-->

النخبة المثقفة الى اين ؟


#المقال_رقم_42

بقلم الطالب : أحمدسالك الشيباني
جامعة مستغانم

النخبة المثقفة الى اين ؟

قيل "ان سعي الشعوب نحو تحقيق الرخاء و الازدهار و التقدم في المجال الفكري تقع جل مسؤولياته على كاهل النخب" فالأقلية المنتقاة ان صح التعبير هي فئة قليلة من ضمن فئات المجتمع المختلفة و التي تعتبر العقل المفكر و الكيان المتزن في البحث عن حلول و مقترحات رزينة لمشاكل و ظواهر سياسية او اجتماعية او ثقافية تشغل الرأي العام.

سنحاول من خلال هذا المقال ان نقدم شرح لتطور النخبة او الصفوة المثقفة في المجتمع الصحراوي مع مقارنة بسيطة لمسارها التاريخي كما نسلط الضوء على دورها الفعّال في تصحيح و توجيه الرأي العام الصحراوي.

إن الدور المتميز الذي لعبته النخبة الصحراوية المثقفة إبان ثورة التحرير الوطني و ما نجم عنها من نتائج كانت هي السبب في قيام و تأسيس الجبهة الشعبية ١٩٧٣م و اعلان الجمهورية في ١٩٧٦م،إستطاعت تلك الثلة القليلة من مجتمع كان ضحية لسياسات طمس الهوية و الخلود في أزقة الجهل التي مارسها الاستعمار آنذاك أن تواجه كل تلك الظروف و تقف امام مؤيدي العصبية و أصحاب فكرة الانضمام و كأن لسان حالها يقول " لن نقبل بأي فكرة قادمة من الخارج و خاصة التي تعود على هويتنا و عروبتنا بالتشويش و على وحدتنا الوطنيّة " لم تعجز ابدا تلك النخبة المثقفة في ذلك الوقت على بناء و صياغة رؤية واضحة تستطيع من خلالها تحديد قيم و مبادئ الثورة و نتائجها المستقبلية التي ما مكثت الا قليلا حتى أصبحت حقيقة،فالخطوات الثابتة التي تقدمت بها النخبة الصحراوية اثناء الثورة للدفاع عن وحدة الوطن من خلال توحيد الصف و العمل على التخطيط لبدء مشروع دولة لازال قائما الى حد الآن.

ان النخبة المثقفة في يومنا هذا هي الغايب الحاضر،فهي عاجزة كل العجز عن حمل مشعل سابقتها و تحمّل مسؤولياتها كونها فئة منتقاة من مجتمعنا الفاضل تتمتع بقدرة إدراكية لفهم و تحليل مختلف الظواهر السياسية كانت او الاجتماعية و الثقافية،كونها متحصلة على مستوى علمي جيد يميزها عن باقي فئات المجتمع و يؤهلها الى تحليل الأشياء تحليلا منطقيا و واقعيا الا انها اتخذت الفشل عنوانا لها في هذه الأيام،فالعجز التام عن القيام بدورها المركزي في تصحيح و توجيه الرأي العام انعكس سلبا على مجتمع أصبح في فلك الموت البطيء فما كان على النظام اي خيار الا ان يزيد من وتيرتي التعبئة و الخطاب الذي ما زالت خصاله راسخة في فكر كل صحراوي يُؤْمِن بقضيته العادلة.
ان الحفاظ على أمن و استقرار الوحدة الوطنية التي هي خيارنا الأنسب في المضي قضما نحو نيل الحرية و الاستقلال الشامل مرهون بعمل نخبتنا حاليًا مع مدى قدرتها على صياغت التحليلات و التفسيرات صياغةً يرتجي منها غرض طيب و مسلك محمود يكون فيه الرأي العام على دراية بجميع الأمور السياسية التي تحدث أمامه.

و اخيراً و إجابةً على السؤال المطروح يمكن ان نقول ان الفرق شاسع في الدور الذي لعبته النخبة المثقفة إبان الثورة و النخبة في وقتنا الحالي في توجيه و تحسيس الرأي العام و إنعكاساتها على القضية الوطنية.

Contact Form

Name

Email *

Message *