي “غير المعادي طبعا” ولنرى كم من تصريح ورد فيه تلميحا او تصريحا بحسم سنة 2015، وسنكتفي بوكالة الأنباء دون الرجوع إلى أرشيف وسائل الإعلام الرسمية الأخرى كالإذاعة الوطنية، والتلفزيون ، او اللقاءات مع المواطنين والمواطنات وغيرها من وسائل التحريض التي تمتلكها قيادتنا الرشيدة.
وهنا نجد ان شعار الحسم قد بدأ منذ اليوم الموالي لصدور تقرير الأمين العام وعلى لسان ممثلنا في الأمم المتحدة كما تقول قصاصة لوكالة الإنباء بتاريخ 11 ابريل 2014 ( واص ): – أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة السيد البخاري أحمد اليوم الجمعة ، أن مسألة الصحراء الغربية قد تدخل مرحلة حاسمة في مجلس الأمن سنة 2015 ردا على التقرير الجديد للأمين العام الأممي حول الوضع بالصحراء الغربية.
و قد هنا تفيد التوقع اي من المنتظر ولا نعتقد ان ذاك غائب عن الدبلوماسي الصحراوي.
وتأكيدا على المأمول و المنتظر من سنة 2015 يقول الوزير الاول في قصاصة اخرى لوكالة الانباء بتاريخ فاتح ماي 2014 بولاية الداخلة (واص): وصف الوزير الأول الصحراوي اللائحة بأنها “إنذار للمغرب لان يتقدم وإلا فإن هامش المناورة يضيق والحجج تنعدم أمامه”…واعتبر عبد القادر طالب عمر, أن الجديد هذه المرة “هو تأكيد الأمين العام والمبعوث الشخصي أنه لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع” و”أنه في نهاية 2014 إذا لم يقع تقدما ملموسا فستطرح مقاربة أخرى ورؤية أخرى للمساعي السلمية”.
وهو ما أشار إليه الرئيس أيضا في كلمة بمناسبة عيد العمال نقلتها وكالة الإنباء بتاريخ 01 ماي 2014(واص) يقول فيها : “لقد كان تقرير الأمين العام واضحاً في التعبير عن نفاد صبر المجتمع الدولي إزاء تعنت الحكومة المغربية. مخاطبا عددا من اطر وقيادة جبهة البوليساريو بالمناسبة.
وفي قصاصة أخرى بتاريخ 10ماي2014 تقول (واص)- أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى لأمم المتحدة، السيد “البخاري أحمد”، أن نزاع الصحراء الغربية مرشح سنة 2015 لدخول “منعرج” جديد مبرزا أن تفكير الامين العام للإمم المتحدة المعبر عنه في تقريره الاخير يشير أن السنة المقبلة ستعرف مرحلة جديدة بالنسبة لصراع ومستقبل الصحراء الغربية. وكان ذلك في في حديث للتلفزة الوطنية الصحراوية بث ليلة الجمعة.
ويبدو الدبلوماسي الصحراوي مستدلا على ذلك من قرأته لتفكير الامين العام!
ونجد في قصاصة للوكالة بتاريخ 11 ماي 2014 الوزير الأول يكرر ما قاله في الداخلة في مقابلة مع يومية بوبليكو الإسبانية اذ يقول: اجتماعات مجلس الأمن الدولي حول القضية الصحراوية توجّه “إنذارات” حقيقية إلى المملكة المغربية.
وفي 22 يونيو تقول الوكالة : أعرب رئيس المجلس الوطني ورئيس الوفد المفاوض عن أمله بان موعد أبريل القادم سيكون “منعرجا حاسما” بالنسبة الى القضية الصحراوية ، خلال محاضرة نشطها اليوم الأحد أمام عدد من اطر جبهة البولساريو.
وفي 24 نوفمبر 2014 تنقل قصاصة للوكالة قول الرئيس: أنه خلال شهر أبريل المقبل ستكون هناك مواجهة بين مجلس الأمن والمغرب وهو ما يمكن اعتباره موعدا هاما لقضية الصحراء الغربية.
وبمناسبة حلول السنة الجديدة تنقل وكالة الانباء عن الرئيس في رسالة تهنئة للشعب الصحراوي :وحث الأمين العام للجبهة على بذل المزيد من العطاء بقية أن تكون سنة 2015 سنة تحول حقيقية في مسار تقدم القضية الوطنية نحو تحقيق مطامح الشعب الصحراوي السامية و النبيلة.
ما ورد في هذه التهنئة كان يمكن قرأته كأي تمني بمناسبة حلول أي سنة جديدة لولا وروده في سياق من التصريحات المتتالية منذ أشهر .
بعد كل هذه الآمال والأماني التي عقدها صناع القرار الصحراوي على سنة 2015 والأوصاف التي أطلقت عليها وعلى ابريل من قبيل ” من المنتظر ان تكون سنة حاسمة ، موعدا هاما ، منعرجا جديدا” بشكل ممنهج على مدى عدة شهور، وبعد كل هذه التصريحات التي أدلى بها صناع القرار الصحراوي، و التي وردت كلها في وكالة الانباء الرسمية و دون التطرق لما ورد في وسائل الإعلام الرسمية الاخرى، ياتي اليوم من يعلق التهمة على الاعلام المستقل.
و من من تاتي التهمة؟ من الدبلوماسي الذي قضى جل حياته في الغرب وقرابة الثلاث عقود منها في اعتي الديمقراطيات الغربية، والذي كان ينتظر ان يكون مجددا في عمل الدبلوماسية الصحراوية، لو صدر هذا الرد من احد وزراء “الرابوني” لكان الامر متقبل نوعا ما.
لكن ان يصدر من ممثلنا في الأمم المتحدة الذي شغل هذا المنصب لأكثر من 25 سنة، وهو الذي يفترض به ان يكون الأكثر عملا بأخلاقيات تحمل المسؤولية، وهو القادم من مناخ الديمقراطية الغربية التي قدم فيه بالأمس القريب ثلاث رؤساء أحزاب استقالتهم في يوم واحد لأنهم فشلوا في تحقيق أمال جمهورهم ،كان الأجدر بالرجل ان يتحمل مسؤولية سوء تقديره و يعترف على الأقل بذلك، أما الاستقالة فلا نحلم بها ولا نريدها أصلا.
اما التبجح بالخبرة في العمل الدبلوماسي أول ما يكذبها نتائج عمله، فالقدرة على التحليل بعد العمل كل هذا الزمن بالحقل الدبلوماسي أظهرت الأيام سطحيتها، لان الرهان بهذا الشكل على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لا يمكن أن يخرج عن السطحية اذ لم نقل السذاجة.
لكن يبدو ان السنوات او بالأحرى العقود التي قضاها الرجل في نفس المنصب لم تنمي لديه سوى تضخم الذات، حتى صار يرى نفسه فوق الحساب ويخوين كل من تجرى على انتقاده وقوله :” هذا مجال عملنا ونحن ادرى به” هي عقلية اقرب الى عقلية من انتم ؟
والتحجج بشرعية الانتخاب لا يضع شخص فوق الحساب، اذ كانت انتخاباته لا تشوبها شائبة، فما بالك بانتخابات هو أول العارفين ان أصواتنا فيها لا تعني شيئا، وإلا لما نجح وهو غائب عن المؤتمر بإشارة من الرئيس .
يأتي اليوم من يعلق التهمة على الاعلام المستقل ،في مشهد يعري “النضج”السياسي للقادة.ويسلط الضوء بقوة على ماهية سياسينا”العدمية”.و الاشد من ذلك و الادهى هو صدورها ممن كان يفترض بهم العكس.
وحتى وان فهمنا ذلك على انه تخبط الغريق المتمسك بقشة فان ذلك -وهذا هو الاهم – هو استخفاف بعقول الشعب و استصغاره الى درجة”استيشير”وتلكم خصلة اخرى في سجل تماثيل الشمع عندنا، ما عاد هذا الزمن يتقبلها.
واهِم من يعتقد ان الشعب سيقبل وضعه الهامشي الى الابد، وخاسر لا محالة من يراهن دوما على الكذب و التزييف و تشويه الحقائق .
الشعب الصبور الطيب،الصامد رغم كل التقلبات قد تقَبَل “الصدمة” ولكن ان تتحول”الخيبة” الى هذا القدر من الاستخفاف بالعقول و التلاعب بها فهذا ما لا يمكن ان ينطلي عليه او يتقبله ابدا،وكأني به يصيح في وجه قادة”الخيبة ” : منذ متى والاعلام المستقل طرفا في النزاع .
هيئة تحرير موقع الضمير