آخر مستعمرة في افريقيا تستأنف نضالها من أجل تقرير المصير في المحاكم الأوروبية.
نشرت صحيفة الانديبيندينت الشهيرة مقالا مشتركا مع منظمة عدالة البريطانية اليوم 24 يناير وجاء في المقال: يطلق عليها اسم آخر مستعمرة في أفريقيا، واحتضنت مسيرة طويلة من النضال من أجل تقرير المصير، من صراعات العنيفة إلى المقاومة السلمية، وفشلت دبلوماسية الأمم المتحدة باستمرار لكسر الجمود بشأن مصير المناطق المتنازع عليها. الآن الشعب الصحراوي يحاول كسر الجمود بنفسهم - في المحاكم.
اقليم الصحراء الغربية غني بالمعادن ويقع في شمال غرب ساحل المحيط الأطلسي في أفريقيا يحده المغرب من الشمال وموريتانيا من الجنوب والجزائر من الشرق. وقد اتخذت جميع الدول الثلاث اهتماما بمصير الصحراويين - . تخلت إسبانية القوة الاستعمارية السابقة عن الإقليم في عام 1975 إلى المغرب، الذي كان يدعي السيادة على الإقليم منذ عام 1957، و الى موريتانيا.
بعد ذالك اندلعت نزاع وحرب دموية بين البلدين وجبهة البوليساريو - " حركة التحرير الصحراوية".انتهت بانسحاب موريتانيا في عام 1979، وسيطرة القوات االمغربية على الثروات والمناجم المعدنية. ثم بنت جدار على طول 2700كيلومتر بهدف تقسيم الإقليم وللحماية من مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي "البوليساريو" القادمين من مخيمات اللاجئين في الجزائر المجاورة.
بعد وقف اطلاق النار أعطت الامم المتحدة وعود باستفتاء للشعب الصحراوي في عام 1991، والذي من خلاله يمكن للصحراوين أن يصوت للاستقلال الكامل أو الاندماج مع المغرب. لكن الخطة تعثرت حين اختلفت الرباط والبوليساريو حول من يحق له التصويت. موقف المغرب يبقى متصلب و يعارض الاستقلال و يقول انه مستعدة لتفاوض حول "الحكم الذاتي". في حين تواصل الأمم المتحدة جهوداتها للضغط من أجل التوصل إلى تسوية عن طريق المفاوضات. في ديسمبرالماضي، كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، اعترف ان الوضع في طريق مسدود.
فرنسا التي لها روابط تاريخية قوية مع المغرب، عارضت كل قرارات الأمم المتحدة المناهضة للرباط من خلال ممارسة حق الفيتو في مجلس الأمن. الآن البوليساريو و بطرق جديدة تضغط على المغرب وتجبره الى العودة إلى طاولة المفاوضات.
في ديسمبر كانون الاول تمكنت جبهة البوليساريو من وضع العصا في دواليب اتفاق الاتحاد الأوروبي الزراعية مع المغرب. واصفتا العديد من الطماطم انهم منتوجات الصحراء الغربية و تباع في المحلات البريطانية والاوروبية كمنتجات مغربية.
حكمت محكمة العدل الأوروبية الشهر الماضي ان الرسوم التي يضعها المغرب على منتوجاته لا ينبغي أن تنطبق على البضائع والمنتوجات القادمة من اراضي الصحراء الغربية المحتلة. وحكمة المحكمة بإلغاء الاتفاقية لعدم مراعات الاتحاد الأوروبي مدى تأثير تلك الاتفاقية على حقوق الشعب الصحراوي عند توقيعها مع المغرب، . نشطاء في بريطانيا اتخذو إجراءات قانونية مماثلة ضد منتوجات الصحراء الغربية القادمة من المغرب إلى المملكة المتحدة .
ورفعة جبهة البوليساريو قضية أخرى إلى محكمةالاتحاد الأوروبي ضد اتفاق الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، والتي تشمل المياه الإقليمية للصحراء الغربية. بدأت النرويج بالفعل بتغريم أي من سفنها التي تبحر في المياه الصحراوية. شركات التنقيب مثل توتال التي كانت تنقب وتبحث عن حقول النفط في شواطئ الإقليم المحتل واجهت انتقادات واسعة محلية ودولية، وكذا الشركات التي تستورد المعادن وخاصتا الفوسفاط من الصحراء الغربية. خاصتا الشركات الأمريكية والكندية والاسترالية.
جبهة البوليساريو و أصدقاء الشعب الصحراوي يشكلون ضغط سياسي لصالح الشعب الصحراوي. عدالة البريطانية، وهي منظمة غير حكومية بريطانية، قدمة مؤخرا تقريرا إلى البرلمان الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تسليط الضوء من خلاله على الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان التي تجري في المنطقةالمحتلة. حيث يواجه المتظاهرين الصحراويين المضايقات المستمرة والاضطهاد من قبل القوات المغربية. فتقمع المظاهرات السلمية بشكل روتيني من قبل عنف الدولة المغربية بالاضافة الى الزج بالمتظاهرين الصحراويين فالسجون بشكل غير قانوني.
وقالت بيكي ألين،عضوة منظمة عدالة البريطانية أنه من الضروري ان تشمل بعثة الأمم المتحدة للصحراء الغربية آلية لمراقبة حقوق الإنسان. متابعة "ان هناك الكثير من سيارات الأمم المتحدة بالإقليم لكنها لا تتدخل في قضايا حقوق الإنسان ولا تحمي الصحراويين . مشددة "أنها هي البعثة الوحيدة في العالم ضمن بعثات للامم المتحدة اللتي لا تراقب حقوق الانسان، ولابد أن يتغير هذا الوصع الوضع ".
رابط المقال بالانجليزية: Western Sahara: Africa's last colony takes struggle for self-determination to European courts