-->

المنظمات الجماهيرية مدارس تكوين الاطر ......تخلى عن الدور ام تأثيرات الواقع.

فى مادتها 148 من الباب السادس المتعلق بالمنظمات الجماهيرية الخاص بالقانون الاساسى لجبهة البوليساريو تتحدث عن ان المنظمات الجماهيرية تعتبر روافد لجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب روافد من الاطر المتشبثة بالقيم الوطنية والمنافحة عن مبادئ ال20 الخالدة والحاملة لخطابها ، الاطر التى تحمل هموم قواعدها والشريكة الحقيقية فى الفعل الوطنى فهل  فعلا مازالت مدارس لتكوين وتأهيل اطر البوليساريو ؟
= المنظمات الجماهيرية  بالامس :
يومها  كانت المنظمات الجماهيرية بالفعل كذلك وهذا ما نسجله فى عدد الكوادر التى تحتل مراكز القرار عندنا  وهى قبل ان تكون حملة شهادات هى خريجة تلك المنظمات تحمل الخطاب والفكر الوطنيين انطلاقا من :
- الانتماء الحقيقى لتلك المنظمات روحا وفكرا
ـ روح الالتزام والانضباط
ـ التحلى بالمثالية
ـ الدفاع عن القيم الوطنية
ـ وحدة الهدف والمنطلقات
وكرستها :
ـ ان الاطار جزء من كل والكل هنا المنظمة محل الانتساب .
ـ  قوة التأطير الذى يشعرك بروح الانتساب الى خلايا وفروع .
= المنظمات الجماهيرية فى ظل المفاهيم الحديثة كالمجتمع المدني:
لا شك ان دورالمنظمات الجماهيرية اشمل واعم من دور هذه الاخيرة ودورها  الفعال  فى معركة التحرير ليس فى كونها مدارس لتكوين الاطر وتلقى التربية الوطنية  وفقط بل فى عدد منتسيبيها الذين يشكلون دعما قويا ورافد لاينضب يحمل خطاب الحركة  والدولة ويروم عملها ايضا الانتصار السياسى للقضية الوطنية من خلال التمثيل الخارجى وملامسة هم القواعد وانشغالاتها بروح المسؤولية ، و مع بروز المفاهيم الجديدة  المرتبطة بالعصر كالانخراط فى المجتمع المدنى وتشكيل المجموعات التطوعية والجمعيات الخيرية ووو...... شكلت تحديا حقيقيا لدور المنظمات  والتى كانت ستكون دعما وسندا لها ولكن فى حدودها القصوى اصبحت بدورها المجتمعى  الخيرى ..... تنفصل عن  انتماءها الى  تلك المنظمات  والمدارس التليدة   وتسابقها فى قواعدها وعملها  دون  مدونة عمل  واضحة لأغلبها حتى شرعية اعتمادها التى اغرت العديد وسمحت باستنساخ العشرات منها كل وقت دون ان نتمكن من فك طلاسم اسمها  وافرغت قواعد المنظمات و شعلة عملها .
= المنظمات الجماهيرية وازمة الخطاب :
يعكس الخطاب الموجه الى  منتسيبى المنظمات الجماهيرية عدم القدرة على شموليته ( البلدية ، الدائرة ، القواعد الطلابية ) و الخطاب هنا  يرتبط اساسا  بالمحطات والتى تكون فيه  بنية  اللغة البلاغية ومستوى السياق  والظرفية والحدث  جاهزين   اما المتبقى من الوقت يغيب الخطاب تماما ( بل الغياب عن القواعد)  ويتم التخلى عنه و ترك القواعد الى خطابات  الواقع المرير و مواقع التواصل الاجتماعى  والذى انعكس سلبا فى :
ـ  خطابات بعض الاطارات التى تغرد خارج السرب وهذا يتنافى وقيم الانضباط.
ـ الغياب الكلى عن العمل والذى يقتصر على المناسبات
ـ  روح الانتماء مرتبط بالملف وفقط
ـ الهياكل موجودة على الجدران مما اثر سلبا على اداء الوظائف وافراغ   البنيات التحية بل غلقها .
ـ اختصار العمل فى وظائفها على بعض مشاريع الاكتفاء الذاتى
= المنظمات الجماهيرية واشكالية   التأطير:
مع ان مسألة التأطير من اهم الاهداف  بل الاساس لعمل تلك المنظمات  والتى تقرها  المؤتمرات العامة لجبهة البوليساريو الا انها مازالت تشكل تحديا كبيرا   لها والسبب الرئيس هو انتفى صفة المدارس الوطنية لتكوين الاطر عن تلك المنظمات المدارس التى تروم التواصل الحقيقى بين الاجيال ، وعملية التأطير ترتبط ارتباطا وثيقا  بالخطاب الذى يتوقف عند الاستثمار فى العنصر البشرى كما ونوعا والذى يروم الاحساس بالانتماء  الى تلك المنظمات وليس الانتماء العضوى بل الشعورالداخلى الذى نترجمه الى العمل بأخلاص وقناعة وصدق  لتحقيق الغايات الكبرى .
= المنظمات الجماهيرية من منظمات شعبية قاعدية الى منظمات نخبوية عمودية :
عندما كانت تلك المنظمات و بحجم الانتساب الكبير لها كما ونوعا ومن خلال خطابها المتغلغل داخل المجتمع فأن تحديات الواقع و واقع العصر المفتوح ، الذى اقتحم ابوابنا بدون استئذان والانخراط فى موجة الديمقراطية ومفهومها المطاطى والولوج الى عالم جمعيات المجتمع المدنى بكل تلاوينه، كل تلك الفسيفساء تركة البون الشاسع  بين اطر المنظمات الماسكة بزمام امورها وقواعدها وخلقت منظمات نخبوية سوى على مستوى مركزى او جهوى هى المستهدفة بالخطاب التنظيمى  وفى الاخير انتجت ارتباكا فى الدور من خلال تذكر قواعدها الا فى المناسبات كالتجييش لمؤتمر وفقط تاركة قواعدها ليس لها من نصيب الا الاسم ، حتى المقرات الرسمية ذات العلاقة ليس لها من دور يذكر .
   = المنظمات الجماهيرية وازمة الاطر  الريادة :
نتفق تماما ان المنظمات الجماهيرية كهياكل تخضع هى الاخرى للضعف  والقوة بحكم التقلبات الموضوعية وحتى الذاتية ولكن يلعب قائدها اومسؤوليها دورا ذااهمية قصوى فى نقلها الى بر الامان من خلال المرونة والتكيف مع الظروف وتقلباته و القدرة على ربط  المكاتب التنفيذية اولا والقواعد ثانيا  للتحرُّكِ في اتجاهٍ واحد لتحقيقِ الأهداف المرجوة  ففى الوقت الذى ارتبط مفهوم قيادة المنظمات الجماهيرية بالانتساب  الى عضوية الامانة للجبهة باعتبارها اعلى سلطة بعد المؤتمر من خلال المادة 150 من الباب السادس الخاص بالمنظمات الجماهيرية فى القانون الاساسى للجبهة نرى انه سبب وهنا وتقاعسا للمنظمة فى حد ذاتها حين اختصر عمل المنظمة الى التطلع للمنصب القيادى فى سباق محموم وغياب كلى عن القواعد والاهتمام بها ومرافقتها  فى حين كانت ريادة الاطار القائد تنبع من عمله فى المنظمة تكوينا وتأهيل  ليصير على ماهو عليه فلا يحتاج الى مؤتمر لترشيحه والى ندوة لترقيته ولا حتى الى عرض مؤهلاته العلمية لانها ليس بالضرورة مقياس الريادة ..
= المنظمات الجماهيرية وإشكالية المؤتمرات :
يرتبط هذا الاشكال بالنقطة السالفة الذكر ارتباطا وثيقا وخاصة بمفهوم القيادة والمسؤولية  فنحن هنا كمناضلين فى جبهة البوليساريو، والهياكل الجامعة هى المنظمات الجماهيرية التى فيها تنصهر كل القناعات والاهتمامات فهنا وكما اسلفنا نحن امام تطبيق برنامج خرج من رحم المعانات ويروم التحرير والتوعية  السياسية لتلك الفئات وتكوين اطر وقيادات ستكون مستقبلا هى  العمود الفقرى للدولة الصحراوية ومتشبثة بقيم ثورة ال20ماى فكان اختيار القائد انطلاقا من مسيرة نضالية حافلة بالعمل ومر بمحطات مهمة والاحساس الكبير بالانتماء لهذا التنظيم دون اللجؤ الى مؤتمر، القائد الذى  له القدرة على لم الشمل ومشاركة الجميع فى كل مالديه املا فى لعب دوره على اكمل وجه والقدرة على تحمل المسؤولية وليس الاتجاه الى تعزيز قيمة القائد الى نشر بطاقات تعريفية عنه وعدد شهادته الجامعية اوالمهنية واستثمار مواقع التواصل فى ذلك ،ظاهرة  افسدت دور المنظمات وخلقت قيادات مصنوعة اعلاميا وفى الاخير نصب جام غضبنا عليها ونعلق كل اسباب الفشل عليها ونحن من اوصلها الى هناك.
وفى الاخير هى مجرد اراء قد تصيب وقد تجانب الصواب ولكن هى قراءة ايضا نابعة من تجربة طويلة فى الميدان واكبت الامس واليوم وتخلينا عن دور المنظمات الجماهيرية الحقيقى فى استثمارها الايجابى فى قواعدها و تعزيز قيم التواصل الحقيقية والمتمثلة فى تكوين اطر زادها دماء الشهداء و التاريخ الوطنى  وتضحيات اباءها وامهاتها ، وتحمل رسالة قضية فأن مبادرة  مركزية التنظيم السياسى  الى ادراج المدارس الجهوية الخاصة بالنساء الى مدارس لتكوين الاطر لمبادرة مفيدة وتعزز الدور الحقيقى لها .
محمد احمد
امين فرع  الشهيد الريحة امبارك  سابقا .

Contact Form

Name

Email *

Message *