-->

جلسة قصيـرة مـع وزير الشباب والرياضة


كان عندي هذا العام بعض الظروف التي يرتبط بعض حلها مع وزارة الشباب والرياضة.
وطيلة زياراتي ومواعيدي مع الوزارة كلما طرقت بابا لمكتب وجدت أمامي وجوها مرسومة عليها ابتسامة الترحيب، مع ما يعانوه من جهد جهيد ولا سيما عندما تكون الاستعدادات لجولات الأطفال الصيفية؛ حيث التنسيق والوثائق والتصوير وهذه أفواج قديمة وهذه جديدة وهذا منسي وذاك ملحق وهؤالاء احتياط وهذه حالات مرضية صحية وهذه ملفات طبية ناهك عن المشاكل التي ليس لها حل، فهذا يأتي يهدد بالاعتصام وهذا يأتي بالصراخ والبكاء وآخر بالصراخ واللغط والتهديد وما خفي أعظم. وعليه كلما كنت أطرق البواب كانت لدي علامات تعجب من هؤلاء الشبان الذين يعملون ليلا نهارا بلا توقف؛ حتى قال أحدهم لي يوما موعدك غدا قلت نأتيك في أي ساعة قال ما شئت قلت كيف؟ قال الوقت كله عمل لأن العمل متواصل بلا توقف!!! ومع هذا كلما علقت أرجعوني إلى الوزير فنعم الشاب هو حيث الإبتسامة والكلمة الطيبة والباب المفتوح للمواطنين كبيرهم وصغيرهم مع الترحيب والبشاشة والتقييم للأشخاص والوضوح في المواقف وفتح خيوط التسهيل للمواطن حتى يكون على بينة من أمره. فكان كلما حان دوري ودخلت عليه يسلم ويرحب ويبتسم ويسألني عن صحتي ولكنه لم يبادر إطلاقا أن يسألك عن سبب مجيئك حتى تتفضل بطرح مشكلتك - فذاك هو الحياء - ولما تستأنف في الكلام كان هذا الشاب يستمع بإنصات وروية حتى تكمل الحديث ثم يبدأ يوضح ويدون ويكتب رقم هاتفك وأحيانا يقول استرح عند مكانك حتى نرى في الموضوع ثم نهاتفك. وفي يوم من الأيام دخلت عليه إذا هو يعمل كإداري عن زملائه يوثق ويدون ويعمل نيابة عنهم فسألته لماذا بعض أبواب إداراتكم مغلق ليس كعادته قال ها أنا أقوم بالعمل عنهم لأنهم يسهرون مع الأطفال عند المطار حتى يودعونهم وبالفعل أنهم هكذا في ليلة ارتبطت هاتفيا معهم فقالوا ابق متيقظا ليلا حتى نهاتفك وبالفعل أنهم هاتفوني في وقت متأخر من الليل. وفي الجلسة الأخيرة مع هذا الشاب المتواضع أخذنا بأطراف الحديث عن الأيام الخوالي قبل سفر الأطفال فقال: لقد سمعت بعد تعييني لهذه الوزارة وقبل تقليدي لمفاتحها عنها من الأمور التي تشكك الشخص في نفسه أنه لا حل لمشاكلها السنوية المتراكمة القديمة والأحقة المعقدة!!ولكن انعكست الصورة تماما عندما فتحت مكتبي الجديد واستأنفت العمل مع فريقي فلم نرى مما سمعت شيئا والدليل أنا هذا العام لم تقع ولم نتعرض لأي مشكلة وجميع المشاكل قد حلت في وقتها وتاريخها إلا حالة واحدة هو طفل كان خلاف في وثائقه وليس من عندنا فالمسؤولية تتحملها الجمعية التي كانت السبب فيه. وهناك خمس حالات عند المطار وأهلهم يعلمون أنهم في الإحتياط ما عادا هذا لم تكن هناك أي مشاكل أوعراقيل أمامنا أو أمام المواطن مع أنا هناك فوج صحي أتانا متأخرا من وزارة الصحة وبعد أن دفعنا جميع الوثائق والوائح وخرجت البصبورات مع هذا الحقنا هذا الفوج بهم وقبل منا وكانت هذه بادرة خير أن وجدنا لهؤلاء الأطفال المرضى مكانا يعالجون فيه. لكن الشكر لله وحد والتوفيق منه سبحانه وتعالى... ثم قدمت بعض النصائح لهذا الشاب وهو يستمع ويتبسم ولم يرد على الهاتف إلا للضرورة لأنه لا يريد مقاطعتي واتضح لي بعد ذلك أنه على موعد وعلى عجلة من أمره لكنه الحياء والتواضع فقال لا بد لي من الصبر.
وبعد ذلك دعوت الله له وحييته وخرجت من عنده متوعدا أن أرد له هذا الجميل والتواضع ولو بكلمات أمام الملأ لأنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله... التوفيق كل التوفيق لهذا الشاب المتواضع ولكل الضمائر الحية التي تراعي مصلحة المواطن قبل مصالحها وشخصنتها مادام لله دام واتصل وما دام لغير الله انقطع وانفصل.
بقلم الأستاذ: سيدي سالم حمدة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *