-->

الكهرباء و الانتظار


منذ سنوات و نحن ننتظر في مخيمات اللاجئين الصحراويين، أمل طالما كان حلم كل لاجئي عسى ان يخفف شيء من معاناة طال امدها.
هذا الامل هو المحطات الكهربائية التي بادرت الدولة بإنشائها منذ سنوات الى يومنا هذا رغم ان بعض الولايات تم استكمال المشروع فيها لكن بقيت ثلاث ولايات كبرى لازالت تنتظر ذلك الامل وهي ترى الاعمدة واقفة دون ان يكتمل ذلك الحلم، عسى ان يخفف عن كل لاجئي معاناته و اهمها الحر الشديد هنا بالمخيمات.
بينما انا في سيارة الأجرة اذ بإمراة كبيرة في السن تسألني ( يا ولدي مانك عالم اينتى ايدخلو الظو هما الا وقفو الركايز وخلاونا نخرصوهم...) فاجبتها والله يا الوالدة لا ادري مثلك تماما ثم اضافت هما (شيحانو...). فهمت من كلام تلك الوالدة ما تعانيه هي كغيرها من اللاجئين املا في ان يكتمل ذلك المشروع في اقرب الاجال، و ان ينهو النظر كل يوم في اعمدة خاوية على عروشها هنا متوكلين على الله سبحانه ثم مبردات الماء و الطاقة الشمسية، و معهم الدعاء لله عسى ان يكتمل ذلك اليوم على خير و ان ينهوا يوما كمثل الأيام التي فاتت اكثر من اربعون عام و اهالينا يعانون في صمت، و سببه احتلال غاشم و ظالم. هناك بعض العائلات تجبرها الظروف القاسية و الحر الشديد و الامراض كالضغط و السكري الى ان يستجيروا منزل في ولاية تيندوف بمبلغ خيالي يصل الى اربع ملايين وخمس و اخفض شيئ و انت و حظك تجده بمليون ونصف.
و انا شخصيا اعتبره استغلالا للاجئين. انني ادعوا كل القائمين على هذا المشروع وكل اطارات الدولة ان يسارعوا في استكماله، و ان يخلصوا المواطنيين من عدة معاناة و آلام طالتهم وهم ينظرون و ينتظرون في اعمدة طال بها الامد وهي واقفة دون استكمال ما تبقى منها.
بقلم:محمدلمين حمدي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *