حادث سقوط طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية يودي بحياة رئيس منظمة "CISP" الإيطالية وصديق الشعب الصحراوي
ودع الشعبين الإيطالية والصحراوي وكل محبي السلام والإنسانية في العالم يوم أمس السيد باولو ديسي رئيس منظمة شيسب الإيطالية الذي قضى إثر تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية قرب العاصمة أديس أبابا والذي أودى بحياة جميع ركاب الطائرة البالغ عدههم 157 راكبا من مختلف الجنسيات.
وكان رئيس المنظمة الإيطالية الإنسانية متوجها لحضور مؤتمر حول البيئة بالعاصمة الكينية نيروبي.
وعرف الراحل بنضاله من أجل الإنسانية في جميع بقاع العالم وقد سبق له زيارة العديد من المناطق التي تشهد تواجد اللاجئين وقد عمل بكل صدق لنصرة المظلومين ومساعدتهم على المقاومة والصمود.
وفي 27 سبتمبر 2012 زار السيد باولو ديسي مخيمات اللاجئين الصحراويين وإلتقى بالرئيس الراحل الشهيد محمد عبد العزيز وإطلع على واقع اللاجئين الصحراويين وظروفهم ووعد بتقديم المساعدة وترقية التعاون بين منظمته والحكومة الصحراوية وهو ما تجسد فعلا في نشاط المنظمة الإنسانية تحت قيادته.
وشهر أوت الماضي كتبت جريدة إيطالية كبيرة وواسعة الإنتشار نقلا عن رئيس الهلال الأحمر الصحراوي الأخ بوحبيني يحي بوحبيني أن منظمة "شيسب" وهي المنظمة الإيطالية غير الحكومية والتي يقع مقرها في روما والتي تعمل بمخيمات اللاجئين الصحراويين لديها برامج هامة لفائدة اللاجئين الصحراويين منذ سنوات الثمانين من القرن الماضي وتقدم مشاريع لفائدة الاطفال والنساء، وهذا مجهود يشكر وأضاف أنه في السنة الماضية سجلت مساعدة من الحكومة الإيطالية تقدر بخمسمائة الف يورو نفذت بالتعاون مع منظمة شيسب ومكنت من ضمان نصيب من الحليب والبسكويت لصالح اربعين ألف طفل يدرسون بالمدارس وبفضل هذه المساعدة يقول رئيس الهلال الاحمر الصحراوي سجلنا تراجعا في نسبة سواء التغذية في هذه الشريحة التي هي اطفال المدارس وهذا أمر جيد.
وفي 21 من نوفمبر 2017 إلتقى السيد باولو ديسي بالعاصمة الإيطالية روما بمسؤولين من جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية بينهم رئيس الهلال الأحمر الصحراوي الأخ بوحبيني يحي بوحبيني وممثل جبهة البوليساريو بإيطاليا الأخ أميه عمار والأخت فاطملو المحفوظ عن مكتب الجبهة بروما وبحضور أعضاء من قيادة المنظمة الإيطالية وقد تناولت المحادثات وقتها العلاقات الثنائية الوثيقة بين الطرفين، وتم خلال اللقاء تقييم الوضع الانساني في مخيمات اللاجئين الصحراويين حيث اكدا وقتها السيد باولو ديسي على تطابق وجهات النظر حول الانشغال إزاء تراجع مساهمات البلدان المانحة وتاثير ذلك على الحالة الصحية والغذائية للاجئين الصحراويين والخشية من عدم القدرة على توفير الحد الادنى من الاحتياجات الاساسية خاصة من المياه والنظافة، والسكن والإحتياجات المنزلية والتعليم والصحة والنقل وشدد الراحل أثناء اللقاء على مضاعفة الجهود المشتركة لتحسيس المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته اتجاه اللاجئين الصحراويين.
وبرحيل السيد باولو ديسي يفقد الشعب الصحراوي صديقا وفيا ومخلصا داعما لصموده ومدافعا بالتالي عن حقوقه المشروعة في الحرية كما يفقد الشعبين الصحراوي والإيطاليا شخصية محترمة ومرموقة تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الإنسانية.
وبإسم الشعب الصحراوي وبإسم كل الذين ساعدهم باولو ديسي ووقف الى جانبهم وبإسم كل الذين عرفوا وإختبروا صدق مشاعره وإنسانيته ولطفه وكرمه وشجاعته وجرأته في الدفاع عن حقوقهم ونصرة قضاياهم من أبناء هذا الشعب أتقدم بالتعازي القلبية الصادقة الى عائلة الراحل الصغيرة وزملائه في منظمة شيسب وكل أصدقائه ولشعب وحكومة إيطاليا راجيا من الله أن ترقد روحه بسلام والى الأبد.
*متابعة/عبداتي لبات الرشيد*