-->

نعم مازال "حدي هون"


بقلم لحسن بولسان 
تسأل الأخ محمود خطري في مقال له بمناسبة الذكرى الثالثة لإستشهاد الأخ محمد عبد العزيز هل مازال ” حدي هون ” بين رفاقه ؟ وإستسمح الأخ العزيز أن أعيد السؤال بصيغة أخرى : هل مازال ” حدي هون ” بين شعبه ؟نعم حاضر دوما الزعيم الصحراوي بين صفوف شعبه كبقية الشهداء ، لهم في ذاكرة وطنهم مكان وفي نفس كل ابناء شعبنا مساحة حب وتقدير وعرفان ،لأنهم الشهداء ستبقى مكانتهم راسخة في الأرواح بعد رحيلهم بكرم الشهادة في الذود عن مصير شعبهم ،نعم للأخ الرئيس كباقي الشهداء كرامة في الأنفس لا يضايها كرامة وحب لا يوازيه حب وإجلال لا يساويه إجلال ،مضى الأخ محمد عبد العزيز الذي صنع جزءا من التاريخ الصحراوي المعاصر حيث اراد الله له أن يمضي وقضى شهيدا في الواحد والثلاثين ماي من سنة ألفين وستة عشر. ثلاثة سنوات على رحيل محمد عبد العزيز وهو حاضر مُخَلد في التاريخ وفي ضمير كل صحراوي وصحراوية ، تُجسد ذكراه اليوم القيم وتختزل نضال وطن وطموح وآمال شعب مكافح .اليوم يتوقف الصحراويون عند ترداد مأثره ،وتعداد محاسنه ،حيث إستطاع الفقيد خلال أربعة عقود أن يغرس نفسه في قلوب الصحراويين ، ليبقى حاضرا دوما وابدا . 
عندما يخلد شعبنا تاريخ إستشهاده ، وعندما يخلد شعبنا يوم التاسع يونيو من كل سنة عيد الشهداء المصادف لسقوط الابن البار للوطن الشهيد الولي, وعندما يعتبر يوم الثلاثين اكتوبر عيداً لشهداء الانتفاضة, تاريخ استشهاد حمدي لمباركي, لم تعد هذه التواريخ خاصة باحداث في حد ذاتها, بل تتعداها لتصبح رمزاً لدلالة كبيرة تجاوزت الزمان والمكان في تاريخ الشعب الصحراوي، لتجعل من الشهادة ذاتها مشروعاً تحررياً وطريقاً لأجيال هذا الشعب الشامخ تسير عليه كي تحافظ على كرامتها وعزتها وتضمن وجودها وترسم ملامح مستقبلها ونهضتها، لاسيما وأن العدو المغربي يحاول بكل ما يملك من قوة انتزاع هذه الكرامة والعزة. 
إن شعلة الحرية التي أضاءَها الشهيد الولي ومحمد عبد العزيز والمحفوظ اعلي بيبا والخليل سيدي أمحمد ومحمد عبيد وألاف الشهداء والشهيدات ، ستبقى مرفوعة وستبقى مُشتعلة، مهما تمادى الاحتلال في صلافته وجبروته , سيظل شهداءنا احياء فينا ، نستمد من مسيرتهم وتضحياتهم ما يملؤنا عزماً ووحدة وتصميماً على المُضي قُدماً نحو تحقيق أهدافنا الوطنية واتمام مسيرة التحرير. يعرف التاريخ أن الصحراويين هم شعب الفعل والعطاء والقدرة على الابتكار واجتراح المعجزات حين يجب أن تجترح،اليوم وقد أزهر الدم الصحراوي وأينع وتفتح ،اليوم نمضي إلى الغد واثقين أننا المنتصرون ،وأن يقيننا هو يقين الشهداء والرسالة التي تعاهدنا عليها جميعا لا وجود ولا حياة إلا في كنف دولة الصحراويين ،فيوم الشهيد هو يوم رد الأمانة والجميل للشهداء. 
رحم الله شهداءنا الأبرار وحرب التحرير تضمنها الجماهير

Contact Form

Name

Email *

Message *